ما أجمل أيام وليالي رمضان وهي تمضي بنا حثيثة مسرعة .. لنجد أنفسنا وقد انصرف النصف الأول من هذا الشهر الجميل .. دون أن نشعر بتلك التقلبات المناخية الحارة .. بل شديدة الحرارة .. لدرجة أننا جميعاً أصبحنا نشكو من هذا الارتفاع المتصاعد لدرجة حرارة الجو .. والذي تلازمه تلك الموجات المتتالية من الرطوبة الخانقة مع انتشار الموجات الهوائية الساخنة .. والتي تجعل كل صائم يشعر كأنه يقف أمام أو بمعني أصح داخل فرن مشتعل .. وهذا الجو الساخن الخانق الحار يجعلنا جميعاً نشعر بصعوبة الصيام هذا العام .. خاصة أننا جميعاً وبلا استثناء نتصبب عرقاً ولا تصلح معنا أية مناديل ورقية أو قماشية في تجفيف قطرات العرق المسالة فوق الجبين وتجعلنا نسير داخل ملابس تقطر مياها غزيرة وهذا يجعل الصائم منا يذوب عطشاً ويتمني أن تمضي ساعات بل دقائق اليوم مسرعة ليجد نفسه أمام مائدة الإفطار وتحت يده زجاجات المياه المثلجة أو المليئة بالعصائر وبمجرد آذان المغرب نشهد الماراثون الذي يتسابق فيه الصائمون لتناول تلك العصائر والمياه المثلجة بكميات كبيرة جداً تتجاوز الثلاث والأربع زجاجات .. لدرجة أن الجميع لا يستطيعون تناول وجبة الإفطار مهما كانت شهية أو مليئة بأطيب المأكولات. ولكن علينا أن نحسن التعامل مع هذا الجو الساخن بالصيام الذي يجعلنا نحتمل عدم الاسراف في تناول المياه فجأة وقت الإفطار وأن نعد أنفسنا لهذا الشهر الرمضاني الساخن جداً خاصة أن أمامنا عشرة شهور رمضانية خلال الأعوام العشرة القادمة سوف يأتينا شهر رمضان في عز شهور الصيف اعتباراً من الثلث الأول من أغسطس القادم ثم شهور يوليو ويونيو ومايو وكلها تعتبر شهورا صيفية وسوف نشعر بصعوبة الصيام خلالها وعلينا أن ندعو الله بأن يجعل هذه الشهور الرمضانية القادمة سهلة علينا في الصيام والعبادة وأن يلهمنا قوة الاحتمال .. ورمضان كريم. محمد عرفة [email protected]