أكد الرئيس محمد مرسي إصراره علي محاربة الفساد بكافة أشكاله والنهوض بمصر الي المكانة التي تستحقها بين دول العالم وشدد الرئيس علي ضرورة العمل لحل المشكلات الحياتية الملحة التي يعاني منها المواطن المصري منذ فترة وتحقيق مشروع النهضة بما يحقق تطلعات المواطن المصري ويرفع مستوي معيشته. وحذر الرئيس من أنه لن يدع فاسداً في مكانه وسيحاسب الجميع مؤكدا انه يسعي مع اجهزة الرقابة الي أن تضع الدولة يدها علي المفسدين قائلا لايمكن التخلص من الفساد دفعة وضح دماء جديدة لايعني التخلص من الخبرات. جاء ذلك في الحوار الذي أجراه الرئيس محمد مرسي للتليفزيون المصري مع المذيع محمد سليمان مراسل قناة النيل للاخبار برئاسة الجمهورية والذي تم إذاعته مساء امس. وأكد الرئيس أن مصر ستبقي دولة مدنية دستورية ديمقراطية وفقا لما جاء بوثيقة الازهر وقال إن قرارات 12 و18 أغسطس الماضي التي عزل فيها المشير طنطاوي والفريق سامي عنان وتم إقالة مراد موافي رئيس المخابرات الاسبق علي إثرها كانت واجبة مشيرا الي أن هذه القرارات اتخذت لتصب في مصلحة البلاد معربا عن تقديره لتفهم من نالتهم هذه القرارات لإبعادها لافتا الي أن الشعب رضي عن هذه القرارات حيث أنها تمثيل حقيقي لمدنية وحرية الدولة التي نادت بها الثورة. وتحدث الرئيس عن العشوائيات قائلا" سأذهب لهذه المناطق وسأتحدث الي ممثلي القاطنين بها وهناك خطة لعمل منطقة سكنية متكاملة الخدمات للقضاء علي العشوائيات. وعن التعليم أكد الرئيس أنه يحتاج الي نظرة شاملة وهذا مايتم الآن موضحا أن مسئولية الدولة إنفاقا وإشرافا وان المنظومة التعليمية تكلف 100 مليار جنيه والحكومة تساهم بحوالي 60 ٪ والباقي يأتي من المدارس واوليا الامور. وشدد الرئيس علي حرص جميع الاطراف علي تحقيق المصلحة العليا للبلاد وتناول مرسي مسألة الاعلان الدستوري الذي أصدره والذي ضم بمقتضاه السلطة التشريعية إليه والحديث عن الحياة الحزبية في مصر والسياسة بشكل عام وعقب علي إصرار البعض ببث التخويف من تيار الاسلام السياسي بالتأكيد علي أن هناك من لايريدون أن تستقر مصر وتبدأ في تحقيق معدلات التنمية وصولا الي نهضتها. وأشار الرئيس إلي أنه مع الوقت سيتأكد الجميع أن الاختلاف في الآراء فيه خير لمصر شريطة أن يصب في مصلحة البلاد ، وأنه لم يعد هناك داع للتخويف لأن المواطن المصري قادر علي إدارك كل مايدور حوله. واستعرض الرئيس التطورات المتلاحقة التي شهدتها مصر قبل وأثناء الثورة وحتي الآن مشيرا الي أن الشهداء دفعوا ثمن ما وصلت إليه الثورة من نتائج والشعب المصري وشارك فيه كل بيت. وتناول الرئيس الأسباب التي دفعت الي قيام ثورة 25 يناير والتي كان آخرها عمليات التزوير التي شابت الانتخابات البرلمانية التي سبقت قيام الثورة ، مؤكداً أن كل بيت في مصر شارك في الثورة. كما استعرض في حواره ما شهدته البلاد من تطورات وأحداث خلال المرحلة الانتقالية الي أن تم انتخاب رئيس شرعي وبدأت الامور تأخذ منحي الاستقرار السياسي بعد إتمام عملية الانتخابات الرئاسية. وتطرق الرئيس مرسي الي المرحلة الانتقالية والتحديات التي واجهت مصر خلال المرحلة الانتقالية حتي الوصول الي أول رئيس شرعي منتخب للبلاد وبدء مرحلة الاستقرار السياسي. واوضح الرئيس أنه يتابع بشكل يومي أدق تفاصيل الشارع المصري ومعاناة الجماهير حيث أنه يضع في أولوياته القضايا الملحة والتي يتخذ من فترة الي أخري قرارات من شأنها التخفيف عن المواطنين حتي الوصول الي حلول جذرية لتلك القضايا. واكد الرئيس ان مصر لا تعادي أحداً وتقف علي مسافة واحدة من الجميع إلا مع من يعاديها أو يحاول الاضرار بمصالحها. وأضاف الرئيس أنه يشعر بدرجة معاناة المواطنين المطالبين بحقوقهم كما أكد أنه لن يهدأ له بال حتي تتحقق مطالبهم قائلا إن العمل والادراك علي حل تلك المشكلات لن يتحقق إلا ببذل مزيد من الجهد دون تعطيل لعجلة الانتاج. وتناول الرئيس ما تم إنجازه في برنامج المائة يوم حتي الآن وما سيتم خلال الفترة المقبلة دون التقيد بفترة حتي تتحقق كل تطلعات المواطن إلا أنه أكد حرصه علي سرعة الانجاز خاصة فيما يتعلق بالملفات الرئيسية في برنامجه حتي يشعر المواطن ويلمس النتائج. وأكد الرئيس أن الانتخابات التي جرت في مصر بعد ثورة 25 يناير اتسمت بالنزاهة والمصداقية والشفافية .وتعهد الرئيس باحترام ما سيأتي به الدستور الجديد حتي وإن نص علي إجراء انتخابات رئاسية جديدة وقال إنه سيحترم الدستور وما سيتضمنه في كل الاحوال.