منذ يومين فقط مرت علينا ذكري انتصار أكتوبر العظيم الذي توافق زمنياً مع السادس من أكتوبر عام 3791، دون أن نشاهد عملاً درامياً واحداً علي الشاشة الفضية المصرية؟! في الوقت الذي تتنافس فيه العشرات من المسلسلات التي تتكرر فيها نفس الموضوعات بنفس الممثلين ناهيك عن المستوي الفني والدرامي المتدني.. وللأسف تتوالي العقود دون أية مبادرات كأن حرب أكتوبر التي جاءت نتيجة لحرب الاستنزاف الطويلة والعبور العظيم الذي هز العالم كله لم يؤثر في كتائب كتاب السيناريو والمنتجين والمخرجين مضافاً إلي ذلك تليفزيون الدولة.. شيء محزن.. وسيسجل التاريخ هذا التجاهل مهما كانت الأسباب، وعلي الجانب الآخر تخرج بعض الأصوات الخسيسة بالهجوم علي كاتب المقال لاستمراره الدفاع عن هذه القضية وتوابعها.. ونهر الفن بادر بعشرات المقالات عن الأبطال الذين استشهدوا من أجل الوطن وروت دماؤهم رمال سيناء من أجل بقاء الوطن حراً ومن أجل أن يعيش المواطنين في سلام.. هذه الحملات دفعت بعض الأقزام بالتطاول عما نشر.. واتهمتنا بأننا نتحدث عن حرب الاستنزاف وحرب أكتوبر كأننا مفوضين!؟ لو يعلم الجميع بأن صاحب الاتهام كان سعيداً لدرجة التباهي وهو يحكي لبعض الأصدقاء »زوغانه« من موقعه في أحد المعسكرات!؟ أذكر هذا المثل السييء لأن الكثيرين لا يعلمون ولا ينتمون إلي جيل الأبطال الذي تتجاهله وسائل الإعلام في كثير من المناسبات التي يحتفل بها احتفالاً مظهرياً، والملايين من شبابنا تم تغييبهم عن حدث عبقري في تاريخ الأمة.. لو استحسن استثماره لدي الشباب لكانت النتائج مبهرة.. فإذا قسمنا ما يحدث وما ينفق علي كرة القدم والإعلام الفظ نكتشف بأن الحالة »كارثة« لغياب العدالة الإعلامية، في الوقت الذي أنتجت فيه الدولة الصهيونية أكثر من ثلاثة أفلام روائية طويلة.. وطبعاً تؤكد انتصارها؟! فوجدت نفسي منذ أيام قليلة أهنئ بعض الأبطال بالشهر الكريم، وبطبيعة الحال يمتد الحديث عن أجمل الذكريات وأعظمها خلال حرب التحرير وطرد العدو الاسرائيلي، وأذكر بعضهم اللواء عبدالمنعم خليل قائد الجيش الثاني خلال حربي الاستنزاف وحرب أكتوبر، والعميد حامد عبدالرحمن قائد فصيلة بالدفرسوار عندما كان برتبة ملازم أول وكاتب المقال كان جندياً تحت قيادته، واللواء الطيار حسين القفاص وآخرون جميعهم أبطالاً وجب تحيتهم وتهانئ نهر الفن لهم بالشهر الكريم وببطولاتهم التي نقشت في قلب الوطن، وليس كافياً ما تقدمه الدولة في مثل هذه المناسبات فالقضية تعني الكثير في نفوس ووجدان الشعب خاصة الآلاف من أبناء الشهداء وأمهاتهم الذين صاروا كباراً الآن.. فتكريم أسماء الشهداء واجب وطني فالكثير منهم حققوا بطولات فذة كالجندي عبدالعاطي صائد الدبابات الذي يستحق بأن يبدع تمثال له في كبري الميادين، وأول جندي رفع العلم المصري علي خط بارليف.. والضابط العبقري الذي فكر في فتح ثغرات في الساتر الترابي بالضفة الشرقية بالمياه ليفتح طريقاً للدبابات والعربات والمدفعية.. مئات من القادة الذين قادوا فرقاً تبدأ من عشرة جنود حتي سرية كاملة قوامها مائة.. والذين نفذوا عمليات فدائية علي خط المواجهة من السويس جنوباً حتي بورسعيد شمالاً وخلف خطوط العدو.. عمليات فدائية فذة وناجحة خلال سنوات حرب الاستنزاف.. لم يعرفهم أحد!؟ هذه البطولات التي حققها الأبطال وجب رصدها وتوثيقها في كتب لتكون حافزاً لهم وقدوة لهم لبناء جيل يحمل في ثقافته ووجدانه مرجعيات صادقة وأحداثا رائعة في تاريخ الوطن.