المعروف والمألوف ان دول العالم تختار أفضل أبنائها وأكثرهم كفاءة ومعرفة باللغات والسياسة ليديروا سفاراتها في الخارج لانهم مرآة لشعبهم ووطنهم. لكن لهذه القاعدة شواذ. ومن هؤلاء الشواذ القائمون علي وزارة الخارجية العراقية الحالية. فما أكثر فضائح هذه الوزارة في ظل الاحتلال الامريكي وما أكثر فضائح سفاراتها بعد ان أصبح كل من هب ودب من أقارب المسئولين دبلوماسياً. والدليل علي انه دبلوماسي انه يحمل حقيبة دبلوماسية ويرتدي ربطة عنق فوسفورية اللون. وهذه عينة من فساد السفارة العراقية في لندن كما تداولتها مواقع الكترونية عديدة.. من بينها "مجموعة العراق فوق الخط الاحمر". وهذه العينة تصلح مادة ساخرة في فيلم كوميدي. فمستشار السفارة هو أخ مندوب العراق في الاممالمتحدة الحالي المعروف بصاحب شهادة الدكتوراه المزورة وقد عينه اخوه عندما كان يشغل منصب وكيل وزارة الخارجية. ومن مواهب هذا المستشار انه يستلم مبلغ ستة آلاف باون استرليني شهرياً مخصصات سكن لكنه يسكن في شقة تعود لاخيه وهي ملك بلدية لندن وايجارها رمزي جداً. أما القائم بالاعمال فهو ابن اخت سفير الحكومة في البحرين وهذه هي كفاءته الوحيدة. وأحد مستشاري السفارة تم تعيينه اكراما لموقف والده وزير التخطيط من جبهة التوافق الذي انشق عن التوافق ورفض الاستقالة الجماعة احتجاجاً علي تهميش السنة. أما اخ نائب رئيس الجمهوية عادل عبد المهدي المرشح لرئاسة الوزراء الآن فقد عين قنصلا في مدينة مانشستر وارسل ابن وزير التخطيط للعمل معه وفق نظام المحاصصة الطائفية.. يعني القنصل من طائفة والمستشار من طائفة أخري! ومثلما فعلوا.. قام النائب الاول لرئيس البرلمان السابق صاحب العمامة البيضاء خالد العطية بتعيين المحروس ابنه في مقر السفارة في لندن مسئولا عن العلاقات العامة وهو منصب مستحدث يتولي شاغله شئون اللطم والاكل في عاشوراء. واما المستشار الاخر فهو ابن سكرتير وزير الخارجية الكردي. وهناك مستشار أخر من عائلة رئيس المجلس الاسلامي الاعلي عمار الحكيم. وهناك ايضاً مهندس يعمل بصفة مستشار هندسي وهو ابن اخت وزير المالية الحالي بيان جبر صولاغ. وهناك موظفة اخري هي اخت سفير العراق في واشنطن الحالي ومستشار السفارة. وبموجب تقاسم السلطات فان حزب الدعوة احتكر الملحقية التجارية في السفارة والاسباب مفهومة اذا ما علمنا ان العراق يحتل الرقم واحد بين أكثر الدول فساداً. وهناك سيدة اخري عينت اخيرا هي اخت لسيدة تعمل مستشارة لرئيس الوزراء ولديها اخت اخري عينت في الملحقية الثقافية التابعة للسفارة ويعمل زوجها مستشارا في الملحقية التجارية لصاحبها حزب الدعوة الحاكم. فكل الذين يعملون في الملحقية التجارية من لون واحد اي من حزب الدعوة ورئيسهم الملحق التجاري كانت مهنته في لندن سمساراً مالياً. أما الملحقية العسكرية فرئيسها ويحمل لقب عميد كان يعمل في النظام السابق مساعداً لوالده المرحوم صاحب "مطعم فلافل المدينة" في بغداد. واستلم المطعم بعد وفاة والده وهو من حزب الدعوة وكوفيء بهذا المنصب بعد ان عمل عضوا فاعلا في لجنة دمج افراد الميليشات في الجيش العراقي وابلي بلاء حسنا. ولا أحد يعلم كيف أصبح عميداً في الجيش أو دبلوماسياً. ويساعده في عمله ثلاثة موظفين الاول هو ابن الامين العام لوزارة الدفاع والثاني هو ابن الفريق الاول وكيل وزير الدفاع اما الثالث فهو ابن مدير الاستخبارات العسكرية. اما الاكراد في السفارة العراقية فقد غنموا منصب السفير. وهناك سيدتان كرديتان الاولي ابنة رئيس السن الحالي لمجلس النواب فؤاد معصوم واخت وزيرة الاتصالات السابقة وموظفة أخري ومستشاران أحدهما صديق وزير الخارجية الشخصي! اما الفضيحة بجلاجل فهي سائق السفارة الذي يمارس مهام السفير عمليا واسمه لقمان. فلا يمكن لاي مسئول عراقي ان يزور لندن الا ويكون السيد لقمان احد مستقبليه الاوائل بل المنظم الاول والرئيسي للزيارة. وهو يرافق الوفد ويقوم بالاجراءات البروتوكولية كاملة بالتشاور مع الوفد او المسئول الزائر وبدون استشارة أي مسئول في السفارة ولا اي مستشار. ويشاع بين موظفي السفارة ان لقمان هذا هو المسئول عن اخراج الاموال العراقية الكبيرة المهربة بالتنسيق مع الوفود القادمة عبر صالات الشرف الدبلوماسية. وللزيادة في المعلومات فان لقمان هذا من الطائفة الاشورية المستكردة (اي المشتراة من الاكراد). هذا نموذج مسرحي كوميدي لسفارة عراقية قطاع خاص في عهد الاحتلال. لكن هذا لا يمنع ان هناك دبلوماسيين عراقيين أكفاء وشرفاء يرفعون رأس بلدهم الذي طأطأ طويلاً.