حامد عزالدىن المكان: احدي قاعات وزارة الخارجية الأميركية بواشنطن. الزمان: مساء الاربعاء الموافق 16 مايو 2012 . الحضور: عدد من كبار المسئولين الأمريكيين بينهم روبرت فورد السفير الأمريكي السابق الذي انهي عمله في دمشق بداية العام 2012 وفريد هوف المنسق الخاص للادارة الأمريكية في الشأن السوري. وهم يتابعون النقاش مع ممثلين عن المجلس الوطني الكردستاني السوري. المشهد: شركوح عباس المعارض الكردي السوري المنشق المقيم في واشنطن ويدير المجلس الكردستاني السوري يعلو صوته وهو يدعو اسرائيل تحديدا الي تقديم الدعم للاسراع بتقسيم سورية الي مجموعة من الكيانات الفيدرالية. شركوح يرفض المحاولات الأمريكية لاقناع اكراد سورية بالانضمام الي صفوف الانتفاضة المشتعلة هناك منذ نحو العامين. والامريكيون يعتبرون الاكراد أكبر أقلية عرقية حيث تضم نحو 10 ٪ من عدد سكان سورية "17 مليون مواطن " يسكنون منطقتي الحسكة والقامشلي في الشمال والشمال الشرقي في سورية. ويقول شركوح مستفيضا ان تفتيت سورية الي أربع أوخمس دويلات فيدرالية سنية وعلوية ودرزية وكردية لن يكون له مصلحة بالتحالف مع ايران بل سيخدم في تحقيق فك الارتباط بين سورية والهلال الشيعي الذي تقوده ايران.أما بالنسبة الي اسرائيل - يواصل شركوح الايضاح - فان تفتيت سورية الي دويلات فيدرالية سيكون بمثابة العازل الطبيعي لاسرائيل في مواجهة القوي الاسلامية الشيعية والسنية. ملحوظة: هذا الاجتماع الذي جري بمقر الخارجية الأمريكية وبحضور مسئولين علي أعلي مستوي من الادارة الأمريكية استضاف شخصيات معروفة تماما بدعوتها لتقسيم سورية الي أربع أو خمس دويلات وذلك بداية ونهاية لحماية اسرائيل. والمعارض الكردي يفهم هذا جيدا ومن هنا لم يجد غضاضة في أن يوجه الدعوة مباشرة الي اسرائيل للتدخل لسرعة تقسيم بلاده الي قطع صغيرة. هل يريد أحد المزيد من الأدلة علي وجود الأيدي التي تعمل في الخفاء وفي العلن الي اطالة أمد الحرب للقضاء علي الجيش السوري قبل دفع الرئيس بشار الي اللجوء الي منطقة الساحل وعاصمتها اللاذقية للاحتماء بالعلويين ونسبتهم نحو 11٪ من الشعب السوري واعلان الدولة العلوية ليبقي بعدها السنة ونسبتهم نحو 72٪ من السكان مضطرين الي اعلان دولتهم وعاصمتها حلب فلا يعود هناك أمام الدروز في الجنوب ونسبتهم نحو 3٪ سوي اعلان دويلة لهم. هذا هو المخطط الذي تندفع سورية اليه بسرعة لتكون بداية تنفيذه هي الاعلان عن مضي قطار التقسيم في الشرق الأوسط. استيقظوا قبل فوات الأوان.خلفية: في ردهات أحد الفنادق الكبري في شرق القاهرة التي استضافت مؤتمرا للمعارضة السورية منذ بضعة شهور سألت بعض رموز المعارضة عن ممثلي الأكراد السوريين في المؤتمر فأبلغوني بأنهم انسحبوا من المجلس الوطني للمعارضة برئاسة برهان غليون الذي رفض التعهد بحذف العربية من اسم الجمهورية السورية بعد سقوط نظام بشار الأسد. كذلك فقدرفض غليون الالتزام بمنح الاكراد حكما ذاتيا. ولهذا فقد اتسم موقف الأكراد السوريين من الانتفاضة بالحذر الشديد علي رغم العداء الذي يكنونه لنظام الأسد الذي حرم كثيرين منهم من الجنسية السورية ولم يتوقف عن انشاء مناطق للعرب في مناطق الشمال العرقية الكردية للحئول دون استمرار الطبيعة العرقية الواحدة. كذلك عاني الأكراد دوما من قمع ثقافتهم ولغتهم الخاصة. الواقع علي الأرض: في تقرير خاص لصحيفة "فاينانشيال تايمز " البريطانية الشهيرة صباح الثلاثاء الماضي صورة متكاملة لحياة أكراد سورية وهم يعيدون تنظيم شكل حياتهم في المناطق الشمالية الشرقية من البلاد في محاولة لنيل الانفصال والحصول علي حكم ذاتي خاص بهم عقب سقوط نظام الرئيس بشار الأسد في سوريا. جاء في التقرير ان أكراد سورية يقومون بفتح أقسام للشرطة ومحاكم ومجالس محلية خاصة بهم في المناطق الواقعة بشمال شرق البلاد. ونقلت الصحيفة عن أحد السكان الأكراد في سوريا قوله: "إننا نعمل حاليا علي تحقيق الحكم الذاتي ومن ثم إدارة أنفسنا... حيث يتعين علينا الآن أن نستعد لسقوط نظام الأسد ". وسردت الصحيفة محاولات الأكراد في سوريا لإرساء دعائم حكم ذاتي خاص بهم، ملقية الضوء علي انتشار الأعلام والشعارات المكتوبة باللغة الكردية في محافظة الحسكة الشمالية الشرقية مما يعطي انطباعا بنيل ما يشبه الاستقلال عقب أعوام سعي فيها حزب البعث الحاكم إلي كبح جماح أي أنشطة كردية في سوريا وقمع ما يعبر عن الهوية الكردية علي نحو أدي إلي اعتقال الآلاف من الناشطين الأكراد لمحاولاتهم الخروج علي تعليمات النظام في هذا الصدد. اللهم احفظ مصر وطنا للعدل والحرية والأمن والأمان..