علي مدي يومين.. نتصل بعميدة كلية التربية جامعة عين شمس، بلا جدوي.. فالعميدة، كما تقول السكرتارية دائما مشغولة في الصباح والمساء ولا تحادث أحدا خلال ساعات العمل.. فهي مستغرقة في حل مشكلات الطلاب. وسبب الاتصال أننا أردنا أن نعرض علي العميدة، مشكلة طالبة لأخذ رأيها، فقد حصلت طالبة بالدراسات العليا علي منحة دراسية من الهيئة الألمانية للحصول علي درجة الماجستير من جامعة لايبزج الألمانية، والهيئة الألمانية ستتكفل بالنفقات طوال سنوات الدراسة. وقضت الطالبة، العام الأول في الدراسة بمصر، واجتازت الاختبارات للفصلين الدراسيين بنجاح، وكان من المقرر سفرها إلي ألمانيا لدراسة الفصل الدراسي الثالث بالجامعة الألمانية، وبعد شهر من الإقامة بألمانيا تعرضت الطالبة لحادث أثناء ذهابها إلي الجامعة مما أعاقها عن الذهاب إليها لمدة شهرين، ومع نهاية الفصل الدراسي، لم تستطع سوي انهاء مادة واحدة من مادتين. وقد تفهم الأساتذة الألمان موقف الطالبة، وصدر قرار من الجهة المانحة وهي ألمانيا والجهة الموفدة وهي الجامعة المصرية بمد الدراسة لفصل دراسي خامس، وتم تأجيل التسجيل للماجستير بناء علي طلب المشرف الألماني، وعادت الطالبة إلي مصر واستكملت دراستها بالفصل الرابع، وقامت بتسليم الأعمال المطلوبة، ونظرا لتفوق الطالبة، ونجاحها في المادة العلمية الخاصة بالرسالة بتقدير ممتاز، قام الجانب الألماني بإرسال منحة للسفر إلي ألمانيا لمدة شهر، شهر أكتوبر المقبل، لجمع المادة العلمية.. وأرسل الجانب الألماني بالأوراق المطلوبة لتقديمها إلي السفارة الألمانية بالقاهرة لأخذ التأشيرة، وكان من بين الأوراق المطلوبة خطاب من جامعة عين شمس يفيد بموافقتها علي سفر الطالبة، باعتبار ان هذا جزءا إجباريا لاستكمال الدراسة، وحصلت الطالبة علي الأوراق من الهيئة الألمانية بالقاهرة بتاريخ 82 يوليو الماضي وفي نفس الوقت تقدمت بها إلي كلية التربية بجامعة عين شمس للحصول علي قرار الموافقة وحتي الآن لم تحصل الطالبة علي الموافقة. رغم ان الجامعة المصرية لن تتحمل أية أعباء مالية.. وبالتالي لم تتمكن الطالبة من تقديم الأوراق للسفارة الألمانية للحصول علي التأشيرة لعدم وجود هذا الخطاب، مع تسويف المسئولين بالكلية بتسليم الموافقة إلا بعد سداد أربعة آلاف جنيه.. رغم ان موعد السداد لم يحن بعد.. واتجهت الطالبة إلي الجامعة، ووافق نائب رئيس الجامعة للدراسات العليا علي اعطاء الطالبة هذا الخطاب، وأمر وكيلة الكلية بذلك، ولكنها لم تنفذ قرار نائب رئيس الجامعة. وبالفعل قام النائب بإعطائها خطابا باللغة العربية. ولا يفيد الطالبة. وتشعر الطالبة بأن مستقبلها العلمي يضيع بعد عامين كاملين من الدراسة ولم تكن يوما مقصرة أو متكاسلة عن أداء ما يطلب منها. والأهم أنها ليس لها توجهات سياسية في يوم من الأيام سوي التفوق في الدراسة العلمية.. وتتساءل هل تجد من يقف إلي جوارها لاجتياز هذه المحنة. ونقول للطالبة.. لا تقنطي من رحمة الله. المشكلة انه تولي الأمر في كثير من مواقع العمل من لا يقدر مسئولية خدمة المواطنين.. ولا يفكر إلا في مصالحه فقط ويسخر كل الامكانيات لهذا الغرض، ثم القفز إلي مناصب أعلي، كلما أمكن ذلك.. وليذهب الجميع، أو الآخر، إلي الجحيم. معالي وزير التعليم العالي: نظرة إلي حال الجامعات ودعك من القول بأن الجامعات مستقلة، ليس عليها سلطان إلا سلطان الضمير.. تلك مقولة غير حقيقية، فالوزير عندما يريد شيئا، الكل يقف »زنهار« ويضربون له تعظيم سلام بصوت يرج الأرض رجا: تمام يا أفندم.. ان حل المشكلات أكرم عند الله، والوطن، والمواطن، من المهرجانات الفارغة وحفلات الافطار.. أما كلامي للعميدة، ولرئاسة الجامعة.. اتقوا الله في جيل المستقبل يرحمكم الله. المحرر