إذا كانت الدولة حتي الآن تخشي من بدء بطولة الدوري العام لكرة القدم فلماذا إذن جعلنا الاستفتاء علي دستور مصر مثل مباراة في كرة القدم بها خاسر وقد يحصل علي ميداليات فضية وفائز يحمل كأس البطولة مع الميداليات الذهبية وفي النهاية فالطرفان بقراءة الواقع خاسران؟ اما كان من الأجدي ان تأخذ هذه الطوابير طريقها الي مدرجات الملاعب ونعيد للشرطة هيبتها ويعود الجيش لحماية جبهتنا الخارجية؟! الهواء والقلم الاحداث المتعاقبة تسبق القلم فقد اصبح الحدث يذاع علي الهواء في وقت وقوعه وكان علي القلم ان يبحث عن شيء آخر لم يذع في حينه حتي يفوز بالسبق، ولكن هناك احداثا اعطت للقلم الفرصة لكي يبحر ويتوغل فلم يستطع الهواء ان يقيم خيمته مع الشيخ حازم ابواسماعيل وانصاره رغم انه امام مدينة الاعلام ولم يستطع ان يبيت مع معتصمي الاتحادية او قاطني التحرير او متحلقي الدستورية. الهواء اسبق من القلم لذلك كان الامن المركزي مع الهواء امام قسم الدقي وكان مع القلم امام صحيفة الوفد. منحني خطر أماكن سيذكرها التاريخ بما لها وما عليها التحرير، محمد محمود، مجلس الوزراء، ماسبيرو، مسرح البالون، مصطفي محمود، الاتحادية، ميدان النهضة اماكن اخذت شهرتها في لحظة من لحظات عبور تاريخ مصر منحني جديدا في طريق واحد ذي اتجاهين فلابد من اتباع ارشادات المرور التي طالما انتشرت علي جانبي هذه المنحنيات بعد ان تخطت مرحلة المطبات الصناعية ودخلت في مرحلة »هدئ السرعة«، »احترس منحني خطر«. لم يظهر الضوء سنتان علي قيام الثورة ونحن ننتظر الوصول الي الضوء الذي قالوا انه يلوح في نهاية النفق، يبدو ان الذي شاهد هذا الضوء لم يكن ضوء الشمس ولكن يبدو انه كان ضوء شماريخ الالتراس التي كانت تلمع في سماء ميدان التحرير، مازلنا نسير في النفق املا في الوصول الي نهايته لنري ضوء الشمس الحقيقي فكلنا اصحاب هدف واحد هو البحث عن »مصر« التي اختفت فأرجو ألا يصيبنا الملل والتعب ولسان حالنا يقول »ياه. دي السكة طويلة بشكل«. أين عنق الزجاجة؟! لاشك أننا في القاهرة لا نهتم كثيرا بالنظر إلي عداد سرعة السيارة لنتحاشي المخالفات لأنه نادرا ما يتحرك إلي ما دون الصفر. لم أكن أول المختنقين أو آخرهم أو أول المتحدثين أو آخرهم عن العذاب اليومي من اختناق القاهرة بعد أن خرج الباعة الجائلون من مخابئهم لينصبوا خيامهم في الشوارع الرئيسية فجروا وراءهم الزبائن وأصبحت الزحمة زحمتين. منذ فترة طويلة ونحن نسمع أن هناك بارقة أمل لكسر عنق الزجاجة ولكن يبدو أن المسئولين احتاروا في هذا »العنق« فتارة يصبح إلي أسفل وتارة إلي أعلي حتي بدأنا نشعر أن القاهرة كلها »عنق«.