محمد بركات إذا كنا قد احتفلنا أمس بعيد تحرير سيناء، الذي تم في الخامس والعشرين من ابريل عام 1982، أي منذ ثلاثين عاما بالتمام والكمال، فإن الاحتفال الحقيقي بعودة سيناء يجب أن يكون في اليوم الذي ننتهي فيه من تنفيذ الخطة القومية لتعمير سيناء وتنميتها وتحويلها إلي مجتمع عمراني حديث جاذب للسكان، وزاخر بالمشروعات الزراعية والصناعية والتنموية الشاملة، التي تتيح فرص العمل للملايين وليس الآلاف من شباب مصر. وأقول في اليوم الذي ننتهي فيه من تنفيذ ذلك، وليس في اليوم الذي نعلن فيه بداية التنفيذ، لأننا في الواقع المر أعلنا أكثر من مرة عن البدء في التعمير والتنمية الشاملة لسيناء العزيزة، ومضت الأعوام عاما وراء عام، دون أن نفعل شيئا محسوسا أو ملموسا علي ارض الواقع، عدا بضعة مشروعات قليلة لا تغني ولا تسمن من جوع،...، وهذا تقصير شديد، يصل إلي حد الجريمة في حق هذا الوطن علي وجه العموم، وسيناء علي وجه الخصوص. ويجب أن ندرك جميعا أن تعمير وتنمية سيناء، وفق خطة قومية شاملة ومدروسه، وبرنامج زمني محدد، هو في حقيقته واجب وطني وقومي تحتمه ضرورة الحفاظ علي الأمن القومي لهذا الوطن، بالإضافة لكونه أيضا ضرورة اقتصادية وتنموية لمصر، إذا ما أردنا لها الانطلاق إلي آفاق المستقبل الأفضل، القائم علي تنمية اقتصادية وعمرانية متكاملة وصحيحة. وفي كل الأحوال، وحتي لا نضيع الوقت في البكاء علي اللبن المسكوب نقول، إن واجب حكومة الانقاذ الحالية برئاسة الدكتور الجنزوري البدء بكل جدية في تنفيذ الخطوات المهمة التي اعلنت عنها في إطار الخطة الشاملة لتعمير وتنمية سيناء، وهو ما تحاول القيام به الآن، وواجبها ان تستمر في ذلك، وأن تعلن مجمل وتفاصيل الخطة الشاملة، حتي تستطيع أي حكومة قادمة مواصلة السير علي نفس الطريق، خاصة أن حكومة الدكتور الجنزوري الأولي هي التي كانت قد بدأت في تنفيذ ترعة السلام والمشروعات المتصلة بها، ولكنها توقفت بعد إقالة حكومته، ولكن الله شاء أن يعود لرئاسة الوزارة الآن، لعله يستكمل ما بدأه بخصوص سيناء. ونواصل غدا إن شاء الله.