سمير عبدالقادر لكل مجتمع تقاليده وعاداته، فالمجتمع الشرقي يختلف في سلوكيات أفراده عن المجتمع الغربي، وهناك عادات وتقاليد يرفضها مجتمعنا الشرقي بل ويستنكرها، مثلا لا يقبل مجتمعنا تقبيل الشاب لصديقته أو خطيبته في الشارع او في محطات الأتوبيس أو السكة الحديد كما يحدث في الغرب، ويعتبر هناك من المناظر المألوفة والامور العادية التي لا تلفت النظر ولا تستحق الانتباه أو تثير الدهشة، في حين ان هذا السلوك لو حدث في مجتمعنا فإنه قد يؤدي بفاعليه الي دخول السجن شهورا، ويقابل بالاستياء والنفور من أبناء المجتمع، ويعتبرونه خروجا علي الآداب العامة، وخدشا للحياء، وفعلا فاضحا في الطريق العام! ولكن للأسف الشديد فإن بعض شبابنا يسارعون الي تقليد ومحاكاة الشباب الاوروبي دون تدبر او تعقل، فهو تقليد لمجرد التقليد، والسير وراء التيار ظنا منهم ان هذا التقليد الاعمي يضفي علي شخصياتهم التميز، فنجدهم يطلقون شعر رؤوسهم حتي ينسدل علي ظهورهم، ويصعب التفريق بينهم وبين النساء، ويرتدون الملابس الضيقة خاصة الفتيات فتظهر بالتفصيل كل ملامح وتقاطيع أجسادهن فتبدو الواحدة منهن وكأنها تسير وسط الناس دون غطاء يسترها، وهذه الامور التي ينفر منها مجتمعنا تجد استحسانا في الغرب، بل ويعتبر متخلفا من لايقتدي بها، ولابد ان يعرف شبابنا ان التقليد الاعمي من غير فهم تقليد يدل علي ضعف الشخصية وانمحائها وانطوائها في غيرها، ولذلك فإننا نجد ان هذا النوع من التقليد مشاهد وذائع بين الشعوب الضعيفة، بدليل أنهم يقلدون الشعوب القوية المتقدمة، ويتشبهون بهم. ب وقد تخلصنا والحمد لله من الكثير من العادات والآراء والافكار التي نجح الغرب في اقحامها علي مجتمعنا المحافظ المحترم، ولكن لا تزال فينا بقية من رواسب الضعف، ولابد ان نتخلص منها ونجعل لنا والكلام موجه للشباب شخصية مستقلة تتفق مع تقاليدنا وعاداتنا ومبادئنا. ب أخيرا، أقول لشبابنا وفتياتنا ان التقليد ليس شيئا مستحبا أو يدل علي التفكير السليم، إنما هو علامة علي سوء التقدير وأحيانا يكون نتيجة لأمراض نفسية، لذلك فإنني أدعوهم الي الاحتفاظ بتقاليدهم وعاداتهم العريقة النابعة من تعاليم ديننا وألا يجروا وراء سلوكيات تتعارض تماما مع حياتنا ومجتمعنا، وتجعل من يمارسونها مسخة بين الناس لا ينالون سوي السخرية والازدراء والاستهزاء! ب