لم يسفر اللقاء الذي جمع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس الأمريكي باراك أوباما عن أي تغيير في الموقف الإسرائيلي الرافض لوقف الاستيطان في القدسالمحتلة. كما لم يصدر أي رد فعل فوري من جانب واشنطن علي إعلان وسائل الإعلام الإسرائيلية أثناء اللقاء أن بلدية الاحتلال في القدس أعطت موافقتها النهائية لبناء 20 وحدة استيطانية في حي الشيخ جراح بالقدسالشرقية. وبعد ساعات من اللقاء أعلن مسئول إسرائيلي أن هذا القرار يستهدف في نهاية المطاف بناء 100 وحدة استيطانية وليس 20 فقط. وقال اليشع بيليج عضو مجلس مدينة القدس وعضو لجنة التخطيط المحلية إنه تمت الموافقة علي بناء 20 وحدة لمجمع في حي الشيخ جراح بالقدسالشرقية يعرف باسم فندق شبرد. ووصف ذلك بأنه مجرد"خطوة فنية" مضيفا انه سيتم في المجمل بناء 100 منزل تبدأ بعشرين منزلا ريفيا صغيرا. وقال محللون إن إسرائيل نجحت في تخطي جولة جديدة من حرب الإرادات بينها وبين الإدارة الأمريكية حول قضية الاستيطان إن لم تكن بالفعل فازت بهذه الجولة. وقد عقد نتنياهو اجتماعين مع أوباما لكن مسئولين في البيت الأبيض رفضوا الكشف عن أجواء هذه المحادثات أو فحواها. والتقي نتنياهو في المرة الأولي بأوباما لمدة 90 دقيقة ولم يسمح للصحفيين بتغطية اللقاء. وقال مسئول أمريكي طلب عدم كشف اسمه أن نتنياهو طلب خلال اللقاء الاتصال بمعاونيه. وبعد ساعة أمضاها في قاعة روزفلت للاجتماعات في الجناح الغربي للبيت الأبيض طلب نتنياهو لقاء أوباما مجددا. وتوجه أوباما للقائه مجددا في المكتب البيضاوي واستمر الاجتماع 35 دقيقة. وبعد اللقاء الذي استغرق أكثر مما كان مقررا غادر رئيس الوزراء الإسرائيلي البيت الأبيض دون الادلاء بأي تصريح. وكان نتنياهو قد استبق اللقاء مع أوباما بتصريحات اتسمت بالتحدي والتهديد قال فيها "إذا أيد الأمريكيون المطالب غير المنطقية التي يطالب بها الفلسطينيون بشأن تجميد البناء في القدس، يمكن أن تشهد العملية السياسية جمودا لمدة عام". وأكد بيان لمكتب نتنياهو أمس أن "رئيس الوزراء والرئيس الأمريكي عقدا علي مدي ساعة ونصف الساعة اجتماعا علي انفراد جري في أجواء جيدة". وأضاف البيان أن مسئولين أمريكيين وإسرائيليين سيواصلون غداة اللقاء مناقشة الأفكار التي جري بحثها. وقال مراقبون إن الاستقبال الدافئ الذي لقيه نتنياهو في الكونجرس قبل ساعات قليلة من اللقاء أكد الصعوبات السياسية التي يواجهها أوباما في الضغط علي إسرائيل لتقديم "تنازلات". من جانبه أعلن صائب عريقات كبير المفاوضين الفلسطينيين إن الرئيس الفلسطيني محمود عباس سيصر علي أن تلغي اسرائيل خطط البناء في الشيخ جراح بالاضافة الي خطط نشرت قبل اسبوعين لبناء 1600 وحدة استيطانية بموقع آخر في القدس. وقال عريقات "عندما نقول إما السلام او الاستيطان يبدو أن نتنياهو يصر علي اختيار الاستيطان." وقد أعلن رئيس مجلس المستوطنات الإسرائيلي نافتالي بينيت في وقت سابق أنه يتوقع تضاعف الاستيطان اليهودي في الضفة إلي ثلاثة أمثال حجمه الحالي وأن يصل عدد الإسرائيليين في الضفة إلي مليون شخص. في غضون ذلك أعلن ثلاثة أعضاء في الكنيست الإسرائيلي من حزب "الاتحاد القومي" اليميني المتطرف اعتزامهم دخول باحات المسجد الأقصي اليوم. وقالوا إن هدف الجولة هو التأكيد علي أن "القدس كلها لنا ولا يحق لأي أحد التشكيك في ذلك". يأتي ذلك ضمن سلسلة إجراءات استفزازية اتخذت مؤخرا في القدسالمحتلة برعاية الحكومة الإسرائيلية. من ناحية أخري شن الطيران الحربي الإسرائيلي ليل الثلاثاء الماضي غارة علي موقع قرب مخيم جباليا في شمال قطاع غزة لم تسفر عن إصابات.