لايختلف اثنان علي أن قادة جماعة الإخوان، خبراء في العمل السري، ورسم خطط الاغتيال والتخريب، ويجيدون التغرير بالبسطاء من الشبان المتحمسين واستدراجهم للقيام بتنفيذ تلك الخطط. و »الأخ« محمد مهدي عاكف، المرشد العام السابق للجماعة، كان في منتهي الدقة والصراحة، عندما قال في التصريح الذي أدلي به لإحدي الصحف منذ يومين، ان الإخوان خرجوا فجأة من القمقم الذي اعتادوا علي العيش فيه منذ أكثر من ثمانين عاما، في وقت لم يكن أحد منهم يتوقعه، ليمارسوا العمل في النور، وهم لايزالون في البداية، ومن الطبيعي أن يرتكبوا بعض الأخطاء!! من الطبيعي إذن أن يتعثروا، ويتناقضوا في أعمالهم وأقوالهم، واعلاناتهم.. لأنهم يتسلحون بفكر الشيخ حسن البنا، الذي يؤمن بأن الغاية تبرر الوسيلة.. وبأن الكذب مباح، والنفاق مباح، والتهديد مباح، والاتهام بالباطل مباح، وتزييف الحقائق مباح، والظهور بألف وجه مباح.. للحفاظ علي كيان الجماعة!! لكن السياسة ليست كلها كذبا، ونفاقا وتزييفا.. وهذا مالا يدركه قادة الجماعة الذين يتصورون ان توزيع الادوار سيمكنهم من الضحك علي ذقون الناس وخداعهم.. فالمرشد محمد بديع يكلف رجاله الاعضاء في مجلس الشعب بالتطاول علي قضاة مصر، والاعتراض علي احكامهم، والمطالبة بتطهير القضاء.. ويحرضهم علي توجيه الاهانات للحكومة والمجلس الأعلي للقوات المسلحة، ومشاركة المتظاهرين في ميدان التحرير في المطالبة بإقالة الحكومة، وتنحية المجلس العسكري، وتشكيل مجلس رئاسي من الساقطين في الجولة الأولي لانتخابات الرئاسة، وإلغاء الجولة الثانية، وتشويه وزارة الداخلية والتقليل من شأنها. المرشد الذي يفعل كل ذلك يخرج علينا فجأة ليشيد بقضاء مصر النزيه الذي يمسك بميزان العدل بمنتهي الأمانة والصدق والقسطاس!! ويمتدح الشرطة والقوات المسلحة، ويصفهما بأنهما عيون الشعب وحراس إرادته!! كلام غريب ومتناقض، وليس له الا معني واحد.. وهو أن »قداسة« المرشد يتصور أنه يتحدث الي شعب نصفه ساذح، ونصفه الثاني متخلف عقليا!!