الرحلة التي قام بها الي تركيا أول امس هي السابعة للرئيس مرسي في 92 يوما له في الحكم.. ولكننا لاحظنا أن هذه الرحلة كانت الأقرب الي قلبه.. ونتائجها هي الأقرب الي عقله.. وما عاد به منها هوالأقرب الي قلبه وعقله معا.. أما بالنسبة لنا فهي تحمل أكثر من تساؤل. لقد استمرت الزيارة أقل من 12 ساعة وكان الغرض منها هوحضور المؤتمر الخاص بحزب العدالة والتنمية الحاكم أي انها لم تكن زيارة دولة ولم يكن لها برنامج خارج المؤتمر سوي بعض اللقاءات الثنائية، ولم يشارك فيها رجال الأعمال المصريون كما شاركوا في رحلات سابقة.. وعلي الرغم من ذلك فقد كانت النتائج طيبة. الزيارة أسفرت عن استثمارات مباشرة في مشروعات البنية التحتية قيمتها مليار دولار واتفاقيات مع مجلس الأعمال المصري التركي ب 160 مليون دولار والاتفاق علي زيادة حجم التبادل التجاري بين البلدين من 5 مليارات الي 10 مليارات دولار.. معظمها مسلسلات تركية طبعا.. أما أهم النتائج فهوالقرض التركي لمصر، مليار دولار مرة واحدة.. وهوالقرض الذي أشارت الرئاسة الي أن فائدته 6.0٪ فقط.. وهي تقل عن فائدة صندوق النقد الدولي والتي يعتبرها البعض ربا.. رغم أنهم لم يحددوا ما هوالسقف الذي يفصل بين الربا والفائدة المقبولة. وهنا لابد أن نتساءل عن خطة الاقتراض التي وضعتها الحكومة لنفسها.. هل هي مفتوحة أمام أي دولة لديها فوائض مالية يمكنها أن تقرضنا.. وهل نحن نريد رقما محددا أم أننا فتحنا جيوبنا وخزائننا بلا سقف.. وأخيرا ما هي الضمانات التي تقدمها مصر لدائنيها.. وعلي حساب من . لوكان هناك برلمان لناقش كل هذه التساؤلات.. ولطلب اعلان الضمانات وخطة استغلال تلك القروض. ولكن لأنه ليس لدينا برلمان فان الشعب هوالبرلمان ولابد من موافقته علي مبدأ الاقتراض.. وحجمه وضماناته وطريقة سداده واساليب الاستفادة منه.. وحتي يتحقق هذا فلابد أن تتوقف الدولة عن الاقتراض خاصة أن البرنامج الرئاسي لم يكن متضمنا أي نية للإقتراض.. وما يحدث الآن هومخالفة لعقد بين الشعب ومن اختاره من أجل تحقيق النهضة. القرض التركي هوالأكبر والأقل فائدة.. ولكن هناك نوايا للاقتراض من السعودية وقطر والصين والاتحاد الأوروبي وصندوق النقد الدولي.. ومجموع هذه القروض يصل الي نحوعشرة مليارات دولار.. ستحسن بالتأكيد من عجز الموازنة العامة للدولة.. ولكنها بالتأكيد أيضا سوف تزيد عبء أقساط الديون.. وسينعكس ذلك بالطبع علينا في الحاضر والمستقبل. وحتي لا يتهمنا أحد بأننا ضد مشروع النهضة.. نؤكد أن النهضة لا تتحقق بالاقتراض المفتوح بلا ضوابط أوحدود ولاتتحقق بقروض دون موافقة الشعب ورقابته.. واستعداده لتحمل تبعاتها جيلا وراء جيل . ولهذا فنحن نطالب الحكومة بإعلان برنامجها أمام الشعب طالما أنه ليس هناك برلمان.. فهذه الحكومة لم تعلن برنامجا بعد.. وأخشي أن يكون كل انجازاتها هي الاقتراض.. والانفاق علي استيراد الدقيق والسولار والبوتاجاز والزيت والسكر حتي يسكت الناس.. ويستعدوا للانتخابات القادمة. هذه التساؤلات من مواطن مصري ينتظر النهضة.