لم أصادف مصرياً يعرف كل هذه المعلومات الدينية والتاريخية والثقافية والاجتماعية والسياسية التي يعرفها وتحدث عنها بحب في خطبة الجمعة بجامع البواردي بالرياض بالسعودية الشيخ والعالم الجليل محمد بن عبدالرحمن العريفي والتي أبكتني وأنا أستمع إليها من ال سي.دي الذي أرسله لي السفير السعودي في مصر أحمد قطان والذي تحدث بالأمس عن جزء منها واستكمل اليوم جزءا آخر. قال العريفي عن "فضائل مصر" كما أسماها إن من شاهد الأرض وأقطارها والناس وأجناسها ولم يشاهد مصر وأهلها فما رأي الدنيا ولا الناس هي أم البلاد والعباد.. هي التي أرسلت كسوة الكعبة المشرفة عاماً بعد عام لأكثر من ألف عام وقال إن مصر ورد اسمها في القرآن 4 مرات وأشار إلي مصر في 30 موضعاً آخر وقال إن مصر فيها خزائن الأرض وأن النهر الوحيد الذي ذكر في القرآن هو نهر النيل. وقال العريفي إن النبي محمد عليه السلام أوصي الأمة الإسلامية كلها بمصر وأهلها وقال "إذا فتحتوا مصر فاستوصوا بمصر خيراً". قال أيضا إن "ستنا هاجر" زوجة سيدنا إبراهيم عليه السلام وهي أم سيدنا إسماعيل جد سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام هي مصرية من القبط وماريا القبطية سرية رسول الله صلي الله عليه وسلم وأم ولده إبراهيم هي أيضا مصرية ولهذا قال عبدالله بن عمر بن العاص رضي الله عنه قال "قبط مصر هم أخوال قريش مرتين" وقال النبي عليه السلام "أوصيكم بمصر والمصريين خيرا فإن لهم ذمة ورحمة" فهي وصية للأمة الإسلامية كلها لتحسن معاملة المصريين وأن يكرموهم ويعرفوا قدرهم وأن يقفوا معهم عند حاجتهم.. لم يكتف النبي صلي الله عليه وسلم بمدح مصر وأهلها بل أمر بالاحسان حتي إلي أقباطها فقال عليه السلام الله الله في قبط مصر فإنكم ستظهرون عليهم ويكونون عليكم عدة وعون في سبيل الله.. إنا ندعو إلي التآلف بين مسلمي مصر وإلي أقباطها ونسأل الله أن يجمعهم جميعاً علي العقيدة الصحيحة التي بعث بها الله تعالي عيسي وبعث بها محمد وبعث بها جميع الأنبياء وهي أن يعبدوا الله وحده. وقال العريفي: "أيها المصريون.. الإسلام فيكم وجد أعياده وكنتم يوم الفتح أجناده وكنتم عام الرمادة مداده.. أحرقتم العدوان الثلاثي وأسياده وحطمتم خط بارليف وعتاده وكنتم يوم العبور قواده.. إن في أرضكم الوادي المقدس طوي وفيها الجبل الذي كلم الله عليه موسي. أيها المصريون أن في أرضكم نهر النيل المبارك الذي ينبع أصله من الجنة قال عليه السلام النيل وسيحان وجيحان والفرات من أنهار الجنة". في أرض مصر الربوة التي أوي إليها عيسي وأمه مريم عليهما السلام قال عز وجل "وجعلنا ابن مريم وأمه آية وأويناهما إلي ربوة ذات قرار ومعين". وعلي أرض مصر ضرب موسي عليه السلام بعصاه فانفلق الحجر له ماء وانشق البحر فكان كل فرق كالطود العظيم. نعم إنها مصر.. إذا أردت القرآن وتجويده فالتفت إلي مصر وإذا أردت اللغة والفصاحة فإنك تنتهي إلي مصر وإذا أردت الأخلاق الحسنة وحلاوة اللسان وحلاوة التلاوة والقرآن فالتفت لزاماً إلي مصر. منذ القدم افتخر الهالك فرعون أنه يملكها دون غيرها فقال عز وعلا "أليس لي ملك مصر" سورة الزخرف.. صدق الله العظيم.. للخطبة بقية