جاءت دعوة فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر للداعية الدكتور محمد العريفي بزيارة مصر لتلبي مطلب الملايين العقلاء من المصريين وذلك عرفانا بكلمة حق قالها في بلدنا. الرجل قطعا ليس في حاجة إلي الشكر فقد كانت خطبته النابعة من القلب شهادة باقتناع أراد بها أن يعطي مصر حقها الذي مع الأسف لا يعرفه بعض أبنائها ومنهم من أعلنها صراحة مطالبا بحرقها ولكن دعوته لزيارتها هي تقدير من الإمام الأكبر متحدثا باسم ملايين المصريين. جميل ان يحمل أشقاؤنا العرب كل هذا الحب لمصر والأجمل أن يكون هذا الحب نابعا من القلب صادق المشاعر عن قناعة، فما بالكم لو كان ذلك مرتبطا بتاريخها الذي لا يكذب فهي كما وصفها العريفي: أم الدنيا والحضارات ومهد الرسالات وفيها كلم الله موسي عليه السلام تكليما وهي التي أوت المسيح وأمه مريم وفيها أحد أنهار الجنة وهو نهر النيل وللحق لم أكن أعرف هذه المعلومة إلا من خطبته والتي كانت قصيدة في حب وطني، وعندما كتبت الأسبوع الماضي عنها كنت أعبر عن شكر كل مصري لكل كلمة حق قالها في مصر و كنا في حاجة أن نسمع مثلها وبعد أن تفرغت أغلب منابرنا للخناق وتمزيق مصر، فقد جاءت شهادة العريفي كالبلسم الشافي للصدور تذكرنا أن بلدنا بحق عظيم. وقطعا وبالتأكيد الرجل الكريم لا ينتظر الثناء وغيره ممن يحبون مصر لا يطلبونه. البرقية التي وصلتني بعد نشر مقالي الأسبوع الماضي حول العريفي وخطبته مصحوبة بباقة ورد رائعة الجمال من السفير السعودي أحمد عبدالعزيز القطان.. كانت هي الأخري تعبيرا ممن يحبون مصر، عبارات السفير كانت شهادة حب لبلدنا بما يجعلنا نعتز بأنها في قلوب أشقائها بحق تأكيدا كما قال السفير علي إن ما قاله العريفي هو فقط ما تستحقه. لقد قال السفير: إن العريفي نقل في خطبته مشاعر الشعب السعودي تجاه مصر والتي نعرف قدرها ومكانتها وقيمتها، وهل بعد ذلك حب وتقدير من شقيق لشقيق، ولم ينس السفير أن يختتم كلمته بدعاء لمصر أن يحفظها الله من كل سوء وهو ما نتمناه جميعا لبلدنا. ما هذا الحب لمصر وهل تكفي كل ورود الدنيا لتعبر عن امتنانها وكل آبنائها بما قيل في حقها وبما وصفت به. دعوة شيخ الأزهر هي رسالة تقدير باسم مصر لرجل يعشق مصر، وأعتقد أن خطبة الجمعة بعد غد بجامع عمرو بن العاص والتي سيلقيها العريفي هي أكبر تكريم له، فالمسجد هو أول مسجد أقيم بعد الفتح الإسلامي، وأعتقد أن ملايين المصريين سوف ينتظرونها بلهفة تماما كما استقبلوا خطبته الأولي.