حتي نزداد حيرة وارتباكا.. ووالله هذا هو آخر ما يحتاج إليه العرب من المحيط إلي الخليج، ولكن هكذا شاءت الأقدار والدول الكبار.. حتي تزداد حيرتنا وتتعمق ارتباكاتنا، فقد توالت الأحداث في يوم الثلاثاء 32 مارس - آذار - من عام 0102، وبعد ما يقرب من ثلاثة وأربعين عاما من احتلال اسرائيل للمزيد من الأراضي العربية من خلال حرب يونيو 76، التي جاءت، بدورها، بعد 91 عاما من الاستيلاء الكامل علي دولة فلسطين.. بعد هذا، وذاك، وبعد استبشار بتغير الموقف الأمريكي من الاحتلال الاسرائيلي توالت الأحداث في يوم 32/3/0102 كالآتي: * استهل السيد نيتانياهو زيارته لواشنطن. وأمام مؤتمر »إيباك«، بتحد سافر للإدارة الأمريكية ابتداء من الرئيس أوباما، وانتهاء بأصغر مسئول في هذه الإدارة، وذلك عندما وقف يعلن استمرار بناء المستعمرات - المستوطنات - في مدينة القدس، وأن القدس ليست مستعمرة ولكنها عاصمة لدولة اسرائيل! وبذلك يكون نيتانياهو قد ألقي »القفاز« في وجه الادارة الأمريكية، وبالذات في وجه السيدة هيلاري كلينتون التي كانت أبلغته بضرورة عدم البناء في القدس، وأن حل الوضع هناك لا يمكن أن يتم إلا من خلال المفاوضات بين الاسرائيليين والفلسطينيين. *طوال كلمة نيتانياهو أمام مؤتمر لجنة الشئون العامة الأمريكية الاسرائيلية »إيباك« والتي دامت حوالي ساعة لم تتوقف هتافات الترحيب والتأييد من جانب هذه اللجنة الموقرة! * في الوقت الذي أظهرت فيه الادارة الأمريكية »العين الحمراء« لنيتانياهو فإن الكونجرس الأمريكي استقبله استقبال الأبطال واكدت نانسي بلوسي رئيسة مجلس النواب وقوف الكونجرس بجميع انتماءاته الحزبية الي جانب الدولة العبرية. * في الفندق الذي نزل فيه السيد نيتانياهو جرت المحادثات بينه وبين وزيرة الخارجية كلينتون وذلك بعد أن قرر نيتانياهو - ويالها من قدرة - اجراء هذه المحادثات في الفندق بدلا من وزارة الخارجية كما كان مقررا من قبل، وأبدي الجانبان خلال هذه المحادثات رغبة صادقة في وضع الخلافات بينهما - بشأن خطة الاستيطان في القدسالشرقية - وراء ظهريهما!!! * وبالأمس، وبعد أن ملأت اسرائيل يديها تماما، أعلنت فجأة عن خطط لبناء 001 وحدة استعمارية - استيطانية - جديدة في ضاحية الشيخ جاره بالقدسالشرقية! هكذا كان تطور الأحداث في واشنطن خلال اليومين الماضيين أما عن البيانات والتصريحات والتهديدات التي سبقت ذلك.. فهذا شأن آخر يختلف تماما!!!