الي متي سيصبر علينا وطننا مصر المنكوب بأبنائه وما يفعلونه به؟! الي متي سيظل الوطن يئن ولا من مجيب، وينزف ولا من يد حانية تضمد جراحه ويصرخ ولكن ابناءه لا يسمعون بعد ان تحجرت قلوبهم وشغلوا عنه بصراعاتهم وتشرذمهم ومعاركهم ومصالحهم؟ هل هم من الغباء لدرجة انهم لا يعلمون انه اذا نفد صبر الوطن عليهم وعلي افعالهم وقرر عدم احتضانهم ضاعت مصالحهم التي يتصارعون عليها. فمن حادث ابراج النيل الي احداث دهشور الي المصاب الاعظم الحادث الغادر الدنيء الذي نفذته ايدي الشيطان مهما تدثروا بكلمة الجهاد العظيمة التي لا يعرفون معناها الا في ضوء الخسة والنذالة والبعد عن كل مباديء وقيم الشريعة التي اوصي صاحبها بخير اجناد الارض.. هؤلاء الشهداء الذين لقوا ربهم وفي افواههم بقايا تمر الافطار والذين سيبعثون ان شاء الله وهم كذلك.. هؤلاء الذين جاءوا من كل فج في مصر لحماية حدودها ليسوا اجراء ولا مرتزقة هم ابناؤنا واخواننا يؤدون الواجب وهي الميزة التي ينفرد بها الجيش المصري فمن العار ايها الجبناء اذا كان لكم خلاف مع احد ان يدفع هؤلاء الابرياء الذين لا ناقة لهم ولا جمل ثمن خلافكم وحقدكم الاسود. المستفيدون من الحادث كثر لذا يصعب التكهن فهناك من يريدون ضرب الاستقرار في مصر وهناك من يريدون الوقيعة بين المصريين واخوانهم الفلسطينيين وهناك من يصدرون المشاكل والتوتر للرئيس المنتخب لافشاله وهناك من يريدون خنق الغزاويين وعودة الحصار كما كان في السابق. مصر تئن وتشتكي الي الله ما يفعله بها ابناؤها وتصرخ فيهم أن اعتصموا جميعا وكونوا يدا واحدة كونوا وطنيين حتي وان اختلفت دياناتكم التفوا حول مصالح بلدكم التي هي مصالحكم جميعا.