شوارع القاهرة اصبحت سوقاً مفتوحاً للباعة الجائلين المشكلة التي باتت تؤرق كل مواطن ان النظام الجديد حتي الآن لم يبد اي اهتمام بتلك الازمة الكبيرة والتي تسببت في زيادة الاحمال علي نهر الطريق بعد افتراش الباعة الأرصفة والطرق ومن ثم تفاقمت ازمة المرور وازداد التكدس والزحام في شوارعنا .. هؤلاء الباعة الجائلون اختاروا الميادين والشوارع العامة اماكن ليفترشونها ضاربين بعرض الحائط قواعد الامن والنظام وكأن الارصفة اصبحت محلات مرخصة علي مرأي ومسمع رجال المرافق الذين اصبحوا مشاهدين فقط لايملكون اي سلطة في إقصائهم عن الارصفة.. فقد وصل الامر الي قيام بعض البلطجية بتأجير الارصفة والميادين علي حسب أهوائهم و يتقاضون عنها ايجارا يوميا لهذا اصبح البلطجية يرفعون شعار "فوضي مقننة ". التنين الصيني الجديد في مشكلة الباعة الجائلين ، انها ليست مقتصرة فقط علي المصريين بل اصبحت مشكلة متعددة الجنسيات بعد انتشار التجار الصينيين في شوارع المحروسة وارصفتها وداخل الازقة والحارات لتجدهم يبيعون كل شئ.. ففي وسط البلد ينتشر هؤلاء الباعة الصينيون انتشارا كبيرا خاصة علي الارصفة دون حمل اي ترخيص او تصريح بمزاولة التجارة في الشارع.. هؤلاء التجار بضاعتهم متنوعة تشمل موبايلات وعدسات تصوير وكاميرات وماكينات حلاقة واكسسوارات صينية وكشافات كهرباء وولاعات غاز وغيرها من البضائع رخيصة الثمن التي تلقي رواجا في الشارع المصري نظرا لرخص ثمنها وجودتها المتوسطة ولعل ابرز الحالات الصارخة لانتشار الباعة الجائلين بصفة عامة هو ميدان الجيزة الذي كان الشاهد الاول علي فوضي الباعة الجائلين حيث اختفت الارصفة والحدائق وتبدل مكانها ملابس واحذية وادوات منزلية وتحف وتعالت الاصوات مخلفة وراءها ضوضاء لايتحملها الا الباعة الجائلون.. اهالي المنطقة يرفضون وجود الباعة الجائلين.. الامن غائب وتائه لاوجود له.. الباعة قسموا الارصفة الي اقسام الرصيف من جهة اليمين ملابس اطفال وحريمي والجهة الاخري احذية وتحف وملابس رياضية.. في منتصف الطريق ادوات منزلية ولعب اطفال.. من ميدان الجيزة الي ميدان الاسعاف ورمسيس تحول الي عتبة ثانية فالباعة انتشروا بطول وعرض ومنتصف الرصيف لم يتركوا مكانا للمارة.. البلد بلدنا الغريب ان الباعة الجائلين مقتنعون بأن البلد اصبح ملكا لهم يفعلون ما يحلو لهم ينامون في الحدائق ويعملون علي الارصفة ورديات.. ولكن اصبح السؤال المسيطر علي المواطنين: لماذا لا توفر الدولة اماكن بديلة لهم؟ وقد خرجت علينا العديد من المبادرات للقضاء علي مشكلة الباعة الجائلين تحويل اسوار النوادي والسكة الحديد الي محلات بديلة للباعة الجائلين وفتح اسواق مفتوحة للباعة في مناطق تم اختيارها من قبل المحافظات ولكنها جميعا قوبلت بالرفض، فالباعة يختارون الاماكن بدقة ويحددون اهدافهم ولا يرضون بغير الارصفة والميادين العامة مكانا لهم . ويقول مسعد توفيق - موظف- ان الباعة الجائلين خرجوا عن كل الاعراف والقانون وتحدوا الشرطة واحتلوا الارصفة والميادين حتي الزبائن لم تسلم من تسلطاتهم وكل يوم تشاهد مشاجرة وقعت بين هؤلاء الباعة او الزبائن ، مشيرا الي اختفاء شرطة المرافق من الشوارع. ويضيف محمود احمد - صاحب محل - لماذا لم يتم عمل محاضر لهؤلاء الباعة الجائلين ويتساءل اين دور المحافظة في ردع هؤلاء الباعة الجائلين وهل اصبح الباعة الجائلون امرا واقعيا في كل شوارع مصر. الصورة في ميدان الجيزة ، لا تختلف كثيرا عن نظيرتها في ميدان العتبة، حيث استولي الباعة الجائلون علي الميدان بأكمله بدءا من محطة مترو العتبة وانتهاء بالشوارع الرئيسية والجانبية للميدان ، الباعة هناك يبيعون كل شئ بدءا من الابرة الي الصاروخ.. اما في شارع 26 يوليو فالصورة قاتمة ولا عزاء للمارة.. الزحام والتكدس بالبضائع والمارة يمشون في نهر الطريق ويتساءل البعض من يشتري من من ؟.. بعض المارة ارجعوا زيادة عدد الباعة الجائلين وكثرة البضائع المنتشرة بطول الطريق الي الغياب الامني وعدم وجود اجهزة رقابية صارمة . ظاهرة غير صحية وعلي الجانب الاقتصادي يري د. مصطفي السعيد وزير الاقتصاد الاسبق لاشك ان ظاهرة انتشار الباعة الجائلين في ربوع مصر اصبحت ظاهرة غير صحية وتحتاج الي وقفة جادة من الحكومة لحلها مضيفا ان هذة الظاهرة لها تأثير سلبي علي الاقتصاد وعلي الشكل الحضاري والجمالي للدولة مشيرا إلي أن الذي ساعد علي تفاقم هذه الظاهرة الانفلات الامني وغياب الرقابة. ويطالب وزير الاقتصاد الاسبق بضروة تقنين اوضاع الباعة الجائلين من خلال ايجاد بدائل حقيقية تساعدهم علي ان يعيشوا حياة كريمة مؤكدا ان علي الدولة اقامة سويقات بديلة في اماكن قريبة من قلب القاهرة حتي يستطيع المواطنون الذهاب الي هذه الاسواق وشراء البضائع ويقول الدكتور محمد النجار استاذ الاقتصاد ان توفير مصدر رزق ودخل ثابت للشباب يكون هو الحل العملي للقضاء علي ظاهرة الباعة الجائلين المنتشرين بالشوارع مضيفا ان الدولة تستطيع القضاء علي هذه الظاهرة من خلال لقاءات مع الباعة والحديث عن انسب الحلول للخروج من هذه الازمة التي اصبحت مزمنة. .ويضيف ان الحكومة قد طرحت منذ فترة فكرة المحلات البديلة واعتقد انه جار تنفيذها ولكن قبل التنفيذ لابد من التفكير في كيفية تنفيذ هذة الفكرة مشيرا انه لابد من تحديد المكان الجديد وتوفير وسائل مواصلات لنقل المواطنين من والي الاسواق.