" الصدق قبل السبق" قاعدة أصولية في علم الصحافة تؤكد ان حق الجمهور في معرفة الحقيقة يُقَدَّم علي حق الصحافة في النشر مقولة أخري تحض الصحفيين علي توخي الحذر والدقة ويعبر عنها المثل الانجليزي if in doubt check it out أي عند الشك عليك بالبحث للتأكد. فالنشر الصحفي وسيلة نبيلة لغاية أنبل هي تقديم الحقائق الكاملة للناس دون تضليل أو تزوير أو تلفيق لكن يبدو ان بعضًا ممن تسللوا إلي المهنة ربما يفاخرون بقدراتهم الشيطانية علي تقديم الأخبار المزيفة ولاستكمال الخدعة يتم نسبة الأخبار الي المصادر " المجهولة " في وقت يتم فيه نشر معلومات صحيحة بداخلها مما يشي أن الخبر صحيح خلافًا للحقيقة والاعتماد علي أنه إذا تعرض للنفي والتكذيب فلن يصل النفي إلي معظم الناس الذين بلغهم الخبر في صورته الأولي والمثال الصارخ علي ذلك هو كذبة " مضاجعة الوداع " التي لم تكن فضيحة مدوية للإعلام المصري بقدر ما كانت تشويها للإسلام وتعاليمه فضلا عن تشويه صورة أعضاء البرلمان المصري ومحاولة إظهارهم بمظهر قبيح لمجرد أن اغلبهم ينتمي للتيار الاسلامي. البداية كانت مع ما كتبه أحدهم في جريدة قومية في 41/4/2102 تحت عنوان " واعلاماه " فقد تحدث عن خطاب أرسلته " مرفت تلاوي" رئيسة المجلس القومي للمرأة إلي رئيس مجلس الشعب الدكتور " سعد الكتاتني" استعرضت فيه مشكلات المرأة المصرية.. وأضاف (بتنا نسمع - في هذه الأيام السعيدة - من يتحدث عن ضرورة صدور تشريع يسمح للبنت بالزواج في سن الرابعة عشرة أو قانون آخر يقر بما سماه البعض " مضاجعة الوداع " الذي يسمح للزوج بموافقة زوجته خلال الساعات الست التي تلي وفاتها .." بدأت اذن الحلقة الأولي عندما مهد الكاتب الأرض لكذبته التي سيلقيها بتهيئة القارئ أولا بمعلومة صادقة ثم أطلق كذبته الكاملة في السطر التالي بالحديث عن مضاجعة الوداع ثم بدأت الحلقة الثانية بتلقف مذيع - عبر قناة تليفزيونية- هذا المقال وقراءته علي الهواء ليصاب الجمهور بالفزع ثم تأتي الحلقة الثالثة ليتم تسجيل تلك الفقرة علي »يوتيوب« لتكون متاحة أمام الجميع في اي وقت وهكذا لف الخبر الكاذب العالم العربي في أيام ثم بدأت وسائل الإعلام الأجنبية في نقل الخبر عبر صحيفة " الديلي ميرور " "والديلي ميل البريطانية" في لغة لا تخلو من السخرية والاستهزاء ثم بعد ذلك امتلأت صفحات " " فيس بوك " وتويتر " بألوان مقذعة من الهجاء والسخرية بحق نواب البرلمان ووصفه البعض ببرلمان " قندهار " ومع تكرار الكذبة اخذت تتحول تدريجيا الي حقيقة لدي الكثيرين إلي أن جاء ما يهدمها في 03/4/2102 علي لسان " مرفت تلاوي "بنفيها إرسال رسالة بهذا الشأن الذي حدا بصحيفة " كرستيان ساينس مونيتور " الأمريكية بمهاجمة " الصحيفة القومية" واتهامها بالتضليل الصحفي واصفة ما نشرته الجريدة بأنه محاولة لخلق حالة من الذعر تصب في مصلحة خصوم السياسيين الإسلاميين مع اقتراب سباق الانتخابات الرئاسية التي جرت في 23-42/5/2102 . والعجيب أن الصحيفة لم تتخذ أي إجراء إزاء الكاتب بل سمحت له بالاستمرار في الكذب دون حياء او خجل أو ادني إحساس بالمسئولية ويبقي السؤال الأهم: هل ستسقط جريمة هذا الكاتب بالتقادم وينجو بفعلته الأثيمة دون حساب ...