بعض زملائي الصحفيين علق علي جولات الدكتور أحمد زكي بدر وزير التربية والتعليم في المدارس وقراراته التي يتخذها لمعاقبة المقصرين قائلا: »يبقي يقابلني لو حقق حاجة.. كان غيره أشطر فقد سبقه إليها الدكتور حسين كامل بهاءالدين وفي النهاية زهق بعد أن أيقن أن السوس قد نخر تماما في جذور العملية التعليمية، وحتي لو ترك الوزير مكتبه في الوزارة وأقام في المدارس ليل نهار فلن يحقق أي نتيجة«! ولأنني أعرف الدكتور أحمد زكي بدر عن قرب فأنا واثق تمام الثقة أنه لن يمل ولن يهدأ له بال حتي يعيد الانضباط ولو بنسبة مقبولة إلي العملية التعليمية، فهو من النوع الذي لا يقبل أن يري حتي ولو ورقة صغيرة في غير مكانها الصحيح.. ولأنني أعرفه أيضا فأنا أشفق عليه من المسئولية الضخمة الملقاة علي عاتقه والآمال المعقودة عليه من أجل إعادة الصورة التي كان عليها التعليم أيام زمان، رغم علمنا بأن ما كان »زمان« قد تاه في زحمة التغيرات التي طرأت علي المجتمع بعد أن طغت قيم »الأبيج« و»اللحلوح« علي الأخلاق والقيم السامية. بهذه المناسبة أقترح علي الدكتور أحمد أن يخصص جائزة سنوية قيمة توزع في نهاية العام الدراسي علي العاملين في أفضل ثلاث مدارس في مختلف مراحل التعليم العام والفني التي يبذل المسئولون فيها- بدءا من حضرة الناظر وحتي الفراش المسئول عن الحمامات- الجهد المطلوب لإعادة الانضباط الإداري والتعليمي والتربوي.. ساعتها سوف تتحرك الأمور خطوة خطوة نحو الأفضل، وساعتها أيضا سوف يتوفر للوزير وقت أكبر يستثمره في التخطيط للارتقاء بالمناهج لتصل إلي المستوي الذي يتناسب مع التطورات المتسارعة التي فرضتها تكنولوجيا السماوات المفتوحة، والتي جعلت ذخيرة المعلومات لدي طفل المرحلة الابتدائية تفوق عشرات المرات ذخيرة طالب الجامعة في الثمانينيات والتسعينيات من القرن الماضي.. وأتصور أن قيمة الجوائز مهما بلغت يمكن تدبيرها من حصيلة الملايين التي أثق أن الوزير قد استطاع توفيرها بعد أن وضع يده علي مواطن الفساد، وقيامه باستبعاد أصحاب مدرسة »السبوبة« التي كانت تحكم وتسيطر علي قطاعات كثيرة من الوزارة!!. بعيدا عن ميزانية الوزارة اقترح علي الدكتور أحمد أن يعمل علي إشراك رجال المال والأعمال في تنفيذ أفكاره لتطوير التعليم، خاصة أن كثيرا منهم قد بدأ يدرك ويستوعب أن عليه دورا مهما وفاعلا في مسيرة العمل الاجتماعي.. وأنا علي ثقة من تجاوب رجال الأعمال مع أفكار وخطط الوزير بدر، خاصة وأنهم أنفسهم قد أصبحوا يشعرون أن مشروعاتهم باتت مهددة لعدم وجود الخريج الكفء الذي يساعد علي إنجاح الاستثمارات التي صرفوا عليها مئات الملايين من الجنيهات، كنتيجة طبيعية للانهيار الحادث في مدارسنا، وهو الأمر الذي أدي بالتبعية إلي انهيار التعليم العالي، وما تبعه من وجود خريجين بالملايين، يحملون فقط شهادات تخرج لكنهم للأسف يتخلفون في علمهم حتي عن خريجي مدرسة الحياة الذين لم يتعاملوا يوماً مع الورقة والقلم! [email protected]