الصحف البريطانية ترصد «البجاحة» الإسرائيلية في زيارة نتنياهو واشنطن الجارديان: إسرائيل دولة متغطرسة تجاوزت نفسها التليجراف: نتنياهو بصق في وجه أوباما من مسافة قريبة نتنياهو قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في ختام زيارته واشنطن إنه حقق تقدمًا نحو تسوية الأزمة مع البيت الأبيض بشأن البناء الاستيطاني في القدسالشرقية. وقال نتنياهو قبل صعوده إلي الطائرة عائدا إلي إسرائيل في ساعة مبكرة يوم الخميس: «نعتقد أننا وجدنا سبيلاً ذهبيًا سيسمح للأمريكيين بحث خطي عملية السلام وفي الوقت نفسه الحفاظ علي مصالحنا القومية». ولم يكشف نتنياهو عن طبيعة هذا الحل بعد يومين من المحادثات التي أكدت التقارير أنها فشلت في حل الخلاف الأمريكي الإسرائيلي بشأن خطط الاستيطان. ويري مراقبون أن إعلان إسرائيل عن خطة بناء 1600 وحدة سكنية جديدة في القدسالشرقية سبب أحد أسوأ الأزمات في العلاقات بين البلدين منذ عقود. من جانبها اعتبرت وسائل الإعلام الإسرائيلية أن نتائج زيارة نتنياهو واشنطن كانت سلبية جدًا، مؤكدة أن الأزمة بين البلدين تفاقمت. وقالت إذاعة الجيش إن «كل محاولات تجاوز التوترات مع الإدارة الأمريكية فشلت». واعتبرت الإذاعة العامة الإسرائيلية من جهتها أن هذه الزيارة انتهت إلي «خيبة أمل» في أفضل الأحوال وإلي «فشل ذريع» في أسوأ الأحوال. وقالت الإذاعة العامة الإسرائيلية إن نتنياهو سيدعو إلي اجتماع للحكومة المصغرة فور عودته إلي القدس. وسيعرض رئيس الحكومة علي الوزراء وثيقة خطية تتضمن مطالب أوباما لاستئناف المحادثات مع الفلسطينيين. وأوضحت الإذاعة الإسرائيلية أن أوباما يطالب في هذه الوثيقة بأن يتعهد نتنياهو بعدم استئناف الاستيطان في الضفة الغربية في سبتمبر عند انتهاء قرار التجميد الجزئي لمدة عشرة أشهر، والذي أعلنه نتنياهو بالنسبة لبناء المساكن. ويطالب أوباما أيضا بوقف بناء وحدات سكنية في أحياء إسرائيلية في القدسالشرقية. كما رصدت الصحف البريطانية أمس الصفاقة الإسرائيلية التي ظهرت جلية في زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الأخيرة واشنطن ولقاء الثلاثاء الماضي الرئيس الأمريكي باراك أوباما. فقد اعتبرت صحيفة التليجراف البريطانية أن نتنياهو بصق في وجه أوباما من مسافة قريبة جدا بإعلان إسرائيل عزمها بناء وحدات استيطانية جديدة في القدسالشرقية، قبيل لقاء الثلاثاء الماضي. صحيفة التايمز، من جانبها، رصدت التعتيم الإعلامي علي لقاء أوباما ونتنياهو ومغادرة نتنياهو الصامتة واشنطن، والتي رأت فيها أبلغ تعبير عن حالة الجمود التي كست العلاقات بين البلدين. وأوضحت التايمز أن مسئولي البيت الأبيض منعوا نتيناهو من فرصة التقاط صورة مع الرئيس الأمريكي والتي يحظي بها كل القادة ممن يلتقونه. ناهيك عن المخلص المبهم الصادر عن البيت الأبيض حول محادثات الزعيمين. التليجراف وصفت اللقاء بين نتنياهو وأوباما بأنه كان «الأشد برودة» بين رئيس أمريكي ورئيس وزراء إسرائيلي في الأعوام القليلة الماضية. وأضافت الصحيفة أن نتنياهو تلقي عددا من الإشارات الدبلوماسية التي أوضحت له بما لا يدع مجالا للشك مدي استياء البيت الأبيض منه. فلم يتم التقاط صور تذكارية قبل أو بعد اللقاء ولم يسمح بالرد علي أسئلة الصحفيين، كما لم يصدر بيان أو تعليق لوسائل الإعلام بعده. ونقلت الصحيفة عن إيتان كابل - عضو الكنيست عن حزب العمل الإسرائيلي - تعليقه الذي جعلته عنوان تقريرها والذي قال فيه «إن نتنياهو قرر البصق في عين أوباما، هذه المرة من مسافة قريبة جدا»، في إشارة إلي الإعلان قبل ساعات من لقائه أوباما عن بناء وحدات سكنية في موقع فندق «شبرد» القديم في حي الشيخ جراح والذي سيتم هدمه، «فهو ومن حوله من المولعين باللعب بالنار، ومصرون علي إحراق الشرق الأوسط». ومضت الصحيفة إلي القول بأن نتنياهو بدا وكأنه يحاول بذر الشقاق بين الكونجرس والبيت الأبيض، فقد ألقي خطابا شديد اللهجة أمام لجنة الشئون العامة الإسرائيلية الأمريكية (إيباك)، معلنا أن القدس ليست مستوطنة بل عاصمة إسرائيل، ثم مضي إلي الكابيتول هيل (مبني الكونجرس) لمحاولة لفت الأنظار إلي التهديد الإيراني، وعدم التركيز علي المستوطنات. من جانبها اعتبرت الجارديان أن تصرفات إسرائيل تنم عن «دولة متغطرسة» تجاوزت نفسها. وأوضحت الصحيفة أن تصريحات نتنياهو بواشنطن حول الحق في بناء المستوطنات بالقدسالشرقية والمطالبة بتنازل الفلسطينيين عن شرط تجميد الاستيطان لاستئناف المفاوضات قبيل لقائه أوباما، دليل علي أنه قائد يعتقد أنه يستطيع أن يتحدي إرادة أقرب حليف عسكري لإسرائيل. ورأت أن نتنياهو يعمل علي تقويض الأرضية التي يقف عليها، مشيرة إلي أن عليه أن يواجه عواقب الموقف الفكري الذي يتبناه إزاء القدس، وإلا فإن الفلسطينيين لن يقدموا علي الاتفاق في ظل هذه الشروط.