ظل 17 عاما مهيمنا علي الحياة السياسية في إيطاليا، شغل رئاسة الحكومة لأطول فترة بين من تعاقبوا علي المنصب ، رافق مشواره السياسي الكثير من قضايا الفساد المالي والأخلاقي. أمضي حياته بين السياسة والقضاء، في الوقت الذي يقول فيه أنصاره بإن خصومه قد لفقوا هذه القضايا لزعزعة صورته، يؤكد معارضوه أن دخوله العمل السياسي كان مجرد ذريعة للتمتع بحصانة تمكنه من تفادي جميع المشاكل القضائية...إنه سيلڤيو برلسكوني السياسي المحنك الذي تولي رئاسة حكومة إيطاليا علي ثلاث فترات، ورجل الأعمال الذي يمتلك عدة وسائل إعلام في بلاده كما يرأس نادي إيه سي ميلان الرياضي. عاش سيلڤيو برلسكوني رئيس الوزراء الإيطالي السابق حياة سياسية حافلة شهدت إخفاقات ونجاحات وانتقادات من جانب المعارضة وبعض الإيطاليين لكنه كل مرة كان يقنع الناخبين بأنه ملاذهم الآخير. قبل أيام صدر بحق برلسكوني البالغ من العمر 76عاما حكم قضائي بتهمة التهرب الضريبي يقضي بسجنه أربعة أعوام ومنعه من شغل أي منصب عام لمدة خمس سنوات. وقد خففت العقوبة لعام واحد بموجب قانون عفو يعود إلي عام 2006 أصدرته انذاك حكومة اليسار للتخفيف من الاكتظاظ في السجون. أدين برلسكوني وآخرون بتضخيم سعر توزيع حقوق الأفلام التي كانت اشترتها مجموعته الاعلامية "ميدياسيت" بهدف "التهرب" من دفع الضرائب. حكمت المحكمة علي برلسكوني وآخرين ايضا، بدفع مبلغ 10 ملايين يورو للخزانة الإيطالية، لكن حرمانه من ممارسة حقوقه السياسة لن يدخل حيز التنفيذ إلا إذا أيدت الحكم محكمة من درجة أعلي. من غير المتوقع أن ينفذ برلسكوني العقوبة لأن إجراءات التقاضي تتطلب استئناف الحكم الابتدائي من قبل محكمتين أخريين. ومن المقرر أن يقدم محامو برلسكوني طلب الاستئناف في 10 نوفمبر المقبل. وقد يتطلب الأمر سنوات عدة قبل البت في القضية بشكل نهائي. برلسكوني مستعد ومتأهب للقتال ومن غير المحتمل أن يقبل بالهزيمة، فقد رفض الاستسلام لحكم القضاء بالسجن عاماً ، وهدد بإسقاط حكومة ماريو مونتي الحالية معلنا أن كتلته اليمينية قد تسحب تأييدها للحكومة في خطوة من شأنها تأجيج أزمة سياسية في البلاد قبل الانتخابات العامة المقرر إجراؤها في إبريل المقبل. حيث تحظي حكومة مونتي غير المنتخبة بتأييد يسار الوسط ويمين الوسط والوسط. وستفقد الحكومة الأغلبية ويتعين عليها أن تستقيل إذا سحب اليمين بالكامل -ومن بينه حزب شعب الحرية الذي يرأسه برلسكوني- تأييده. انتقد برلسكوني القضاة الذين ادانوه باتهامات بالتهرب الضريبي وأعلن انه سيظل يعمل في مجال السياسة لتغيير النظام القضائي، وانه لن يتنافس علي رئاسة الوزراء في الانتخابات المقبلة. وطالما اشتكي برلسكوني من أنه يتعرض لاضطهاد يمارسه ضده قضاة ذوي ميول يسارية في ميلانو. سبق ان واجه برلسكوني عدة محاكمات لكن هذه أول مرة يصدر فيها ضده حكم قضائي له علاقة بأنشطته التجارية ، حيث نال حكم بالبراءة في بعض القضايا و سقطت القضايا المرفوعة ضده في البعض الآخر. ولا تزال هناك قضيتان من المنتظر ان ينظر فيهما القضاء الإيطالي وهما قضية يونيبول التي تتعلق بالتنصت علي المكالمات الهاتفية لزعيم الحزب الديمقراطي السابق بييرو فاسينو ونشر محتواها في صحيفة يملكها، وقضية روبي المتهم فيها بممارسة الجنس مع قاصر واستغلال نفوذه لحمايتها من السجن بعد اعتقالها بتهمة السرقة. بدأ برلسكوني مشواره السياسي متخذا شعار أنصار كرة القدم "إلي الأمام إيطاليا" اسما لحزب سياسي، واعدا الإيطاليين بالرخاء وبقصص نجاح تشبه قصته هو الذي عمل في مقتبل عمره كمغني علي اليخوت ليصبح أغني أغنياء إيطاليا. في عام 1980 أنشأ برلسكوني Canale 5 أول قناة خاصة في إيطاليا. كما يمتلك إمبراطورية إعلامية تضم أكبر ثلاث شبكات تليفزيونية في البلاد. في عام 1986 اشتري نادي إيه سي ميلان لكرة القدم. تصنف مجلة فوربس الاقتصادية سيلڤيو برلسكوني كأغني رجل في إيطاليا.