سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
المرور.. الأمن..القمامة.. الفوضي.. المظاهرات هل تكفي 100يوم لحل المشكلات المزمنة
الخبراء : الرئيس لا يملك عصا سحرية والاستعجال بالتظاهر أمام مقر الرئاسة ضد هيبة الدولة
الكل كان يتوقع مع أول لحظة لاستلام رئيس الجمهورية المنتخب مهامه وسلطاته سوف تبدأ الاجهزة الامنية وغيرها من كل مؤسسات الدولة في ممارسة عملها والقيام بادوارها حتي يعود الاستقرار والامن الي الشارع المصري مرة اخري ورغم مرور اسبوع علي اداء القسم الجمهوري البعض يطالبه بحل كل الازمات وكأنه سوبرمان يستطيع بين ليلة وضحاها ان يحل ازمات مزمنة ظلت تعاني منها مصر سنوات طويلة فخطة ال 100يوم التي تضمنها برنامج الرئيس هي لا تعدو كونها خطوطا عريضة لبدايات حل هذه المشكلات فهناك امور يكون حلها ولو بشكل نسبي حلا وقتا لا يحتاج سوي مكالمة تليفونية اولقاء لدقائق معدودة لحلها وعلي رأس هذه الامور الانتشار الامني المكثف في الشوارع لكي يعود الاستقرار ويشعر المواطنون بالامن والامان مرة اخري وهناك امور اخري تتطلب المزيد من الوقت لانها تحتاج خططا طويلة المدي لكي يتم حلها ومنها مشكلة القمامة والمرور في مصر.. فهل ال100 يوم ستكون مدة كافية لحل هذه المشكلات اليومية التي يعاني منها جميع ابناء الشعب.. فاستباق الزمن والوقوف امام القصر الرئاسي لتحقيق المطالب الفئوية امر خطير وينذر بضياع هيبة الدولة وتحتاج الي حل فوري وسريع.. الخبراء اكدوا ان الرئيس لايملك عصا موسي والتظاهر امام القصر الرئاسي امر مرفوض وطالبو بضرورة اصدار قانون ينظم المظاهرات ويحدد اماكنها . الشارع يتساءل الان اين الامن ؟.. فمازال الغياب الامني مستمر والارتباك المروري هو المشهد المسيطر علي الشارع المصري.. عودة الشرطة لا تتطلب بذل مجهود كبير من قبل الدولة بل كل ما في الامر هوان يصدر الرئيس المنتخب قرار بعودة الشرطة والانتشار الامني في الشوارع وتحقيق الامن والامان للمواطن المصري.. قبل الثورة كانت الشرطة هي " البعبع" الذي يخاف منه الجميع عندما يشاهدون ضابط الشرطة والمرافق والان اصبحوا جنبا إلي جنب واصبح الضابط هو الذي يهرب خوفا من بطش البلطجية مما ادي الي عدم السيطرة علي هؤلاء الباعة سواء في تصرفاتهم مع الزبائن من خلافات تصل الي الضرب والاعتداء عليهم أو اصحاب المحلات الذين سمحوا لهم بافتراش بضاعتهم امامهم "الاخبار" رصدت مظاهر الفوضي التي تبدأ بالزحام والتكدس ..السيارات تقف في مطالع الكباري ومنازلها وفي منتصف الطريق لتحميل ركاب تحدد لنفسها مسارات حسب ما يري السائق سيطر السائقون علي الكباري واتخذوها "مواقف" لهم وضعوا ايديهم علي المناطق المجاورة لمحطات المترو وامامها وحولوها لمواقف عشوائية ويضاعفون الاجرة ويقسمون المسافات..هذه السلوكيات جميعها كفيلة.. بأن تضع الميكروباص في مقدمة مسببات الفوضي في الشارع ففي منطقة ارض اللواء وامبابة والاسعاف تقف السيارات بعرض الشارع ويتنازع السائقون لخطف الركاب هذا بخلاف سلوكيات السائقين فعند ركوب ميكروباص تصاب بالصداع المزمن من اصوات الكاسيت المرتفعة والشتائم التي يتبادلها السائقون مع بعضهم في الطريق. المظاهرات واستباق الزمن بالاستعجال والتظاهر امام قصر الرئاسة يدعوالي التساؤل لماذا انتقل المتظاهرون من ميادين مصر الي التظاهر امام قصر الرئاسة ؟.. هل الامر يستدعي ذلك ام هناك مؤامرة لوضع الرئيس المنتخب في مازق بعدما اظهر الشعب حبه وانتماءه للرئيس المنتخب فالمطالب واحدة ومكانها الطبيعي ميدان الثورة وليس القصر الجمهوري.. المشهد ينذر بكارثة ما قد تتحقق اذا لم تتخذ اجراءات تحد وتمنع التظاهر امام القصر الرئاسي يقول محمد رمضان موظف- انه مندهشا من مما يحدث من مظاهرات امام القصر الجمهوري تقلل من هيبة الدولة ويدخلنا في مصادمات نحن في غني عنها مؤكدا انه يعتبر صناعة لميدان "تحرير جديد " مطالبا بالعودة الي ميدان التحرير ويضيف اشرف صلاح عامل ان المظاهرات تعطل مصالح المواطنين وترجعنا الي فوضي المرحلة الانتقالية مطالبا الجميع بالعودة الي العمل والانتاج. وفي مدينة نصر وامام المنصة اعتصم انصار الفريق احمد شفيق وعطلوا المرور رافعين شعار »الاخوان والامريكان هما رمز الميزان«. الباعة الجائلون ابرز الحالات الصارخة هو ميادين كثيرة ابرزها الجيزة ورمسيس والعتبة الذي كان الشاهد الاول علي فوضي الباعة الجائلين حيث اختفت الارصفة والحدائق وتبدل مكانها ملابس واحذية وادوات منزلية وتحف وتعالت الاصوات مخلفة وراءها ضوضاء لايتحملها الا الباعة الجائلون.. اهالي المنطقة يرفضون وجود الباعة الجائلين ..الامن غائب وتائه لا وجود له ..الباعة قسموا الارصفة الي اقسام الرصيف من جهة اليمين ملابس اطفال وحريمي والجهة الاخري احذية وتحف وملابس رياضية.. في منتصف الطريق ادوات منزلية ولعب اطفال.. علي مطالع الكباري ومنازلها مشروبات غازية مجهولة المصدر ورخيصة الثمن والاقبال عليها بكثرة ..من ميدان الجيزة الي ميدان الاسعاف ورمسيس تحول الي عتبة ثانية فالباعة انتشروا بطول وعرض ومنتصف الرصيف لم يتركوا مكانا للمارة فعليك ان تتعلم المشي علي الاطراف لتمر علي الارصفة المخصصة للمارة وليس للباعة الجائلين.. انتشرت ايضا عربات لحمة الرأس والكبدة.. وعربات الفول والبضائع المهربة منتهية الصلاحية رخيصة الثمن.. والغريب ان الباعة الجائلين مقتنعون بأن البلد اصبحت ملكا لهم يفعلون ما يحلو لهم ينامون في الحدائق ويعملون علي الارصفة ورديات.. ولكن اصبح السؤال المسيطر علي المواطنين: لماذا لا توفر الدولة اماكن بديلة لهم؟ يقول محمود سامي طالب - ان الباعة الجائلين خرجوا عن كل الاعراف والقانون وتحدوا الشرطة واحتلوا الارصفة والميادين حتي الزبائن لم تسلم من تسلطاتهم وكل يوم تشاهد مشاجرة وقعت بين هؤلاء الباعة اوالزبائن ..ويضيف احمد سيد موظف- لماذا لم يتم عمل محاضر لهؤلاء الباعة الجائلين ويتساءل اين دور المحافظة في ردع هؤلاء الباعة الجائلين وهل اصبح الباعة الجائلون امرا واقعيا في كل شوارع مصر القمامة ومخلفات المباني انتقلت "الاخبار" في جولة لشوارع وميادين واحياء القاهرة الكبري ورصدنا أكوام القمامة والاتربة موجودة في كل مكان علي الكوبري الدائري بجانب المصالح والهيئات الحكومية وداخل المواقف العامة وأسفل الكباري وامتلاء صناديق الزبالة عن آخرها... ووصلت القمامة الي اكشاك العيش فتراكمت القمامة أمامها وانتشرت الروائح الكريهة والحشرات الزاحفة وكل هذا علي مرأي ومسمع من مسئولي هذه الجهات المسئولة عن النظافة الذين لم يفكروا لحظة بإبلاغ المحافظة إن فريق الإنقاذ لم ينتشلهم بعد مما هم فيه.. ويتساءل البعض: لماذا لم نقم بالاستفادة من اكوام القمامة واعادة تدويرها . مهام صعبة وثقيلة يؤكد اللواء محمد نور خبير امني ان الرئيس الجديد لديه العديد من المهام التي يجب النظر اليها ووضعها ضمن اولوياته خاصة في المرحلة الحاليةمضيفا انه خلال الايام الماضية بدأت العديد من المظاهرات والوقفات الاحتجاجية الانتقال من الميادين الي قصر الرئاسة وهذا امر مرفوض من الناحية السياسية والامنية أيضا وذلك قد يعطي انطباعا علي سبيل المثال في حالة وجود زيارة للرئيس من الخارج ان هذه المؤسسة ظالمة لشعبها وانها غير قادرة علي ادارة ازمات البلاد وهذا مرفوض ايضا..ويشير اننا لم نصل الي ما يحدث امام البيت الابيض فهم عرفوا الديموقراطية الحقيقية قبلنا بكثير ويتم تحديد مكان وزمان والشعارات التي يتم ترديدها ومن يخالف ذلك تقع عليه غرامات وجزاءات كبيرة حتي اذا تعدي المسافة المحددة الوقوف فيها امام البيت الابيضولكن ما يحدث هنا انتقال من الديموقراطية الي مرحلة الفوضي وانا ضد ذلك تماما ويجب اصدار قانون تنظيم المظاهرات والاعتصامات حتي يتم ذلك دون تعطيل حرية المواطنين اوحركة الانتاج. ويضيف ان ما نشهده حاليا من استمرار مشاهد الفوضي في الشارع هومسألة وقت فقط ليس اكثر فالدكتور محمد مرسي فعليا استلم المنصب منذ ايام فقط وقد وعد بتحقيق الامن خلال100 يوم وهوما ننتظره واعتقد انه سيلتقي بالمسئولين في جهاز الشرطة لتحقيق الامن خلال الايام القادمة بشكل مكثف اكثر..فالشرطة حتي تعمل بكفاءة تحتاج الي استعادة ادواتها والتي فقدت 80٪ منها اثناء الثورة من فقدان اسلحة وغيرها بالاضافة الي هيبة الشرطة التي يجب استعادتها وهذا يتطلب بدء مرحلة جديدة من الشرطة والمواطنين معا. اما عن معاناة المواطن مع النظافة والزحام واستغلال الارصفة فيقول ان هذا من اختصاص عمل المحليات وشرطة المرافق لذا يجب علي الرئيس ان يتعجل في اتخاذ قرارات خاصة بالمحليات لسرعة عودتها وسرعة تنفيذ قرارارتها الخاصة بالباعة الجائلين خاصة وان العديد من البلطجية بدأوا في افتراش الارصفة وكأنها حق مكتسب وهذا يؤثر علي حركة المرور وعلي حياة المواطن نفسه. ظاهرة خطيرة يؤكد اللواء ممدوح عبد السلام خبير امني ان وصول ان فتح باب الاحتجاجات ووصولها الي قصر الرئاسة حتي تحظي اي مشكلة باهتمام وتتحقق اهدافها جعل المتظاهرين يتخذون هذا الاتجاه مباشرة وهذا مظهر غير حضاري بالمرة ووصولهم الي قصر الرئاسة يعني ان المتظاهرين غير مقتنعين بالمسئولين اوالقيادات الموجودة في الاجهزة المعنية وانها غير قادرة علي حل هذه المشكلات وهذا خطأ يجب تداركه سريعا لمنع تكرار هذه الظاهرة. ويشير ان التواجد الامني لن يتحقق بين يوم وليلة ويجب اتاحة الوقت والفرصة لذلك خاصة ان التواجد الامني له اكثر من شكل سواء في الدوريات الامنية اوالمرور وغيرها من هذه المظاهر الامنية وحتي الان لم يتعدي من المهلة التي اعطاها الدكتور مرسي سوي ايام وعلينا الانتظار حتي يتحقق ذلك. وعن الفوضي فيشير انها نتيجة طبيعية مترتبة علي انهيار جهاز الشرطة خلال الاحداث الماضية وهذا يندرج ايضا تحت بند الوقت ويجب اعطاء المهلة الكافية لاختفاء مثل هذه المظاهر من خلال التواجد الامني في الميادين والشوارع فمهمة الشرطة ثقيلة وعلينا الانتظار حتي يتحقق ذلك. عودة الامن ويؤكد الدكتور حازم حسني استاذ الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة ان جهاز الشرطة لن يعود للعمل بقوة في الشارع المصري الا من خلال امرين الامر الاول هو اصدار تعليمات مباشرة من رئيس الجمهورية الي الشرطة للعودة سريعا للقضاء علي ظواهر الانفلات الامني ولكن يخشي الرئيس ان تعود لتستخدم سياسة العنف والقوة ضد المواطنين علي غرار ما كانت تفعله قبل ثورة 25 يناير والامر الثاني الا يصدر تعليمات بعودة الشرطة الي الشارع بقوة وهوما سوف يجعل المواطنين لا تشعر بالامن والامان الذي اكد عليه في برنامجه الانتخابي في خارطة المائة يوم ومن هنا تظهر الفوضي التي لا يريدها وهنا يقع الرئيس بين نارين ان يأمر بالعود بقوة عن طريق "القوة الجبرية" وهذا سوف يجعل بعض المواطنين الخارجين علي القانون يحتجون عليه وهوما يخشاه اويترك الامور كما هي فتكون النتيجة في غير صالح الوطن والمصلحة العليا . ويضيف استاذ الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة ان جهاز الشرطة سيعود من خلال تغيير عقيدة الجهاز ليتحول من جهاز لخدمة النظام الي جهاز لخدمة المواطن وتغيير بعض مناهج كلية الشرطة من اجل صنع رجل امن مثل رجال الامن في الخارج يحترم القانون ويتعامل مع الخارجين عن القانون بحزم ولكن في حدود القانون والمسموح به .ويضيف ان بعض المظاهرات التي تشهدها البلاد الان الهدف منها هو تشويه صورة الرئيس فكيف تصل المظاهرات الي القصر الجمهوري خصوصا ان الرئيس تولي رئاسة شئون البلاد في اقل من 72 ساعة. مزيدا من الوقت ويشير اللواء سامح سيف اليزل الخبير الامني ان الحديث عن عودة الامن بقوة الي الشارع والقضاء علي الانفلات الامني لن يحدث في خارطة المائة يوم لان عودة الامن ستقتضي مراحل كثيرة وتأخذ كثيرا من الوقت ولكي يعود الامن لا بد من التركيز علي القضاء علي تجارة السلاح التي أدت الي بحور من الدم والقبض علي البلطجية المسجلين والبلطجية الجدد الذين وصل عددهم الي 10000 بلطجي والقبض علي تجار المخدرات في اسرع وقت والسيطرة علي الباعة الجائلين بالشوراع لانهم المسئولون عن الازمة المرورية التي تشهدها شوارع القاهرة والمحافظات ومناشدة المواطنين بسرعة الالتزام بالقوانين ومساعدة رجال الشرطة علي العودة بقوة ويضيف الخبير الامني والاستراتيجي ان المظاهرات التي يشهدها القصر الجمهوري لا بد من وضع قوانين من اجل القضاء علي هذه الظاهرة السلبية.