انتهت الجولة الاولي للانتخابات الرئاسية لاختيار أول رئيس للجمهورية الثانية التي أعتقد أنها كانت مليئة بالأحداث والصراعات الحزبية بين معظم الاتجاهات السياسية المتنوعة من انصار الجماعات الاسلامية والليبرالية وغيرها. والأهم في هذه الانتخابات أنها جرت ولأول مرة في تاريخ مصر الحديث والقديم في حرية تامة تشهدها البلاد منذ سنوات عديدة.. فقد تمت في ظل إدارة رشيدة من المجلس الاعلي للقوات المسلحة واستخدمت فيها كل وسائل التكنولوجيا الحديثة والأساليب العلمية في توزيع اللجان والإعداد المتميز للأدوات الانتخابية من أوراق ومطبوعات وصناديق حديثة تكفل السّرية التامة والحيادية المطلقة بين كل الطوائف في كل المحافظات والدوائر الانتخابية وشاهدنا المرشحين والناخبين علي اختلاف فصائلهم وانتماءاتهم يقفون في صفوف الجماهير الحاشدة أمام لجان التصويت لافرق بين غني أو فقير ولا بين وزير وغفير أو عامل وصاحب عمل.. فالكل في هذا اليوم صاحب صوت انتخابي حرّ.. وقامت القوات المسلحة بواسطة عشرات الآلاف من جنودها البواسل بالتعاون مع رجال الشرطة بتأمين اللجان وشاهدنا احترام الناخبين لهؤلاء الرجال وكيف كان التعامل بينهم وبين البعض وكيف تمت عملية الاقتراع في أرقي صورة حضارية لم تشهدها انتخابات رئاسية من قبل - قدمت الخدمات للجماهير ووضعت الكشوف في أماكن تسمح للجميع بالاطلاع عليها ومعرفة أرقامهم الانتخابية وأرقام لجانهم - كما أن القائمين بالعمل داخل اللجان التزموا حرفيا بكل ما هو مطلوب منهم لمعاونة الناخبين في كيفية الوصول الي الاسم في الكشوف الموجودة داخل اللجنة وملء البطاقة الانتخابية وراء ستار مع توفير الاقلام اللازمة ثم طي البطاقة ووضعها في الصندوق المعد لذلك.. ولأول مرة يستخدم صندوق من البلاستيك بشكل نظيف وحضاري ومؤمن بأسلوب راق يسهل عملية وضع البطاقة الانتخابية فيه بيسر ثم يغمس الناخب اصبعه في زجاجة الحبر السريّ ويتسلم بطاقته الشخصية ويغادر اللجنة في أمان مطمئن علي صوته الانتخابي المؤثر علي النتيجة العامة للانتخابات ويترك مقر اللجنة من الباب المخصص للمغادرة والكل سعيد بما حققه بصرف النظر عن النتيجة فقد أدي واجبه ودوره تماماً أما النتيجة النهائية فستكون لمن يحصد أعلي الأصوات، تلك أولي خطوات الديموقراطية سطرها شعب مصر يومي 32 ، 42 مايو سنة 2102 وسيظل هذا التاريخ عنوانا حقيقيا للديموقراطية بغض النظر عن المكسب والخسارة فالجميع مصريون.. لقد تابعت الانتخابات المصرية منظمات دولية ومجموعات من رؤساء سابقين وشعروا بالجدية والحرية والشفافية في العملية الانتخابية واشادوا بها في كل وسائل الإعلام رغم حدوث بعض التجاوزات التي لا تؤثر من قريب أو بعيد علي النتيجة العامة وقد علق علي ذلك مراقبون وإعلاميون من الدول الأجنبية واشادوا بأن مصر انتقلت من عهد الثورة إلي عصر الدولة ومنهم من قال ان المصريين تذوقوا طعم الديموقراطية.. ننتظر الإعلان النهائي للنتيجة صباح الثلاثاء القادم تأكيداً للنتائج الأولية التي حاز فيها كل من المرشح محمد مرسي والمرشح احمد شفيق بحق الإعادة - واختتم مقالي بالتهنئة للمجلس الاعلي للقوات المسلحة الذي أشرف علي أطهر انتخابات رئاسية تمت في مصر في العصر الحديث كما يمكن أن نقول لقد شاهدنا عُرس الديموقراطية في أبهي صورة متمنياً معركة إعادة تليق بمكانة المرشحين.