بقلم:رضا محمود [email protected] أصبح مترسخا في أذهان أغلب المواطنين البسطاء أن رجال أعمال هذا الزمن انتهازيون وأنانيون وفاسدون ومنعزلون عن مجتمعهم، وأنه لا هم لهم إلا جمع المليارات والثروات بشتي الطرق حرامها قبل حلالها، دون أن يكون لديهم أي اهتمام بأحوال الناس، ودون أن يكون لهم مساهمات في العمل الاجتماعي أو الخدمي الذي يصب في مصلحة الغلابة والناس التعبانين. نحن لا نطالب رجال أعمال هذا الزمن أن يكونوا كرماء مع المجتمع مثل بل جيتس الملياردير الأمريكي صاحب شركة مايكروسوفت الذي تنازل عن أغلب ثروته لصالح مؤسسات العمل الخيري التي تقوم علي خدمة الفقراء والمحتاجين الأمريكان، ولكن علي أقل تقدير أن نشعر أن لهم أو لبعضهم لمسة وفاء واعتراف بجميل هذا البلد الذي أتاح لهم فرصة الثراء الفاحش اللهم لا حسد خلال فترة وجيزة. الفقراء والغلابة البسطاء الذين قل في هذا الزمن أن يجدوا ما يسعدهم ويمتعهم شعروا وكأن مشاهدة مباريات كرة القدم المحترمة والاستمتاع بها أصبح هو الآخر حقا للأغنياء الذين يملكون دفع ثمن الإشارة مثلما يملكون ثمن أكلة جمبري أو استاكوزا سيعيش الفقراء ويموتون دون أن يروا شكلها أو يعرفوا لذة طعمها! في رأيي فإن كأس العالم وبالتحديد موضوع إشارة بث المباريات علي الهواء كان فرصة لتحسين الصورة الذهنية السيئة لدي المواطنين عن رجال الأعمال، وذلك بأن يعرضوا علي الدولة التعاون المشترك لشراء إشارة البث الأرضي لمباريات كأس العالم كاملة بدلا من أن يحرم الغلابة من الاستمتاع بمشاهدة كل المباريات ويفرض عليهم مشاهدة البعض دون البعض! ولو أنهم فعلوها وساعدوا الدولة علي استكمال المبلغ المطلوب لشراء إشارة بث المباريات، لترك ذلك أثراً كبيراً عند المواطن البسيط، ولشعر وقتها أن رجال أعمال هذا الزمن لا يقلوا في وطنيتهم وحبهم لبلدهم ولمواطنيهم عن بيل جيتس وغيره من الأثرياء الذين لهم تأثير واضح في خدمة بلادهم. فرصة كأس العالم كانت موجودة وضاعت، ولكن كما يقول المثل العامي »الجايات أكتر من الرايحات« والناس البسطاء والفقراء والمحتاجون في المجتمع كثيرون، والقضايا والمشاكل التي تحتاج إلي مشاركة رجال الأعمال لحلها أو مساعدة الدولة علي تجاوزها كثيرة.. وهانروح بعيد ليه.. موضوع حريق سوق الجمعة مازال ساخنا ولم يبرد، وموضوع الكوبري الذي تضرر من الحريق أيضا يحتاج إلي مبادرة رجال الأعمال الذين يملكون توفير مساكن محترمة وسوق جديد للمتضررين علي نفقتهم الخاصة، وبعضهم يمكنه تحمل نفقات ترميم أو حتي إزالة كوبري التونسي كاملا وتشييده من جديد إذا كان الأمر يحتاج إلي ذلك.. هذه أيضا فرصة متاحة وأنا متأكد أنها ستضيع كما ضاعت فرصة إشارة البث.. أرجو أن تخيبوا ظني وظن البسطاء والغلابة وتساهموا بأنفسكم في تحسين صورتكم المهزوزة! شكرا لصرف صحي الإسكندرية.. ولكن! اتصلت برقم الطوارئ بمحافظة الاسكندرية أشكو الطفح المستمر للصرف بمشروع الزهور بالمندرة القبلية.. بعد طول انتظار ومداولات ومراوغات حضر عمال الصرف الصحي بالمنتزه في الساعة الواحدة بعد منتصف الليل وعملوا اللي يقدروا عليه علي وعد أن يأتوا صباحا لاستكمال التنظيف وإيجاد حل جذري لمشكلة الصرف المسدود.. وللأسف فإن صباح الصرف الصحي بحي المنتزة لم يأت حتي الآن والريحة المنيلة والناموس المتوحش مازالا يفترسان البشر.. صح النوم يا رجال الصرف الصحي بالمنتزة!