يوما سألت الشاعر سميح القاسم، عن الفارق بينه وبين صديقه محمود درويش، قال: انني الأكثر صبرا، جمل المحاميل القادر علي الاحتمال والمكارة.. وفي تجربته الأخيرة مع المرض، يكشف سميح القاسم (73 سنة) كم هو الأكثر صبرا، وكم هو الأقوي بالفعل.. في العدد الجديد من مجلة (الكرمل الجديد) حوار طويل (45 صفحة) أجراه الكاتب علاء حليحل، مع الشاعر سميح القاسم في بلدته الرامة بالجليل.. يفرح سميح كشيوعي قديم، حين يناديه المحاور (يارفيق) يخبره بأنها صارت مفردة قديمة، لم تعد في الموضة، لكنها إنسانية (الله سبحانه اسمه الرفيق الأعلي).. الحوار رحلة ممتعة، اشبه بسيرة ذاتية وسيرة شعرية أيضا، ولعل اللافت في الحوار المتشعب الموضوعات من الشعر الي السياسة، هو حديث سميح القاسم عن النساء في حياته، وبثقة كبيرة، يصر علي أن الشاعر الجيد، يجب أن يكون (دون جوان ) !! (ورغم تحفظه علي شخصية دون جوان التاريخية) الا أن الدونجوانية حالة إنسانية ضرورية للشاعر.. هناك ارتباط واضح وقاطع (علي الأقل بالنسبة له) بين الشاعر والمرأة، بين الشاعر والإنسان، والطبيعة، والأنهار، والبحيرات، والجمال، والسفر، خارج ذلك تنتفض إنسانيته.. وليست المرأة فقط، قصيدة المقاومة أيضا لدي سميح القاسم هي جزء من هذا المفهوم، أو المشروع الشعري، وهو إعادة الإنسانية إلي الناس.