يوما بعد يوم وعاما بعد عام تتطور الحياة في مصر نحو مزيد من الرفاهية والرقي ولكن الناس دائما يقولون هل من مزيد.. كانت المساجد في معظمها بسيطة مفروشة بالموكيت أو الحصير ثم بالسجاد ثم ركبت فيها المراوح لتخفيف حرارة الصيف عن المصلين ثم شرع الكثير من المساجد في تركيب أجهزة التكييف البارد تبرعا من أهل الخير. الحمد لله علي نعمة الرفاهية في المسجد والاطمئنان في الصلاة كلما نظرنا حولنا لما يحدث للمسلمين في العالم الاسلامي بل وفي العالم كله. وأخيرا جاءت فيضانات باكستان وكشمير فأغرقت وهدمت البيوت وبعثرت الممتلكات والمحتويات ونجا من نجا بجسمه فقط وبلباس واحد والأمطار الغزيرة لا تتوقف من أواخر شعبان 1341 إنه تذكرة بطوفان نوح عليه السلام وتذكير بنعمة الله علي البشرية عندما يحميهم من غضب الطبيعة.. كانوا يعدون لرمضان والصيام خاصة الأمهات والأطفال والشيوخ ولكن بلاء الله جاء نسأله ليخفف عنهم ليعودوا إلي صلاتهم وصيام الفرض لا الصيام الإجباري الذي يعيشونه الآن وهم بغير طعام ولا شراب.. الانقسامات تسود العالم الاسلامي وكأنه لا يكفيهم غضب الطبيعة التي تعمل بأمر الله فالسنة والشيعة يتناحرون في باكستان وإيران والعراق.. وفي الصومال والسودان دارفور السنة يقاتلون بعضهم بعضا ونحن في مصر كلما أوقد المتعصبون نار الفتنة أطفأها الله لأن مصر بتدينها آمنة بإذن الله ولأن ابناءها يسود بينهم العقل والحكمة والإقناع بأن لا جدوي من الفرقة والفتن. ليس لدينا إلا تنافس الأحزاب كل منها يدعي أنه يطلب الديمقراطية وتداول السلطة وهو لا يستطيع ان يتداولها داخل حزبه إنها رفاهية ممارسة الديمقراطية الوليدة. ليست الطبيعة التي أغرقت حزاما من الصين ثم كشمير ثم باكستان ثم انقطع الحزام ليستمر في التشيك وبولندا وألمانيا وصار بين جزئي الحزام حرائق ودمار وجفاف في روسيا بل هو الله الملك الحق المبين. ومن آيات الله أنه اثناء الحرائق فوق موسكو لا توجد سحابة واحدة تستطيع التكنولوجيا الروسية استمطارها كما سبق ومنعوا السحاب من المطر أثناء إحدي الاحتفالات. إننا نسأل الله الرحمة بإخواننا المسلمين وإخواننا في الإنسانية ونسأله أن يديم علي مصر نعمة الأمن والأمان والتسامح ونعمة الحمد والشكر علي فضله وكرمه علي مصر وأهلها. ومما أذاعته القنوات الفضائية أن الناس في آسيا يبنون في قيعان الوديان مما يسهل علي السيول جرفها وتدميرها وأما في أوروبا فيبنون أعلي الجبال وعلي سفوحها مما يقلل بعض الخسائر التي لا داعي لها.. الحمد لله في مصر علي نعمة الوقاية من الكوارث وعلينا أن نتحمل بعض حرارة الجو في شهور الصيف القليلة وأن نتحمل مشاكل الزيادة السكانية ونعمل علي حلها. كاتب المقال : مهندس استشاري.. عضو اتحاد الكتاب