جلال دويدار أثارني وأدهشني هذا التصريح الغريب غير المسئول الصادر عن إسماعيل هنية رئيس حكومة الانقلاب المقالة في قطاع غزة والذي يقود جماعة حماس الانفصالية. هذا المتمرد علي السلطة الفلسطينية أدلي بتصريح غريب عند وصوله معبر رفح المصري بناء علي دعوة من رئيس مصر المنتمي لجماعة الإخوان. بشرنا هذا التصريح بأن سيناء التي ارتوت بدماء مئات الآلاف من الشهداء المصريين والتي حررتها قواتنا المسلحة في حرب 73 المجيدة سوف تظل مصرية!! أنه وكأنه بهذا التصريح أراد يذكرنا بالمؤامرات والآمال الإسرائيلية التي تلقي القبول من جانبهم وتتحدث عن توطين الفلسطينيين بهذه الأرض المصرية. انهم يتطلعون من وراء هذا المشروع الصهيوني أن تكون سيناء بديلا عن الوطن الفلسطيني الذي ساهمت حكومة حماس التي يرأسها في تمزيقه بمساعدة ومباركة الدولة اليهودية. هل معني هذا التصريح محاولة الظهور بإنه يقدم خدمة لمصر وشعبها بإدعاء أن لا تفكير في تنفيذ هذا المخطط الذي تشارك في الدفع إليه الولاياتالمتحدة الحامية والراعية لإسرائيل. كان علي هذا الهنية أن يفهم أن كل حبة رمل من أرض سيناء لها قدسية لدي كل مصري ينتمي لتراب هذا البلد. ان عليه أن يفهم أنه وبإذن الله ورغم حلقات التآمر والتحالف والتآخي التأمري أن الشعب المصري وقواته المسلحة قادرون علي أداء واجب التضحية لرد أي عدوان علي أرض سيناء سواء كان من جانب إسرائيل أو من جانب الذين يعملون علي تنفيذ مخططها الذي يستهدف تصفية القضية الفلسطينية. إن قواتنا المسلحة علي قدر المسئولية رغم الظروف الصعبة وحملات التهجم التي تتعرض لها من جانب الكارهين الذين يعملون لغير الصالح القومي. إن علي الجميع وفي مقدمتهم هنية ومن ورائه التنظيمات المناهضة للتوحد الفلسطيني أن يفهموا ويدركوا أن سيناء جزء أصيل من الوطن المصري. أن أي مساس بترابها يعد عدوانا علي أمننا الوطني والقومي. عليهم أن يضعوا في اعتبارهم ان لا جدوي من ممارسة الضغوط علي مصر من خلال العمليات الاجرامية التي يجري تنفيذها علي الحدود المصرية بما يخدم أهداف اسرائيل. من ناحية أخري فإن من حق الشعب المصري أن يتساءل علي أي أساس يتم دعوة رئيس هذه الحكومة الانفصالية التي تهيمن علي قطاع غزة؟! لصالح من يتم استقبال هذا المنشق في القصر الجمهوري المصري بينما يستمر التآمر علي كل الاتفاقات التي توصلت إليها المخابرات المصرية لتحقيق المصالحة الفلسطينية. ليس من المعقول المساواة بين المتمردين الفلسطينيين والسلطة الشرعية الفلسطينية لا لشيء سوي أنهم ينتمون لنفس ايدلوجية جماعة الإخوان التي أتاحت لها الظروف المعاكسة السيطرة والهيمنة علي مصر. وعلي هامش هذه الزيارة قيل إن هدفها كسر الاجراءات المتعلقة بالسيادة المصرية بشأن دخول الفلسطينيين بدون تأشيرات. ان السيادة المصرية وفي ظل الاخطار المحدقة بها لا تسمح باعطاء حقوق العبور الحر الي داخل بلادنا. الا يكفي اختراق هذه السيادة من خلال الانفاق غير المشروعة التي ترعاها حكومة حماس. في هذه المناسبة يحضرني سؤال مازلت لا أجد له اجابة سواء من جانب جماعة الإخوان أو جماعة حماس حول ملابسات عملية الافراج عن الفلسطينيين الحمساويين المتهمين في قضايا ضد الامن القومي المصري. هل يمكن ان يقول لنا كيف جرت هذه العملية اثناء ثورة 25 يناير؟. من المؤكد ان السيد هنية الذي استقبل هؤلاء المساجين في غزة بحفاوة الانتصار بعد 48 ساعة من اندلاع الثورة لديه الاجابة الشافية. ان ما حدث ويحدث يعني ان مصر تستحق عن جدارة جزاء سنمار؟