ما من دولة من دول الخليج إلا وأصبحت تنتهج المنهج العلمي في تسيير أمور حياتها وإدارة مشروعاتها، ونتيجة لذلك فقد أصبح عندهم مدارس وجامعات وخريجون علي أعلي مستوي. ما وصلت إليه دول الخليج دون استثناء أصبح مبهراً لكل من يزور هذه البلاد، حتي ان أساتذتنا الأكاديميين وأطباءنا الذين تتاح لهم فرصة زيارة أي من هذه الدول أو العمل فيها يعودون منبهرين بما رأوه واطلعوا عليه من نظام حديث في الجامعات والمستشفيات وجميع المؤسسات، بل وفي شتي مناحي الحياة وبمستوي لا يقل عن نظيره في الدول المتقدمة. أكتب هذه المقدمة بعد فوز الشقيقة قطر بشرف تنظيم كأس العالم 2202 وهو أمر لم يأت صدفة لكنه جاء كثمرة للمنهج العلمي الذي تعاملت به مع ملف كأس العالم واستعانتها بأصحاب الخبرة الذين أحسنوا تقديم قطر تلك الدولة الصغيرة للعالم في صورة الدولة القادرة التي لا تقل في إمكاناتها عن كبريات الدول التي نظمت أو سعت لنيل شرف تنظيم المونديال. أكثر ما أسعدني في فوز قطر بتنظيم هذا الحدث العالمي الذي تنتظره الدنيا كلها كل أربع سنوات، أنه جاء ليقضي علي الصورة الذهنية التي كان الغرب يتعمد أن يضعنا فيها كعرب ومسلمين من أننا فقط مجرد بدو رحل، متخلفين، نعيش في خيام بالصحراء، ولا عمل لنا إلا رعي الغنم ولا وسيلة نستخدمها في التنقل والحركة إلا الجمل. أعلم ان المسئولين في قطر قد شمروا عن ساعد الجد لتكون بلدهم بعد 21 عاما من الآن علي مستوي الحدث، وأنهم في سبيل ذلك سوف يصرفون المليارات وسوف يستعينون بكبريات الشركات العالمية لتنفيذ المشروعات التي يفرضها استضافة كأس العالم.. وكم أتمني ان تحظي الشركات العربية المتميزة بنصيب الأسد في تنفيذ المشروعات سواء الإنشائية أو الخدمية حتي يساهم ذلك في المزيد من تحسين صورة العرب في عيون الغرب، خاصة أن عندنا في مختلف الأقطار العربية شركات متميزة في مجالات عدة تستطيع القيام بمهامها علي أكمل وجه، بدلا من أن يقال إن قطر الممثلة للدول العربية ولكل دول المنطقة قد نظمت المونديال شكلاً فقط، ولكن الذي عمل من وراء ستار هو العقل الغربي الذي أدار كل شيء، كما لو كانت البطولة مقامة في أوروبا أو في أمريكا. .. مرة ثانية أقول ألف مبروك للشقيقة قطر التي ذبحت الجمل وأشعلت النار في خيام الصحراء، وأكدت للغرب ان العقل العربي عندما يعمل يستطيع أن يتفوق ويبدع. [email protected]