لايختلف اثنان باستثناء المتطرفين العدوانيين علي البشرية جمعاء.. أن حادث الاعتداء علي كنيسة القديسين بسيدي بشر بالإسكندرية بعبوة ناسفة.. مصنوعة محليا كما تقول التقارير الأمنية.. هو بالفعل حادث جبان لايصدر إلا عن جبناء اعداء للبشر سواء كانوا من المسلمين أو المسيحيين. إن هذا الحادث يمثل الخسة والجبن والنذالة والاعتداء علي الوطن والمسلمين وليس علي المسيحيين فحسب.. فالغرض خسيس يهدف للوقيعة بين اقباط مصر ومسلميها. إنه حادث ارهابي لم تدنه الدولة وقياداتها فحسب وانما ادانه كل إنسان أو مواطن عاقل.. فقد اسفر عن مصرع 21 مواطنا واصابة اكثر من 45 من بينهم 8 مسلمون وضابط شرطة و3 من أفراد الأمن.. فالتفجير لم يفرق بين المسيحيين الذين كانوا يحتفلون بأعياد رأس السنة داخل الكنيسة.. وبين المسلمين ورجال الأمن.. فالعبوة لم تفرق بينهم جميعا. من المؤكد أن مرتكب الجريمة الآثمة ينتمي لتنظيم القاعدة الارهابي.. ويتعمد ايذاء الوطن.. وليس الاضرار بالمسيحيين فقط.. فهو بلا ريب مصاب بعمي البصيرة.. وتحركه دوافع مجنونة غرضها الارهاب وترويع الآمنين لحساب تنظيم متطرف يرتكب جرائم مروعة تنم عن الجنون وفقدان العقل والعمل علي زعزعة استقرار مصر وأمنها وتهديد وحدتها الوطنية. كل العقلاء من المسيحيين والمسلمين يدركون الاهداف الخبيثة من وراء هذا العمل الارهابي الخسيس.. وينبغي عليهم أن يقوموا بدورهم في وأد أي محاولة لاستغلال هذا العمل الاجرامي للوقيعة بين اقباط مصر ومسيحييها أو تمزيق نسيجها الوطني.. أو صب الزيت والبنزين علي حالة الغضب.. لأن أبناء الوطن في خندق واحد ويجب عليهم مواجهة الارهاب بكل قوة وحسم.. واستخدام العقل والحكمة في معالجة تداعياته للحفاظ علي وحدة الوطن ووأد أية محاولة للفتنة أو الوقيعة. إن ما حدث يؤكد أن هناك خلايا ارهابية نائمة تنتمي لتنظيم القاعدة وتنفذ تعليماتها.. وهو ما يتطلب تضافر كل الجهود لمواجهتها بحسم.. ومكافحة أي جماعة أو خلية تحاول بث التطرف في عقول الشباب.. أو الناس البسطاء. لقد أكد الرئيس حسني مبارك بالأمس أن هذا العمل الآثم هو حلقة من حلقات الوقيعة بين الاقباط والمسلمين.. واننا جميعا في خندق واحد سنقطع رأس الافعي ونتصدي للارهاب. وقال الرئيس ان حادث انفجار كنيسة القديسين بالإسكندرية يحمل في طياته دلائل علي تورط اصابع خارجية تريد أن تصنع من مصر ساحة لشرور الارهاب مؤكدا أنه لن يسمح لأحد بالاستخفاف بأمن مصر.. وأن دماء ابنائنا لن تضيع وسنقطع يد الارهاب والمتربصين بأمن مصر. كلام الرئيس كان حاسما قاطعا.. لبتر ايادي الارهاب والاصابع الخارجية التي تدفع إليه لزعزعة الاستقرار في بلدنا.