مرفت شعيب قطع إيد كل شاب متهور يمد يديه علي أي فتاة.. وقطع لسان أي شاب يتلفظ بألفاظ جارحة تخدش حياء أي أنثي، نحن نعيش زمن انحدار أخلاقي وتحد لتقاليد المجتمع بعد أن أصبح التحرش الجنسي الجماعي طقسا من طقوس العيد للصبية الصغار عديمي التربية. ففي السنوات الأخيرة انتشرت هذه الظاهرة المخزية لنا كمجتمع محافظ وكظاهرة مرعبة للنساء حتي لا يخرجن من بيوتهن ولا يتعرضن للممارسات المهينة. لفت نظري في أحد الأعوام السابقة تعبير استخدمه أحد الصبية في شارع جامعة الدول العربية مشيرا لرفاقه للانقضاض علي فتاة فصرخ "وليمة" وجاء اللفظ معبرا عن الفكر المتدني لهذه الفئة من الشباب الجاهل الذي لا يعرف العيب. تكررت ظاهرة التحرش الجنسي خلال أيام عيد الفطر في مناطق معروفة سلفا مثل شارعي طلعت حرب و26 يوليو والمهندسين والمقطم ومصر الجديدة ومدينة نصر وحديقة الحيوان وكورنيش النيل وهذا العام رغم استعدادات الشرطة ونزول أعداد كبيرة من الشباب المتطوعين لكنها لم تمنع التحرش الجماعي في أول أيام العيد بشارع طلعت حرب وأسفرت الحملات عن القبض علي 723 متحرشا لكن العديد من الفتيات المتحرش بهن يرفضن عمل محاضر للمتحرشين حتي لا يتعرضن للوم من المجتمع الذي يلقي عادة بالمسئولية علي الأنثي ويصور الرجل في صورة ضحية جري استدراجه دون إرادته! ولمن يروج لفكرة أن ملابس الفتاة هي سبب تحرش الصبية بهن رغم أن أكثر من ثلاثة أرباع المتحرش بهن محجبات أو منتقبات! علي صفحات التواصل الاجتماعي الفيسبوك ظهرت عدة حركات مناهضة لظاهرة التحرش ونزل شباب متطوع لمنع الرجال من الصعود للعربات المخصصة للسيدات في مترو الأنفاق خاصة في المحطات المزدحمة كالسادات والعتبة والشهداء، من بينها حركات (بصمة) و(بنات مصر خط احمر) و(أولاد البلد) و(كما تدين تدان) واستخدمت شعارات مكتوبة رفعتها سلاسل بشرية واعجبني شعار قطع إيدك واضفت إليه ولسانك كمان، وحركة (من حق المصرية تعَيد بحرية) وشعارها (لو شفت بنت بتتعرض للتحرش ما تسكتش لإن بكره هتلاقيه بيتحرش بأمك أو أختك) وهذه الشعارات تحث الناس علي الدفاع عن البنات في الأماكن العامة لأن المتحرشين يعتمدون علي كثرتهم العددية وجرأتهم وتشجعهم سلبية الناس واكتفاء الشرطة بدور رد الفعل مما دفع الفتيات للبحث عن وسائل للدفاع عن النفس بدءا من الدبوس والصاعق الكهربائي وانتهاء بالسائل الحارق المكون من الفلفل الأسود والشطة ومكونات أخري ويرش علي الأنف والعين بالإضافة إلي تعلم رياضات الدفاع عن النفس. إذا كنا لازلنا بعيدين عن الشعور بالأمن في الطريق رغم القبض علي أعداد كبيرة من البلطجية لكنهم صاروا أوراما سرطانية لن يتم استئصالها بسهولة ولا زال الكثير منهم طلقاء، والنساء أكثر شعورا بالتهديد من حوادث الاختطاف وخطف الحقائب والسرقة بالإكراه وأخيرا التحرش بهن في الأماكن العامة فمن يحمي المرأة؟ أتريدونها غابة تحكمها القوة وعلي كل شخص حماية نفسه؟ لابد من تعديل قانون العقوبات حيث لا تأتي بعض ممارسات التحرش ضمن بنوده ولا تزيد عقوبة خدش حياء الأنثي عن الحبس مدة لا تزيد عن سنة وغرامة من 200 جنيه الي ألف جنيه! أرجو من كل رجل مصري أن يكون شجاعا ويحمي الفتيات ويسلم المتحرش للشرطة ولا يقول (عيب وغلط)!