محمد دروىش لم أصدق أن هذا هو يسري فودة المحاور اللامع صاحب الخبطات الاعلامية منذ أن كان في الجزيرة الفضائية إلي أن تبوأ مكانه في الصفوف الأولي بين المحاورين في الفضائيات المختلفة وأصبح واحدا من الذين يتربعون عل عرش المحاورات التليفزيونية. انتظرت مصر كلها الاثنين الماضي حواره مع الشيخ حازم أبوإسماعيل علي قناة أون تي ڤي وعلي مدي ما يقرب من أربع ساعات تخللتها ساعة اعلانات عشنا وهما كبيرا ولم نخرج من البرنامج بشئ. كنت مع كل محاورة بين فودة والشيخ حازم أخبط كفا بكف وأنا اسمع اتجاه الاسئلة يبتعد عن أبجديات التحقيق الصحفي مكتوبا كان أو مرئيا، ذكرني المشهد بمباراة كرة القدم التي ينفعل خلالها المشاهد وهو يجلس أمام الشاشة ويصرخ في اللاعب أيوه »باصيها لفلان«، شوط يا أخي، حرام عليك مش كده.. وغيرها من تعبيرات المشجعين الكرويين التي لا تجد صدي لدي اللاعبين. جلسنا في صالة تحرير الأخبار مجموعة من مختلف الأجيال ننتظر أن يطلق يسري فودة قذائفه وياريت تكون واحدة منها في »الثمانيات« ليزيد من متعتنا أو أن يرد عليه الشيخ بقذائف مماثلة، انتظرنا مباراة اعلامية بين نديْن كل منهما يريد أن يحقق أهدافه، واحد يتكلم باسم الملايين التي وقعت في حيرة بين قرارات اللجنة الرئاسية للانتخابات وحكم محكمة للقضاء الإداري وادعاءات يقولها الشيخ حازم والآخر يفند ما يسوقه إليه المحاور ويرد عليه ، ولكن لا الأسئلة جاءت كما هي في بال الملايين ولا الاجابات أغنت أو اسمنت من جوع. ولم نر مثلا نحن الذين احتشدنا لرؤية البرنامج معني أو هدفا لحوار انتماء الشيخ من عدمه للإخوان المسلمين وقس علي ذلك الكثير من الأسئلة التي كان ينقصها النبال التي تنطلق منها لتكون كالسهم يصيب ليجلي الحقيقة تلو الأخري فجاءت سهام ألقاها صاحبها دون ان يستخدم الأقواس فخرجت من يديه لتسقط في حجره ولم تصل لمرماها. انتهت الحلقة وسرعان ما التمست العذر للمبدع يسري فودة فمن بدايات الحوار ألمح الشيخ حازم إلي شروط وضعها حتي يقبل الظهور في البرنامج وقلت لنفسي ربما أحد هذه الشروط هو الانسحاب في أي وقت يراه الشيخ وعلي الهواء مباشرة، وطبعا هناك ساعة اعلانات بين الفواصل وبالشئ الفلاني، فهل يضحي يسري فودة بنا أم بالشيخ والفلوس وطبعا السؤال مش عاوز إجابة. دعارة علي الهواء تخيلوا ان هذا حدث باسم حرية الاعلام وتحت مسمي السبق التليفزيوني ووالله أيضا هو سبق صحفي أشهد عليه فلم يحدث علي مدي 63 عاما عشتها في عالم الصحافة أن قدّم صحفي قضية آداب وفيها صور أطراف القضية لحظة القبض عليهم أو حتي صورة الشقة من الخارج وبلاش من الداخل كما فعلت قناة النهار منذ عدة أيام. تصوروا أشاوس مباحث الآداب التابعة لمنطقة المعمورة بالإسكندرية اصطحبوا معهم فريق العمل بالقناة وعلي رأسهم مذيعة البرنامج واقتحموا الشقة بصحبة الكاميرات وهات يا تصوير في الرجال والبنات وزووم يا جدع علي زجاجات البيرة وزووم أكثر علي المزة من زيتون وخيار وفشلت محاولة المونتاج في اخفاء وجوه المتهمين والمتهمات التي صارت واضحة للمشاهدين، وكان أغرب سؤال وجهته الست المذيعة بل وكررته لإحدي الفتيات انت جاية تعملي إيه في الشقة المفروشة دي؟ والحمد لله انها لم تتلق إجابة. أكرر شهادتي مرة أخري بأنه سبق اعلامي عالمي، عارفين ليه، لأنه لا يحدث إلا في مصر وسلم لي علي حقوق الإنسان وهؤلاء الذين تناسوا أن الستر هو الأصل وهذا ليس فقط ما ينادي به الدين ولكن تؤكده أيضا الفطرة الإنسانية.. واستر علينا يارب من قناة مثل قناة النهار وأمثالها.