احبط وزير الإعلام المحاولة التي كنت انوي الاقدام عليها.. وهي انشاء قناة فضائية باسم »الاخلاء تي.في«. كانت محاولة ناجحة للثراء السريع.. كأنها دجاجة تبيض في كل صباح بيضة من الذهب.. او حنفية سائبة تنهمر بالجنيهات والدولارات والريالات. ولكن يبدو ان هذا الحلم لن يتحقق بعد ان انتبهت الدولة اخيرا لمن سبقوني الي هذا المشروع والي عالم الشهرة والثراء. مذيعة حلوة تتراقص في برنامج للمسابقات.. ومتحدث لبق ملتح يفتي فيما يعلم او لا يعلم.. ومذيع مستظرف مستفز لضيوفه.. وشويه رسائل وشريط معاكسات اسفل الشاشة.. هذا هو كل ما في الامر.. وفتح عينك تاكل ملبن.. وبالقشطة كمان. في البداية تخيلت ان المسألة لا ضابط لها ولا رابط.. وان اي واحد يمكنه ان يفعل ذلك. وكنت اقول لنفسي.. الا يشاهد احد من المسئولين عن قمرنا الفضائي شيئا مما تقدمه عشرات القنوات التي تبث من خلاله، بصراحة تصورت ذلك.. ولم يكن امامي الا ان افعل ما فعلته وهو ان الغي اشارات تلك القنوات من جهاز الاستقبال في منزلي.. واكتفي بما يكفي ان اشاهده انا واسرتي.. وبما يمكن ان يقبله عقلي. تصورت بذلك انني انتصرت علي هذه القنوات.. لكني كنت محاصرا بها في بعض الاماكن.. وبعض المقاهي.. وصرخت مع الصارخين.. هل من منتبه الي تلك القنوات فيوقفها او يلغي اشاراتها. لم اكن اتصور انني في يوم من الايام سأقف في خندق المعارضين لحرية التعبير.. ولكن الحقيقة انني افضل ان اكون معارضا اذا كانت حرية التعبير تؤذي مشاعري وتستفز عقلي.. واكثر من ذلك اذا كانت هذه القنوات تتسابق الي التطرف والابتذال والاباحية والترويج لخرافات وخزعبلات. لذلك سعدت جدا بوقف 61 قناة من تلك القنوات وانذار 22 قناة اخري.. ربما ترتدع القنوات الاخري وتعود الي صوابها ورشدها.. لان المسألة لم تعد ناقصة وجع قلب. والبلد لم يعد ناقصا اي عود كبريت يشعل فيه الفتنة.. ولا كلمة خارجة تقرأها بناتنا في شريط »اس.ام.اس« او عوجة وسط مذيعة او حتي لحية شعثاء مع ماكياج زبيبة في الجبهة. بلدنا في حاجة الي ما يدفعه الي الامام لا إلي من يجره الي الخلف.. في حاجة الي من يقوم سلوك ابنائه لا الي من يعوجه.. في حاجة الي من يزيد معارف ابنائه لا الي من يخدر عقولهم. لذلك ارجو واتمني ان تتم مراجعة تلك القنوات بالكامل.. والا يتحدث في الدين الا من نتفق جميعا علي علمه.. والا يفتي في العلم والصحة الا ذو خبرة.. والا يظهر علي شاشات التليفزيون في بيوتنا الا صاحبة الوجه السمح البشوش والكلمة الحلوة الطيبة. مرة اخري.. نحن لسنا ضد الابداع او حرية التعبير.. لكننا ضد التطرف والخلاعة والخرافات والاباحية. نحن مع الاخلاق تي.في.. ولسنا مع الاخلاء تي.في.