أسامة شلش كنت اتمني ان اشكر وأقبل جبين الدكتور محمد عبدالرحمن العريفي الداعية السعودي الكبير والأستاذ بجامعة الملك سعود علي ما قاله في حق مصر فسبقني وسارع الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر وله كل التحية ليشكره علي خطبته التي ابكت واسعدت كل مصري فقد جاءت من شقيق عالم جليل دارس يعرف قدر هذا البلد. قدم الشيخ الجليل من علي منبر رسول الله صلي الله عليه وسلم شهادة حق قد لا يعرف بعض المصريين مع الأسف التعبير عنها او قولها بهذا الصدق رغم انهم ولدوا وتربوا فوق ربوعها وعاشوا تحت سمائها.. الخطبة التي صارت حديث الناس في مصر والعالم العربي والتي جاءت في زمن لا يتجاوز الخمسين دقيقة حملت كل مشاعر الحب والتقدير لمكانة مصر التي يعرفها العقلاء والحكماء والتقدير لدورها علي مر العصور منذ عرفت التوحيد حتي يومنا هذا.. ينقلك الشيخ في عبارات سلسلة ما بين صفحات التاريخ ومع كل كلمة تعرف كم مصر عظيمة وكم هي شامخة وكيف علمت الامم والحضارات وكيف تركت بصماتها علي كل شيء بابنائها ومواقفها وابداعاتها التي اذهلت العالم فصارت بحق ام الدنيا ورصيدها الإنساني. جاءت كلمات العريفي وكأنها بلسم كنا في حاجة اليه في ظل هذا الانقسام الذي نعيشه وهي من شقيق عزيز لتعيد إلينا الوعي الذي تسبب بعضنا في ان نفقده ونفقد احساسنا بعظمة مصر.. ما هذه الروعة التي تحدث بها عن بلدنا وهو يقول من شاهد الأرض واقطارها والناس انواعا واجناسا وما رأي مصر فما رأي شيئا في حياته. لقد وصلت بركاتها للعرب والعجم انها مؤنسة لذوي الغربة كم لها من التاريخ في الاسلام وحكاياته منذ أن مشت عليها أقدام المرسلين، اذا ذكرت الكعبة والبيت الحرام فلابد ان تذكر مصر.. مصر التي جاءت منها امنا هاجر جدة النبي وزوجته مارية القبطية ام ولده إبراهيم.. انها ام الحضارات ومنبر الجدارة وهي التي اوصي النبي محمد صلي الله عليه وسلم بها خيرا فقال اذا فتحتم مصر فاستوصوا بأهلها خيرا فان لهم ذمة ورحما. وقال بحب شديد اذا اردت القرآن وتجويده فالتفت الي مصر واذا اردت اللغة العربية فانتهي الي مصر اننا لا نتحدث عن بلد عادي ولكن نتكلم عن بلد عظيم القدر أشار اليها الله لعظم مكانتها وذكرها في 4 مواضع في قرآنه العظيم.. مصر التي أتي اليها وحكمها 053 صحابيا وولد بها خامس الخلفاء الراشدين مصر بلد العلماء الأجلاء لها في قدر الزمان مكانة.. مصر التي علي ارضها كلم الله موسي تكليما وهي التي آوت المسيح عليه السلام وامه وهي التي فتح بها الله اقطار الأرض واتخذ صلاح الدين من أهلها خير جنود الأرض. ما أروع هذه الكلمات وما اجملها من خطبة عظيمة كم اتمني من كل خطباء المساجد عندنا ان يسمعوها ويعوها ليكون كلامهم عن مصر بهذا التحضر النابع من تاريخ لا يمكن نكرانه هذا افضل لنا ولأهلنا بدلا من الحديث في أمور لا علاقة لها بالدين ولا بمصر ومستقبلها.. كل التحية والإجلال للعريفي ذلك العالم المحب لمصر.