طريق النور

بياع لمون..

صابر أنا ياناس.. وصبري ع الألم والجوع أهو طال.. أيام تعدي عليا.. أبص حواليا ألقي الألم موال.. أيام تاكل فيا.. وعيني بتدور ع اللقمة الحلال.. بصوم رمضان وبصلي الفروض.. وكل يوم يزيد جوعي.. والغطا بيستر في البدن.. والبرد حط فيا وشال.. كل الشهور اتبدلت.. لا أنا عارف انه شهر المحرم.. والفرح عليا محرم.. والأحزان ماشية معايا.. وأنا ماشي في الطريق جوال..
إنسان أنا عايش.. ع الهامش.. بياع لمون.. سريح.. الرزق زمان.. كان أمان.. راضي بحالي.. لا قلت آه.. ولا صراخ بطني خلاني أقول القول الملفوف المريح.. ولا قلت حاضر.. لأي شاطر.. ولا فهلوي كلامه معسول.. إنما السم.. يلزمه كلمة تلجم لسانه عن أذي الخلق والمجاريح.. لا كتاب قريت.. ولا في مدرسة عديت.. ولا فكيت الخط.. عشان أعرف طريقي لعمل أوراق سفر.. وبضاعتي بابعها بدون رخصة أو تصريح.. وأهي ماشية يا صاحبي.. والدنيا علي قد ما تاخد مننا بتدي.. والبطن قلابة.. محتاجة لشوية لمون.. تنضف المعدة وتصد عنها البرد والمرض والتعب اللي جاي زي الريح.
الدنيا دلوقتي.. إتغيرت وماعدتش زي زمان ضاع الأمان.. واللمون اللي كان بيشفي البدن.. ويروي وينور قلة العطشان.. صبح زي حالي دبلان.. تعبان.. غالي ع الغلبان.. والشقيان والقرش قلت بركته.. وسايق عليا العوج والدلال وخايف يقعد في جيبي .. وديما من بين الإيدين هربان.. ولما حبيت أتجوز.. وألم حالي جوه أربع حيطان.. الأهل والأحباب.. قاموا بالواجب.. والود والحب كان في أول يومين .. بيونس الكلمة.. ويحكي مع الجماعة.. والأشيا معدن.. والقلب كله حنان.. وعيل ورا التاني.. الهم يهد الجبال وقلت أعلمهم.. لقيت العلام.. عايز ميزانية وقرش يكون دفيان.. واتحسرت علي حالي.. وحال الدنيا اللي خدت مني الأمان.. وسابتلي المرض يسري في دمي وعضمي.. وورتني من العذاب ألوان.. حتي جماعتنا المصونة.. بعدما إتمسكنت في الأول.. اتمكنت واتحكمت.. وعشرتنا بقت علي كف الرحمن.. وإيه يفيد الكلام.. بعد ما كنا وكان..
وقلت الثورة ح تعدل الأحوال.. وبدل المشي والجري في الشوارع وع الرصفان.. ح أبيع اللمون بالمجان.. وجنب منه حبة فاكهة م المنجة والعنب والرمان.. وأعمل معلم والزبون يعرف سكة الدكان.. لقيت الدنيا إتقلب حالها وعشت في النكد والهم والتوهان وجماعتي المصونة.. بدل ما تقف جنبي وتسترني وتاخد بايدي لسكة الروقان.. لقيتها ركبت علي كتافي.. وماعندهاش غير هات يا أبو حسان وعشت بالدين والسلف والهم مغطي العين والودان.. واتقفلت في وشي كل الببان.. وقلت أطلقها.. قالولي العشرة ما تهونشي.. وليه ياواد ماتكونشي أصيل وتسمع كلام الشيخ جميل.. وإديها مصروف عشان الظروف تعدي.. ومركبك تمشي.. زي زمان.. يمكن في يوم تعقل.. وتعرف ان المحبة أمان وإن كان قلبي صبر.. وجماعتنا قلبها حجر.. بكرة ح تعرف مين فينا كان غلطان..
خبيت دموعي وجوعي.. عن عيني.. وحنيني لكلمة حلوة تجيني.. منها تواسيني.. تدفيني.. لقيتها خدت في وشها وعايزه تأدبني وتسيبني.. وتهجرني.. ونجوم السما توريني.. وفي طابور الغلابة.. واقف باعد في عمري وسنيني.. يمكن تحن عليا من تاني.. وتعرف ربنا.. وتعرف إن أنا راجلها.. وعليها السمع والطاعة.. وتسيبها م الكدب والغش ونعيش ونربي العيال بدل ما تخللي الفار يلعب في عبي ويجبني ويوديني.. وشكوكي فيها كل ليله بتكويني.. واقول يادنيا إيه آخرتها.. ربك عنده الجواب ودا نصيبي .. هو اللي يهديها ويهديني.