جلال دويدار لا أحد ينكر بأنه كان هناك فساد وتجاوزات في نظام ما قبل الثورة. وفي هذا المجال لابد من الاقرار بوجود اخطاء اكثر من جسيمة وسوء ادارة للازمة بعد اندلاع الثورة.. إلا ان هذا لا ينفي انه كانت هناك حالة من التربص والاستهداف لامن مصر القومي استندت إلي استغلال مناخ الفوضي وفقدان التوازن.. ولا يمكن باي حال من الاحوال تبرئة ما حدث من خروقات وعدوان وتواطؤ علي سيادة مصر من جانب تحالف القوي المتربصة سواء الداخلية أو الخارجية. ما اقوله ليس جديدا من منطلق اننا جميعا لمسناه وعايشناه متجسدا في عمليات الهجوم المنظم والمبرمج إبان أحداث الثورة علي السجون المصرية لتهريب مساجين حزب الله وحركة حماس المحكوم عليهم في قضايا تمس الامن القومي المصري. في هذا الاطار لم يكن غريبا أو غير طبيعي ان تكون هناك عناصر مصرية قد شاركت في تنفيذ هذا المخطط في اعقاب الانهيار الذي اصاب جهاز الشرطة. هنا اقول: كيف بالله يتم تهريب المجرمين من كل السجون المصرية في وقت واحد. وان تتاح لهم فرصة الاستيلاء علي الاسلحة الميري وحرق اقسام الشرطة الواقعة في مناطق بعيدة عن احداث ومظاهر الثورة الشعبية. ليس خافيا ان الهدف كان اشاعة الفوضي وإخضاع الشارع لسيطرة الخوف والارهاب سعيا إلي إسقاط الدولة المصرية وليس النظام الحاكم السابق الذي انتهي وجوده بتنحي رئيسه وتسليم السلطة الي الجيش الذي انحاز للثورة. وإلي ان تكشف الايام حقيقة ما جري وعلي ضوء تطورات الاحداث التي تمس امننا القومي فان الغموض سوف يظل مخيما علي ما حدث بصورة أراها متعمدة. في هذا المجال فانني لا اشعر بأي ارتياح لتصريحات اسماعيل هنية رئيس حكومة انقلاب غزة علي هامش لقائه مع رئيس مجلس الشعب د. سعد الكتاتني. لقد زعم ان حركة حماس التي يرأس حكومتها المقالة في قطاع غزة لم تقم بأي عمل خلال الثورة المصرية تمس الامن المصري!! لقد كنت اتمني من هنية ان يفسر لنا سر استقبال حماس الحماسي لمساجين الحركة الذين تم تهريبهم من مصر الي قطاع غزة بعد ساعات من قيام الثورة. وليس مصادفة أو ما يعد تعبيرا عن حسن النوايا ان يتم نفس الشيء وفي نفس الوقت تهريب مساجين جماعة حزب الله اللبناني الحليف لحماس إلي بيروت أيضا!! دعنا نصدق تصريحات هنية ولكن هذا لا يمنع بأن نسأله: اذا كان ما تقوله صحيحا فمن الذي تدخل لاطلاق سراح هؤلاء المساجين علي ذمة قضايا تمس الامن القومي المصري وكيف تم نقلهم الي غزة ولبنان؟! واذا كان صادقا فلماذا لم يبادر بإعادة المساجين لمحاكماتهم وتبرئتهم من التهم الموجهة اليهم !!. في نفس الوقت فان من حقي الا اقتنع بتبريرات المحامي البارع سامح عاشور نقيب المحامين ردا علي الاسئلة والاستفهامات التي وجهها اليه الزميل النائب مصطفي بكري في برنامجه التليفزيوني »منتهي الصراحة« الذي يقدمه علي قناة الحياة التليفزيونية.. انني لا أؤيده فيما أراد أن يُفهم منه انه كان هناك تواطؤ من الشرطة في عملية تهريب المساجين. وكما هو معروف فقد جرت الهجمات المسلحة علي السجون المصرية واقتحامها في وقت واحد.آسف أن أقول ان اجابته علي اسئلة مصطفي بكري لم تكن مقنعة مثلها مثل تصريحات اسماعيل هنية. ان ما نريدة لصالح أمن هذا الوطن هو كشف ما حدث واجلاء الحقيقة وليست تبرئة النظام السابق الذي يكفيه الاتهام بانه كان وراء كل ما تعرض ويتعرض له الوطن من اخطار. ان مطلبنا الوحيد علي ضوء حلقات التآمر علي وطننا هو اعلامنا بالكيفية التي تم من خلالها اختراق الامن القومي المصري ومن المسئول عن ذلك.