الباعة الجائلون احتلوا الارصفة ولا عزاء للمشاة بعد الانفلات الأمني والأخلاقي سيطر الباعة الجائلون علي الشوارع والميادين والمناطق التجارية.. ووضعوا بضائعهم فيها واعتدوا علي حق المشاة.. ونافسوا أصحاب المحال التجارية.. وتحدوا القوانين.. ثم رفعوا شعار »مفيش حاجة اسمها بلدية ولا شرطة مرافق.. ومحدش يقدر يمنعنا ولا يحاسبنا.. ولا يعترض علي العشوائية!« في جولة »أخبار اليوم« اكتشفنا وسجلنا بالصورة والكلمة.. عودة الباعة الجائلين من جديد بل وبشكل أكثر انتشارا وهيمنة علي الميادين الحيوية خاصة بوسط البلد وشل حركة المرور.. مما جعل المارة بالشوارع والميادين يسيرون في مسار السيارات هربا من تزاحم الباعة علي الأرصفة وبجوارها وأسفلها. متاجر متحركة رصدنا مجموعة من الباعة الجائلين الذين احتلوا ميدان رمسيس وذلك طبعا »بوضع اليد« وكحق مكتسب لهم، فحولوه إلي سوق عشوائي لبيع مختلف أنواع البضائع بدءا من الملابس لكل الأعمار إلي الأحذية ومرورا بالعطور ولعب الأطفال وكروت شحن التليفونات المحمولة. والأخطر من ذلك الأطعمة المكشوفة التي تهدد الصحة العامة نتيجة عرضها في الشارع بدون تغليف. اقتربنا من أحد هؤلاء الباعة الجائلين وهو بائع ملابس ، يقول : »ايجار المحلات غالية، كمان البضاعة اللي بتتباع علي الرصيف أرخص من المحلات، عشان مش بنحمل عليها الايجار والكهرباء بتاعة المحل، وعشان الناس مش معاها فلوس مش بتدخل المحلات عشان اسعارها نار، فكده أحسن ليا وللمشتري، الميدان أكتر مكان بيمر فيه الناس وكده بيكون فيه زباين كتيرة تشوف البضاعة وتنفعنا »واستكملنا سؤاله طيب ليه مش خايف من البلدية« او شرطة المرافق؟ فرد ايه اللي هيخوفني احنا دلوقتي في حرية ومحدش بيقدر يعملنا حاجة.. لا البلدية ولا شرطة مرافق! أعمال حرة تحركنا إلي منطقة الاسعاف فوجدنا ما يمكن ان نطلق عليه حقا »شر البلية ما يضحك« لأننا وجدنا الباعة الجائلين منتشرين بشكل مرعب لدرجة انهم أغلقوا باب الاسعاف . وسألنا بائع الأحذية عن سبب اختياره لهذا المكان ، فرد »أنا معايا بكالوريوس تجارة، عشان مش لاقي شغل في الحكومة فقررت اشتغل حر، وكمان الشغل ده دخله أعلي من مرتب الحكومة، والمكان هنا مزدحم بالناس لأنه مدخل لمحطة المترو وبكده تكون البضاعة بيشوفها أكبر قدر من الزبائن. إخلال بالمنظر الحضاري وعن انتشار هذه الظاهرة العشوائية يقول د. فرج عبدالفتاح استاذ الاقتصاد بجامعة القاهرة ، ان هؤلاء الباعة ليس لهم الحق في التواجد بهذا الشكل، فهو مظهر غير حضاري. ولكن في نفس الوقت ليس أمامهم مجال للرزق غير ذلك، وبالتالي لابد من توفير أماكن كي يمارسوا نشاطهم فيها. كما تمثل هذه الظاهرة علي النطاق الاقتصادي ضررا اقتصاديا لأصحاب المحلات والدولة ككل، حيث ان هؤلاء الباعة لا يخضعون لأي تأمينات أو ضرائب أو ايجارات كأعباء عليهم . بينما تري الدكتورة هدي زكريا استاذ علم الاجتماع بكلية الآداب جامعة الزقازيق ان أزمة الباعة الجائلين انهم في جهة والحكومة في جهة أخري، فمن وجهة نظر البائعين هم يقومون بالبحث عن أبواب للرزق الحلال، وتذكر ان الباعة الجائلين منتشرين في كل مكان بالعالم وفي ألمانيا الدولة توفر للباعة الجائلين أماكن وأوقات لبيع منتجاتهم، وبذلك تكون ساعدتهم علي كسب قوت عيشهم . في النهاية أكد اللواء سيف الإسلام عبدالباري نائب محافظ القاهرة للمنطقة الغربية . إن الإدارة اقترحت علي المحافظة توفير أماكن بديلة لهؤلاء الباعة الجائلين لحل هذه المشكلة بشكل نهائي ، وهناك مقترحات تقوم بها المحافظة كخطة لإصلاح هذه الأوضاع ومنها »نقل هؤلاء الباعة الجائلين إلي شارع بولاق التجاري«. وحاليا نعمل في ضوء التريث والحذر في مواجهة أي مشكلة حتي لا تتفاقم.