السفير الحمد : الگويت حريصة علي تفعيل التعاون في مجال التنمية الاقتصادية في مصر تمتد العلاقة بين مصر والصندوق الكويتي الي تاريخ طويل تعود الي علاقات المودة والحب التي تربط الشعبين المصري والكويتي وكذلك العلاقة الاخوية والتفاهم الواضح بين قيادتي الدولتين وخاصة التنسيق الدائم بين الرئيس حسني مبارك و صاحب السمو الامير صباح الاحمد امير الكويت .. وكان من ثمار هذا التعاون المشترك بين الجانبين العديد من الاسهامات الكويتية المؤثرة من خلال الصندوق الكويتي للتنمية في الكثير من المجالات وفي مقدمتها مجال الزراعة واستصلاح الاراضي وكانت قروض الصندوق الكويتي واحدة من اهم وسائل التمويل ودعم التنمية في شمال سيناء باستصلاح 400 الف فدان ومد ترعة السلام التي نقلت مياه النيل الي سيناء و التي اطلق عليها ترعة الشيخ جابر تكريما للمساهمات الكويتية في ذلك. والصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية جزء رئيسي وأساسي في دعم العلاقات عبر إسهاماته المتميزة في دعم المشروعات التنموية في محافظات مصر المختلفة من خلال منحه وقروضه التي يقدمها إلي الحكومة المصرية الأمر الذي يوطد أواصر الأخوة بين الشعبين الشقيقين حيث يعتبر الصندوق الكويتي للتنمية من أهم المؤسسات المالية الإنمائية والتي تتبني دعم وتطوير وتعزيز علاقات الصداقة بين الكويت والدول الأخري وذلك عن طريق دعم مشروعات تنموية تستفيد منها شعوب تلك الدول وتتطلع بالتالي للمزيد. تسطير تاريخ وقد اسهم الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية في تسطير تاريخ جديد علي أرض " سيناء " بالمساهمة في تمويل ترعة تحمل اسم سمو أمير الكويت الراحل الشيخ جابر الأحمد الجابر الصباح، والتي تساهم في استصلاح 400 ألف فدان في سيناء وتوطين حوالي مليون نسمة حاليا ومساعدة ما يقارب خمسة ملايين نسمة خلال السنوات القادمة، كما تعمل علي سد الفجوة في المجال الغذائي مابين الإنتاج والاستهلاك وخلق فرص عمل جديدة لأهالي سيناء بما يجعلها من المشروعات المهمة التي يسهم الصندوق الكويتي فيها علي الأرض المصرية، لتظل شاهدة علي العلاقات التاريخية التي تربط بين الكويت ومصر، ذلك أن شبه جزيرة سيناء تمثل العمق الاستراتيجي لمصر شرقاً والرباط التاريخي بين مصر وأشقائها العرب. وانطلاقا من الدور التنموي الذي يقوم به الصندوق الكويتي للتنمية في الكثير من الدول قدم الصندوق الكويتي العديد من القروض والمنح لدعم التنمية في سيناء حيث كان له السبق في دعم المشروعات التنموية في محافظة شمال سيناء بعد أن استردت مصر كامل سيادتها عليها ، ولعل من ابرز المشروعات التي ساهم في تمويلها الصندوق الكويتي مشروع استصلاح 400 ألف فدان في شمال سيناء بقرض مقداره 20 مليون دينار كويتي ( أي ما يعادل 68 مليون دولار أمريكي) في ديسمبر1990 ثم قدم الصندوق الكويتي قرضا ثانيا لدعم هذا المشروع بقيمة 25 مليون دينار كويتي ( أي ما يعادل 85 مليون دولار أمريكي ) وليفتح بذلك الطريق أمام الاستثمارات العربية بصفة عامة والكويتية خاصة في التوجه لدعم التنمية المستدامة في سيناء لتشكل بذلك الدرع الواقي لمصر في وجه أي أطماع عدوانية. شريان الحياة و في سبيل تنفيذ هذا المشروع ساهمت دولة الكويت عبر الصندوق الكويتي في شق شريان الحياة في سيناء هذا الشريان هو ترعة الشيخ جابر الصباح حيث دعم الصندوق مشروع ترعة السلام لنقل المياه من غرب قناة السويس إلي شرقها ، واستطاع قرض الصندوق الكويتي أن يغطي نسبة كبيرة من تكاليف المشروع التي بلغت 5.7 مليار جنيه لاسيما فيما يتعلق بتوفير النقد الأجنبي اللازم لاستيراد المعدات والأجهزة المتطورة لهذا المشروع حيث ساهم هذا القرض في التمويل اللازم لعمليات البنية الأساسية ولذلك قررت مصر تسمية الجزء الممتد من الترعة من شرق قناة السويس إلي شمال سيناء بترعة الشيخ جابر الصباحب نسبة إلي أمير دولة الكويت الراحل. ويبلغ طول الترعة 175 كيلو مترا مربعا لري 400 ألف فدان تمتد مباشرة من خلف السحارة التي تنقل المياه من غرب القناة إلي شرقها وحتي نهاية غرب وادي العريش. وتم تنفيذ الترعة بأحدث الطرق وطبقا لدراسات علمية دقيقة عكست علي تصميمها وتخطيط مسارها ودقة مناسيب المياه فيها وكذلك تفادي مرورها بالمناطق السكنية والمنشآت العامة والخدمية وكذلك المناطق الأثرية الموجودة علي امتداد هذا الطريق. ثلاث محافظات ويقع المشروع في نطاق ثلاث محافظات هي بورسعيد والإسماعيلية وشمال سيناء وهو مقسم إلي خمس مناطق تتراوح مساحة كل منطقة بين 50 ألف و135 ألف فدان ويهدف المشروع إلي تقوية وتدعيم سياسة مصر الزراعية وتحقيق الأمن الغذائي من خلال الإقلال من استيراد الغذاء وزيادة صادرات مصر من الفواكه والخضراوات إلي جانب الاستفادة من مياه الصرف الزراعي بدلا من هدرها في البحر وإعادة توزيع وتوطين ملايين السكان للتخفيف من عبء التمركز في الوادي الضيق. ومن أهداف المشروع كذلك ربط سيناء بمنطقة شرق الدلتا وجعلها امتدادا طبيعيا للوادي واستغلال الطاقات البشرية بين الشباب في أغراض التنمية وإتاحة فرص العمل لآلاف العاطلين. وعن مياه سحارة السلام ضمن المشروع فإنها صممت لنقل 13 مليون متر مكعب من المياه يوميا وروعي في تصميمها أعمال التوسعات المستقبلية في قناة السويس حيث بلغ أقصي معدل لتصريف مياه السحارة 160 مترا مكعبا في الثانية في حين يبلغ أدني معدل للتصريف 40 مترا مكعبا في الثانية وتتكون السحارة من أربعة أنفاق طول كل واحد منها 770 مترا وقطره الداخلي 5.1 متر والخارجي 6.34 متر ويبلغ سمك جداره 30 سنتيمترا. نصب تذكاري واعترافا وتقديرا من جانب مصر بالموقف الكويتي الداعم والصادق للتنمية، تقرر إقامة نصب تذكاري كبير يزينه علم دولة الكويت من جميع الاتجاهات، وهو مقام عند مدخل سيناء بالقرب من السحارة التي تنقل المياه من غرب القناة إلي شرقها وتدفعها إلي الصحراء، تم تصميم هذا النصب علي الطراز الإسلامي مزينا بزخارف فائقة الروعة وهو يطل علي قناة السويس حيث تشاهده كافة الناقلات العملاقة التي تعبر القناة، مما يؤكد أن ترعة سمو الأمير الراحل الشيخ جابر ستظل شاهدة علي التعاون والدعم والإخوة التاريخية بين الكويت وشقيقتها مصر عبر الصندوق الكويتي للتنمية. واكد اللواء مراد موافي محافظ شمال سيناء أن أهداف مشروع ترعة الشيخ جابر عديدة أهمها يتمثل في ربط سيناء بمنطقة الدلتا وجعلها امتداداً طبيعياً للوادي، واستصلاح واستزراع 400 ألف فدان علي مياه امتداد ترعة الشيخ جابر الصباح بمنطقة شمال سيناء لخلق مجتمع زراعي صناعي تنموي جديد ومتكامل بغرض التخفيف عن المناطق المكدسة بالسكان في الوادي، وتقوية وتدعيم سياسة مصر بزيادة الإنتاج الزراعي، بالإضافة إلي استغلال الطاقات البشرية في أغراض التنمية وإتاحة فرص عمل جديدة . وأشار موافي إلي تأكيد المحافظة والمجتمع المحلي علي تقديم وافر الشكر لجهود الصندوق الكويتي للتنمية في مشروع ترعة الشيخ جابر. مساهمة فعالة من جانبه قال مدير عام الصندوق الكويتي عبدالوهاب البدر أن الصندوق الكويتي يسهم مساهمة فعالة في دعم جهود التنمية في البلدان النامية، وقد بلغ عدد الدول التي يتعاون معها حتي الآن منذ إنشائه في الحادي والثلاثين من ديسمبر 1961- 301 دول. وأضاف عبد الوهاب البدر أن الصندوق الكويتي يحرص دائما علي إبراز الدور الكويتي في إقامة هذه المشروعات، حيث تتضمن اللوحات التذكارية لهذه المشروعات أنها أقيمت بمساهمة من دولة الكويت، كما أن هناك بعض الدول التي ساهم الصندوق الكويتي في تمويل الكثير من المشروعات بها، تقوم بالتعبير عن تقديرها لجهود دولة الكويت التنموية فيها بأساليب مختلفة مثل إطلاق أسماء بعض الشخصيات علي هذه المشروعات منها علي سبيل المثال مساهمة الصندوق الكويتي في مشروع استصلاح 400 ألف فدان في شمال سيناء بمصر، والذي يشتمل في جانب منه علي ترعة أطلق عليها اسم ترعة الشيخ جابر تكريما لأمير دولة الكويت الشيخ جابر الأحمد وهناك لافتة واضحة بهذا المعني تتصدر المشروع وأكد البدر أن الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية يحرص باستمرار علي أن تكون المشروعات التي يساهم فيها باسم دولة الكويت في جميع البلدان التي يتعاون معها عمق الترابط من جانبه قال سفير الكويت لدي مصر الدكتور رشيد الحمد إن دولة الكويت حريصة علي تفعيل التعاون في مجال التنمية الاقتصادية بينها وبين مصر، عبر سلسلة من الاستثمارات والقروض والمشروعات المشتركة. وأكد الدكتور رشيد الحمد أن العلاقات الكويتية المصرية "تتسم دوما بسمات متفردة" تؤكد عمق الترابط الرسمي والشعبي مشيرا إلي ما تشهده معدلات الاستثمار الكويتية المتنامية في مصر في المجالات الاقتصادية والتنموية وغيرها. وقال الدكتور رشيد الحمد أن أرض سيناء بكل ما تمثله من معاني خاصة في مسيرة العلاقات الأخوية المتميزة بين مصر والكويت حيث امتزجت علي هذه البقاع الطاهرة من أرض مصر الدماء المصرية بالدماء الكويتية في تلاحم ليس له نظير من أجل تحريرها ، وأنه علي هذه الأرض استشهد نحو 40 كويتيا من رجال لواء اليرموك البواسل في ملحمة أكتوبر المجيدة بالإضافة إلي 20 شهيدا في حرب الاستنزاف التي شاركت فيها كل السواعد والجهود العربية . وأوضح السفير الحمد أن هناك حالة من "الانصهار الروحي بين الشعبين الشقيقين" وأكد علي عمق الصلات والعلاقات التاريخية الضاربة بجذورها في أعماق التربة العربية الأصيلة ولذا فعلي الأجيال الحالية والأجيال القادمة مواصلة العمل والكفاح وبذل النفس والنفيس في سبيل إعلاء هذه الصورة التي تجمع الشقيقتين مصر والكويت كجسد واحد لا يمكن التمييز أو التفرقة بين أعضائه بأي حال من الأحوال .