ليت المصريين يحبون بلدهم مصر نصف أو حتي ربع ما يحبها هذا الرجل السعودي المحترم بارك الله فيه فضيلة الإمام الشيخ محمد بن عبدالرحمن العريفي خطيب وإمام جامع البواردي أحد أكبر وأهم المساجد في مدينة الرياض بالسعودية. هذا الإمام ألقي خطبة الجمعة وكان عنوانها فضائل مصر.. وقال في خطبته بالرياض أيها المسلمون أنني أقدم شهادة عن بلد الأنبياء.. إنها شهادة في مسكن العلماء إنها رسالة إلي بلد العلم والجهاد.. أتحدث عن أم الدنيا اتحدث اليوم عن مصر! أهداني سعادة أحمد قطان سفير السعودية في مصر نسخة مطبوعة وسي دي لتلك الخطبة التي القاها الشيخ العريفي في السعودية ولم يقل مثلها أي شيخ أو عالم مصري لأن العريفي قال عن مصر ما لا يعرفه كل علمائها معلومات دينية وجغرافية وثقافية وتاريخية يقف لها شعر الرأس. كم شعرت بالفخر والاعتزاز ببلدي وأنا أعرف عنها هذه المعلومات من خلال خطبة العريفي التي أهداني اياها السفير أحمد قطان وعندي ال سي دي لمن يريد من أصحاب الفضائيات أن يذيعوها فهي أفضل من كل سهرات التوك شو والقرف الذي نصدع به كل ليلة من المغرب حتي منتصف الليل. قال الشيخ العريفي: من شاهد الأرض وأقطارها والناس وأجناسها ولا رأي مصر ولا رأي أهلها فما رأي الدنيا ولا الناس.. فهي أم البلاد وأم المجاهدين والعباد.. قاهرتها قهرت الأمم ووصلت بركاتها إلي العرب والعجم هي بلاد كريمة التربة.. مؤنسة لذوي الغربة.. فكم لمصر وأهلها من فضائل. ومزايا وكم لها من تاريخ في الإسلام منذ أن وطأتها أقدام الأنبياء الطاهرين ومشت عليها أقدام المرسلين المكرمين والصحابة المجاهدين. إذا ذكرت المصريين ذكرت الكعبة والبيت الحرام فإن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أرسل إلي عامله في مصر أن يصنع كسوة للكعبة المشرفة فصنعت الكسوة في مصر من عهد عمر وظلت تصنع في مصر سنة تلو سنة لأكثر من ألفي سنة وكسوة الكعبة ترسل من مصر إلي مكة ولم يتوقف ذلك إلا منذ سنوات. إذا ذكرت المصريين ذكرت الحجاج والمعتمرين فإن البعثة الطبية المصرية كانت في الحج لسنوات طويلة هي أبرز ما ينفع الحجاج في علاجهم ويأتون من أقطار الدنيا لكي يتلقوا علاجهم عند الأطباء المصريين. إذا ذكرت مصر ذكرت أمنا السيدة هاجر ومارية القبطية ذكرت أخوال رسولنا الكريم محمد عليه السلام وأصهار نبينا.. لن أشهد اليوم لمصر فما مثلي يشهد لمثلها بل سأخطب عن كوكبة العصر.. سأتكلم عن أم الحضارة.. وأم المهارة. ذكر الله مصر في القرآن وعلا اسمها صريحاً في أربعة مواضع في كتابه العزيز تشريفاً لها وتكريماً فقال عز وجل وعلا "وقال الذي اشتراه من مصر لأمراته" "سورة يوسف".. وقال سبحانه "ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين" "يوسف".. وقال عز وجل "وأوحينا إلي موسي وأخيه أن تبوأ لقومكما بمصر بيوتا" "يونس" وقال تعالي: "أليس لي ملك مصر" "الزخرف". ليس هذا فحسب بل أشار الله إلي مصر في 30 موضعاً أخري. إن مصر أيها المسلمون هي الأرض الطيبة.. مصر فيها خزائن الأرض لما قال عن يوسف عليه السلام "قال اجعلني علي خزائن الأرض إني حفيظ عليم". لم يذكر الله قصة نهر في القرآن إلا نهر النيل.. قال عز وجل "وأوحينا إلي أم موسي أن أرضعيه فإن خفت عليه فألقيه في اليم ولا تخافي ولا تحزني إنا رادوه إليك وجاعلوه من المرسلين".