موضوع المعاكسات في الشارع بقى ظاهرة.. كل الستات بتشتكي منه إلا سنيه.. عمري ما لقيتها بتشتكي في يوم ان حد عاكسها.. مش عارف ليه.. واضح ان الوحيد اللى عاكسها في حياتها هو الموكوس أنا.. لأني بعد المعاكسه دي على طول اتنيلت واتجوزتها.. جيت في يوم لقيتها بتقولي "إلا صحيح قولي يا منيل.. ليه ما بقيتش تقولي كلام حلو زي الأول.. فين ايام زمان لما كنت بتقولي يا سنيه..انتي الحب اللي ليا".. رديت وقلت.."مشغول يا حبيبتي..والله مشغول.." لكن كنت في سري بقول "كلام حلو ايه يا وليه.. وانتي صوتك ليل نهار زي زمارة القطر يزعق فيا"!! من صوتك ما بنامش الليل في نفس اليوم بالليل كنا قاعدين نتفرج على فيلم من أفلام زمان.. محمود ياسين كان عمال يقول كلام حلو لنجلاء فتحي "من ساعة ما شفتك يا سوسن وانا ما بنامش الليل"..لقيتها بتقول "ايه يا منيل مش ناوي تقولي كلام حلو زي محمود ياسين؟!".. رحت رادد في سري "مش لما تبقى انتي زي نجلاء فتحي الأول يا بعيده.." وبعدها قلت بصوت عالي.."من ساعة ما شفتك يا سنيه..وانا ما بنامش الليل.." ورحت مكمل في سري.."عشان عفريت يا سنيه"!!! تاني يوم وانا نازل الشغل الصبح لقيتها بتقولي.."آدي ورقة الطلبات..قبل ما تروح الشغل تفوت على عمك مصيلحي بتاع الفول تجيب ب 2 جنيه وترجع تجيبهولي.. وما تنساش تجيب 2 كيلو طماطم.. وزيهم خيار والفاكهه 3 كيلو موز و4 برتقال.. وبعد ما ترجع تقولي كلام حلو.. ماشي يا منيل على عينك؟" قلت في سري.."يادي الكلام الحلو.. وده أجيبه منين" رحت شغلي مهموم.. وقعت طول اليوم ايدي على خدي.. لغاية ما اشتكيت لصاحبي حلال العقد الاستاذ سلكاوي اللي قالي "بس كده.. هو ده اللي مضايقك؟.. دي مشكلة كل بيت في مصر..مفيش واحد فيكي يا بلد بيقول كلام حلو لمراته بعد الجواز..بس انت امك داعيالك يا زنكلوني يا سريقوسي..انا عندي الحل.. بس ايدك ع الحلاوه.. كباية شاي في الخمسينه انت اللي تدفع حسابها.."رحت صارخ بأعلى صوتي على عم مليجي بتاع الشاي "وعندك واحد شاي في الخمسينه على حسابي للاستاذ سلكاوي وصلحه"!! فقال سلكاوي.."بص يا سيدي..انا اعرف واحد شاعر انما ايه.. من اللي قلبك يحبه.. ده اللي بيكتب أغاني شعبان عبد الرحيم وبيفصلها على مقاسه تمام.. طبعا مش هيغلب.. هيفصل لك قصيده فيها كلام حلو لايق على سنيه.." فقلت له.."لايمني عليه"!! شاعر بإيه؟! تاني يوم لقيت سلكاوي زميلي داخل عليا ومعاه واحد شعره مش متسرح.. وتقريبا كده بقاله 3 سنين مااستحماش.. ولابس نضاره كعب كبايه.. لقيته بيقول.."ندخل في الموضوع على طول يا هندزه.. بس بعد ما تجيب لي كباية شاي في الخمسينه. رحت صارخ لعم مليجي عشان يجيب الشاي وقايل للشاعر.."بص يا سيدي..انا عاوزك تكتب لي قصيدة فيها كلام حلو يليق على مراتي سنيه.. ما تقعدش تقول كلام خيالي زي عودك غصن بان وسنانك كهرمان..عشان ما تقولش اني بسرح بيها" رد عليا.."ماشي يا ذوق.. بس لازم تفهمني الست سنيه دي شكلها ايه عشان اعرف امخمخ واكتب.."، رديت "شوف سنيه دي مفيش زيها اتنين.. ست قويه ومفتريه.. قد الفيل وتتصر في منديل.. صوتها زي صوت زمارة القطر.. وشعرها لماه على طول عمرها ما فردته.." لقيت الشاعر لونه امتقع وقال "اعوذ بالله.. ست دي ولا عفريت؟..انا شايف يا استاذ انك توريني القطر ده.. اقصد الست دي ع الطبيعه"..قلت "خلاص.. تعالى معايا بعد الشغل وانا اشاورلك عليها" وهو ده اللي حصل.. جه معايا قدام البيت وعلى حظي سنيه كانت واقفه بتنشر الغسيل.. بس اللذيذ انها اول ما شافتني صرخت من البلكونه زي العاده.. صرخه هزت جدران البيوت في الشارع كله.. وهزت كمان اعصاب الشاعر اللي بنطلونه وقع وشعر راسه وقف..وقالت.."جبت الطلبات يا منيل؟..جبت الطلبات يا بعيد؟"..لقيت الراجل قال وهو بيجري.."خلاص خلاص يا هندزه..اطلع انت لمراتك وانا بكره هجيبلك القصيده"..قلت له.."استنى..هاتها متسجله على شريط عشان مش بعرف اقول شعر.." تاني يوم لقيته جابلي الشريط ولهف ال 20 جينه وطار..طبعا فرحت جدا ورحت طاير ع البيت.. واول ما دخلت لقيتها بتقولي.."جبت الطلبات يا مدهول؟.. ياللا طلع العيش والطماطم وبعدين فين الكلام الحلو اللى وعدتنى هتقولهولى " رديت عليها.."يا سنيه يا حياتي.. يا حبيبتي انتى وحماتي.. انا من كتر جمالك مش هقدر اتكلم.. انا خليت اكبر شاعر في البلد يعبرلك عن اللي جوايا.." بصيت لقيت سنيه لاول مره تبص لي وهي مكسوفه.. ورموشها فجأة بقت طويله زي رموش زيزي حبيبة بطوط.. رحت حاطط الشريط في الكاسيت لقيته بيقول.."يا سنيه يا قويه يا ألماظيه..اللي يقول عليكي ست اديله 50 بونيه.. الفيل جنبك غزال.. والقرد لوشافك يقول دي مصيبة قوية صوتك القوي يهد الجبال.. ويرعب الأسد قبل القطة الشقية نظرتك ثاقبة وحسوده.. زي الشنيور يا مفترية.. ربنا يقوي جوزك عليكي.. ويستحمل لكماتك الباطشه ديه ويتجوز واحده غيرك.. صغيره زي العسليه.." طبعا اللي حصل معروف.. ونزل الخبر في الجرايد بعنوان.."زوج ينجو بأعجوبه.. بعد ما داسه القطر"!! بقلم عمرو عكاشة ------------------------------------------------------------------------ عصمت والمحروس والمعاكسات! تملي باخدلي مواصلتين تلاته من الشغل للبيت.. بس اللي بيهون عليا المسافة ان تحية وتفيده بيركبوا معايا نص المسافه.. نزاحم على أول ميكروباص نشوفه ونحتل كنبه بحالها.. ونقعد ناكل في ودان بعض لغاية ما الركاب يفطسوا من الرغي بتاعنا والسواق يجيله صداع ويبقى مش طايق يبص في وشنا.. وأول ما نوصل للموقف كل واحده تاخدلها سكه تانيه تروح لبيتها. لغاية ما في يوم معرفش ايه اللي طلع عليهم في الشغل مفيش وراهم سيرة غير التحرش بالستات.. بصراحه الكلام مهزش فيا شعره.. ما انا كل يوم مقضياها مواصلات والدنيا زي الفل!! وانا خارجه من المصلحه اتخضيت!!.. لقيت ستات المصلحه كلهم واقفين بربطة المعلم ع السلم.. جريت عليهم افتكرت عاملين وقفه احتجاجيه.. بس ماشفتش غير كل اتنين ولا تلاته واقفين مع بعض وهات رغي وضحك.. لمحت تحيه وتفيده واقفين مع نفسهم فرحتلهم وقلتلهم: "ياللا يا بنات..واقفين مستنين ايه؟".. لقيت تفيده راحت متنحه وقايله بلؤم الستات وهي بتبصلي من تحت النضاره: "ياللا فين يا عصمت يا حبيبتي؟.. متقوليش انك هتروحي لوحدك؟!! أمال فين بسلامته المحروس جوزك؟!!".. طبعا في ثانية فهمت تقصد ايه.. أتاري المصلحه اتقلبت حضانه وأنا معرفش.. وكل دقتين تلاته ألاقيلكم واحد محروس جاي ياخد المدام بتاعته يروحها!!! أين أنت يا محروس؟ مشيت لوحدي.. ومكدبش عليكم حسيت بالغيره بتاكلني أكل.. مش قادره أنسى نظرة تفيده اللئيمة من تحت النضاره.. وقعدت اعيد في دماغي السيناريو اللي حصل النهارده مع شوية تعديلات.. فاتخيلتني برد على تفيده بكل برود ومن طرف مناخيري بقول: "هاها.. ده من خوف المحروس عليا اجرلي اتنين بودي جارد مخصوص يرافقوني في الرايحه والجايه".. وبعدين اتخيلت تفيده فتحت بقها من الصدمه وهي بتشوف اتنين كده عضلات بينحنولي عشان اتفضل معاهم.. وبعدين نركب على كنبه واحده في الميكروباص واحد على يميني وواحد على شمالي.. وبقيت مش قادره امسك نفسي من الضحك وانا متخيله منظر تفيده وهي بتبص عليا وأنا بين أسدين قصر النيل.. لغاية ما البودي جارد اللي على ايدي اليمين.. قصدي الواد اللي راكب جنبي رجعني للواقع المر أول ما حط البعيد ايده على ايديا وهو بيقول: "الحلو سرحان في ايه؟".. مادريتش بنفسي إلا وأنا بارقع بالصوت الحياني.. وربنا ما يوريكم.. الميكروباص فرمل فجأة والدنيا ضلمت.. انا مش عارفه نزلت ازاي.. والميكروباص بقى مش باين من البشر اللي اتلموا عليه..الكل هيموت ويضرب المعفن اللي جوا!! أما أنا فقعدت أعيط طول الطريق لغاية البيت.. دخل عليا المحروس وشاف عنيا لونها أحمر زي الدم..عمل نفسه مش واخد باله.. قعدت أعيط بصوت عالي عشان يعبرني.. راح قايل: "ايه يا وليه..مين ماتلك؟".. رحت قايله وأنا باتشحتف: "أنا اتعاكست يا محروس!"..انا قلت الكلمتين دول من هنا..والبيه اترمى على ضهره فطسان من الضحك.. وعمال يرفس برجليه وايديه زي العيال وهو بيقول: ""ده انتي حقك تحمدي ربنا!!.. دي حاجة ولا في الاحلام..اكيد اللي عاكسك يا نظره ضعيف يا مبرشم.." شخطت فيه وأنا مولعه: "بص..أنا خايفه على نفسي.. انت تعمل حسابك من بكره توديني وتجيبني من الشغل".. أنا قلت الكلمتين دول من هنا ولقيته دخل في نوبة ضحك تانية!! تاني يوم شفت تفيده ع السلم وسألتني بلؤم الستات: "ايه يا عصمت يا حبيبتي ازاي المحروس؟"..رديت عليها بكل ثقة: "تعباه معايا يا تفيده ياختي.. مش بيهداله بال غير لما يبقى رجله على رجلي في الرايحه والجايه".. سبتها وهي متنحه واتسحبت على السنترال الداخلي وحطيت منديل على السماعه وكلمت المحروس ورحت قايله: "محروس بيه.. احنا هنا الأمن بتوع المصلحه.. ياريت سعادتك تيجي تاخد المدام أحسن اغم عليها وتعبانه جدا"..المحروس اتخض وقال "فوريره".. رجعت تاني ع السلم وانا حاسه قوي بنفسي ومستنيه المحروس يشرف.. بس الوقت مر ومفيش لا حس ولا خبر والستات بقى عددهم يقل من حواليا.. كل شوية واحده تخلع مع المحروس جوزها.. وشكلنا كده قربنا نشطب.. قلت في عقل بالي.. مش يمكن المحروس فكر يجيب معاه دكتور فده اللي أخره.. ولا يمكن العربيه اتعطلت منه.. مش يمكن ولا يمكن..لغاية ما عقلي هيشت. واتنقط أكتر لما لقيت تفيده ماسكه في ايديها محروسها الاوزعه وبتعملي باي باي وهما نازلين مروحين وأنا بقيت بطولي لوحدي ع السلم.. وقبل ما تغور.. لقيت عم برعي الفراش بيجري عليا وبيقول بعلو حسه: "يا مدام عصمت يا مدام..المحروس اتكلم وقالي اسلفك 3 جنيه تركبي بيهم تاكسي..الناس لبعضيهم برضه"!!! بقلم رانيا صالح