الحمد لله الذي لا يحمد علي مكروه سواه، الحمد لله لأن بركات رمضان الكريم فعلت فعلها مع د. حسن يونس وزير الكهرباء والطاقة، وفعلت فعلها مع د. محمد عوض رئيس الشركة القابضة للكهرباء، فلم ينقطع التيار الكهربائي ولو للحظة، بل ولو للحيظة، بل ولو للحيظظة منذ ان هلت علينا البشري بثبوت الرؤية، ما قبل ذلك كان عبارة عن عقاب يومي متنقل، عقاب يتم توزيعه علي خلق الله في المناطق والاحياء التي لا يسكنها كبير له سلطة او سطوة او نفوذ، عقاب بلا عقل او تمييز، اي ان العقاب المتمثل في قطع التيار بحجة تخفيف الاحمال عقاب انتقائي، وكم من المبكيات التي سجلها انقطاع التيار في مربعنا السكني بشارع خلوصي الذي يضم اربع عمارات فقط لا غير علي خط واحد، ففي بلاد العالم المتحضر يتم اخطار البشر بأن المربع الفلاني في المنطقة الفلانية من الحي الفلاني سوف يقطع عنه التيار من الساعة كذا للساعة كذا تخفيفا للأحمال الزائدة، أو لاجراء اصلاح ما لسبب ما، في البلاد المتحضرة من حق الناس ان تعرف، لان المعرفة سوف تجعلها تأخذ احتياطياتها طوال مدة الانقطاع، فلن يستقل احد منهم مصعد البناية قبل انقطاع التيار بدقيقة ليتوقف به في طابق معلقا لا يعرف كيف يخرج منه، ولان شركة الكهرباء تتعامل معنا علي اننا اكثر تحضرا من هؤلاء فلا داع لاخطارنا بمواعيد قطع التيار المضبوطة علي مزاج اصحاب السيادة، ونتيجة لعدم الاخطار وعدم المعرفة تعلقت وابنتي داخل المصعد لمدة 120 دقيقة قضيناها داخل كهف مظلم من الصاج المغلق، عشناها علي ضوء الهاتف المحمول وكنا نأخذ نفسنا بالعافية، ناهيك عن الذعر الذي اصاب ابنتي وربي لها عقدة نفسية من المصعد الذي اقلعت عن استخدامه في الصعود او الهبوط لانها لاتدري، كما لايدري احد، متي ستمتد يد السيد المحترم المبجل المسئول علي سكين قطع التيار! لا احد لديه اي اعتراض علي تخفيف الاحمال عندما تستدعي الضرورة ذلك ولكن اخطروا الناس بالمربعات التي سيحدث فيها ذلك .. فهذا حق مقدس جعلني احمل النقمة علي من يستكثرون علينا هذا الحق، ولهذا فقد شفي الرئيس مبارك غليلي وغليل كل مواطن عندما قال لوزير الكهرباء " عاوز أعرف ليه التيار الكهربائي بيتقطع، خصوصا إننا عندنا إنتاج كبير من الكهرباء؟ "، سؤال كان نفسي اسأله للوزير والغفير في وزارة الكهرباء، والساعي والمدير في الشركة القابضة للكهرباء، وان كنت لا ادري هي " قابضة " علي ايه . ورغم ان الوزير اجاب الرئيس بكلام لم يقنعني، مما جعل الرئيس يقول له " احنا عندنا انتاج كافي . فهل المحولات لا تتحمل ؟ "، الحجة اللي ماسك فيها الوزير ان مصر بتتعرض لموجة حارة غير مسبوقة وان كل الناس اصبح عندها مكيفات، والحكاية مش مستحملة في وقت الذروة لزيادة الاحمال، طب يا معالي الوزير ما الايام الثلاثة الفائتة من رمضان نار النار، والناس هي الناس اللي عندها نفس المكيفات، اللي زاد ان فيه صيام يتطلب التغلب علي الحر والعطش بالبحث عن الطراوة والنداوة .. يعني مزيدا من الاحمال .. ومع ذلك لم ينقطع التيار ..