[email protected] مادامت الحكومة قد استباحت ساعتنا البيولوجية و»عمالة« تلعب فيها علي مزاجها، مرة تقدمها ومرة تؤخرها دون مراعاة لما يمكن أن يصيب أجهزتنا من الخلل، فلماذا لا نعاملها بنفس أسلوبها ونلعب في ساعتها حتي نشعرها ببعض المعاناة التي نعيشها نتيجة اللعب الهوجائي في ساعتنا البيولوجية! ساعة الحكومة التي أرغب أن تشاركوني اللعب فيها، هي الساعة التي تحسب الشهور أو الأيام أو الساعات المتبقية لها في إدارة شئوننا وأحوالنا وأموالنا، والتي أتصور أنها لم تعد كثيرة، وأن ما بقي في ساعتها من دقات أقل كثيرا مما مضي.. »تلاقيكم دلوقتي بتكركروا من الضحك« وتقولوا أن مثل هذا الكلام هو مجرد أوهام وتمنيات، وأن الحكومة ستظل جاثمة علي صدورنا مهما حاولنا اللعب في عقارب ساعتها، ولكنني سأحاول أن اثبت لكم أن »لعبي« أقصد كلامي يمكن أن يتحول إلي حقيقة والله المستعان علي الحكومة وعلي ساعتها! أصحاب نظرية استمرار الحكومة - بالعند فينا احنا وأهالينا- يستندون إلي سيمفونية الأرقام التي تعود المسئولون أن يعزفوها علي أسماعنا كلما وجهنا لهم أي نقد.. هذه السيمفونية تؤكد - علي الورق طبعا- أن الحكومة زي الفل وأنها تحقق انجازات غير مسبوقة، أكثر من ذلك أنهم عند افتتاح أي مشروع جديد يؤكدون أنه تم إنجازه قبل موعده بسنة أو أكثر، وهو الأمر الذي يثير غيظي لأن المشروع الذي ينجز قبل موعد الخطة الزمنية الموضوعة له، إما أن يكون ناقصا أو تمت »كروتته« وإنهاؤه علي أية صورة بغض النظر عن مسألة الجودة، وإما أن تكون الخطة الزمنية للتنفيذ قد أسيئ حسابها وتقديرها والمبالغة فيها، وفي هذه الحالة يكون المشروع قد أنجز في موعده المنطقي وليس قبل الهنا بسنة مثلما يدعون. الرد علي أصحاب هذه النظرية- أقصد سيمفونية الأرقام- سهل جدا لأن الأرقام الموجودة علي الورق ينفيها الواقع الذي تعيشه جيوب المواطنين الخاوية علي الدوام، والتي أصبحت عاجزة عن الوفاء باحتياجات ومتطلبات الأسرة في الأحوال العادية بعيدا عن المواسم والأعياد وتكلفة المدارس والدروس الخصوصية! أما عن نظرية العبدلله التي تغلب فكرة اقتراب ساعة رحيل الحكومة فهي تستند إلي أن المرحلة القادمة التي تتزامن مع استعداد الأحزاب لخوض انتخابات مجلس الشعب إنما تتطلب وجود حكومة بوجوه جديدة تحظي بقبول جموع الشعب علي أقل تقدير حتي تمر الانتخابات بسلام، وذلك بعد أن مل الناس كثيرا من الوجوه الموجودة علي الساحة والتي تتكلم أكثر مما تحقق وتنجز، وتراها في أحاديثها التليفزيونية تبتسم وتضحك في الوقت الذي يبكي فيه الناس من نار الأسعار التي تزداد اشتعالا! قد يكون هذا الكلام- أقصد محاولة اللعب في ساعة الحكومة- بدأ كدعابة وعلي سبيل المعاملة بالمثل عملا بالمثل القائل أن العين بالعين والبادئ باللعب في ساعتنا البيولوجية أظلم، ورغم هذا فإني ادعوكم للتعامل مع هذا اللعب ومناقشته بشكل موضوعي فقد تجدونه منطقيا، وتؤيدون نظريتي بأن ساعة رحيل الحكومة أصبحت بالفعل وشيكة، وأن الظروف والأحوال الصعبة والمشاكل التي لا تنتهي هي التي تفرض فرضا ضرورة التعجيل بساعة الرحيل.. أي أن الهزار من الممكن أن ينقلب في لحظة إلي جد الجد.. ما رأيكم.. تفتكروا ممكن ولا لسه بدري؟!