علي الرغم من ان الاضرابات في فرنسا اخذت شكلا منتظما ومنظما ومقلقا في نفس الوقت.. إلا أن مجلس الشيوخ الفرنسي وافق علي مشروع قانون التقاعد الذي أثار الفرنسيين جميعاً وشدهم من منازلهم الي شوارع وميادين فرنسا حتي اصابها بالشلل. مشروع القانون يرفع سن المعاش من 06 إلي 26 عاما.. الكبار غضبوا وثاروا وتظاهروا علي قناعة منهم من أن حياتهم يجب ان تبدأ بعد الستين.. وأن المسئولية يجب ان يتحملها الجيل الثاني.. واستمرت الاحتجاجات والاضرابات في محاولة لفرض رأي الشارع الفرنسي علي الحكومة. تظاهر ايضا جيل الوسط الذي يري أن من حقه أن يصل لأعلي المناصب ويأخذ دوره فيتحمل المسئولية. احتج أيضا علي المشروع الشباب في سن الدراسة الثانوية والجامعية.. فهم يرون أن المشروع سيسلب حقهم في العمل ويزيد من معدلات البطالة طالما أن الموظف أو العامل سيبقي عامين آخرين في موقعه. فرنسا اصيبت بالشلل.. المظاهرات والاحتجاجات تزداد سخونة وتشدد لأكثر من اسبوعين.. الشارع الفرنسي له وجهة نظر ويري أن الحكومة ترفض الاستماع له.. والحكومة لها مبرراتها الاقتصادية والاجتماعية ولم تستجب لأي ضغط. الديمقراطية التي يتمتع بها الفرنسيون علي وجه التحديد جعلت دول العالم الثالث تقف في ذهول مما يحدث.. هل هذه هي الديمقراطية.. أن تفعل الحكومة ما تريد.. ويفعل الشارع والمواطنون ما يريدون، وتصبح الفوضي عنوان الديمقراطية. وأخيراً ما زلنا نراقب -من موقعنا- ما سيحدث خلال الأيام القادمة ربما تقدم فرنسا درسا جديداً من دروس الديمقراطية.