لجنة بالشيوخ تفتح اليوم ملف مشكلات الإسكان الاجتماعي والمتوسط    بعد تهديد بريطاني، أنجولا وناميبيا توافقان على عودة المهاجرين    قرار جديد من النيابة ضد شخص استولى على أموال المواطنين ببطاقات الدفع الإلكتروني    عمر فاروق الفيشاوي عن أنفعال شقيقه أثناء العزاء: تطفل بسبب التريندات والكل عاوز اللقطة    أسبوع حافل بالإنجازات| السياحة والآثار تواصل تعزيز الحضور المصري عالميًا    انتخابات النواب| محافظ أسيوط: انتهاء اليوم الأول من جولة الإعادة بالدائرة الثالثة    فيديو جراف| تسعة أفلام صنعت «فيلسوف السينما».. وداعًا «داود عبد السيد»    محمد معيط: الدعم في الموازنة 16 %.. ووصول خدمة الدين 49% يقلقني ويقلق المواطن أكثر من العجز    «الداخلية» تكشف مفاجأة مدوية بشأن الادعاء باختطاف «أفريقي»    عضو بالأرصاد: توقعات بأمطار متوسطة على السواحل الشمالية الشرقية اليوم    أمم إفريقيا - لوكمان: تونس لا تستحق ركلة الجزاء.. ومساهماتي بفضل الفريق    يوفنتوس يقترب خطوة من قمة الدوري الإيطالي بثنائية ضد بيزا    ما بين طموح الفرعون ورغبة العميد، موقف محمد صلاح من مباراة منتخب مصر أمام أنجولا    واتكينز بعدما سجل ثنائية في تشيلسي: لم ألعب بأفضل شكل    هل فرط جمال عبد الناصر في السودان؟.. عبد الحليم قنديل يُجيب    لافروف: أوروبا تستعد بشكل علني للحرب مع روسيا    نوفوستي تفيد بتأخير أكثر من 270 رحلة جوية في مطاري فنوكوفو وشيريميتيفو بموسكو    ناقد رياضي: الروح القتالية سر فوز مصر على جنوب أفريقيا    أحمد سامى: كان هيجيلى القلب لو استمريت فى تدريب الاتحاد    لافروف: نظام زيلينسكي لا يبدي أي استعداد لمفاوضات بناءة    الدفاع العراقية: 6 طائرات جديدة فرنسية الصنع ستصل قريبا لتعزيز القوة الجوية    تفاصيل إصابة محمد على بن رمضان فى مباراة تونس ونيجيريا    حادثان متتاليان بالجيزة والصحراوي.. مصرع شخص وإصابة 7 آخرين وتعطّل مؤقت للحركة المرورية    2025 عام السقوط الكبير.. كيف تفككت "إمبراطورية الظل" للإخوان المسلمين؟    داليا عبد الرحيم تهنيء الزميل روبير الفارس لحصوله علي جائزة التفوق الصحفي فرع الصحافة الثقافية    نيلي كريم تكشف لأول مرة عن دورها في «جنازة ولا جوازة»    مها الصغير تتصدر التريند بعد حكم حبسها شهرًا وتغريمها 10 آلاف جنيهًا    آسر ياسين ودينا الشربيني على موعد مع مفاجآت رمضان في "اتنين غيرنا"    «زاهي حواس» يحسم الجدل حول وجود «وادي الملوك الثاني»    بعد القلب، اكتشاف مذهل لتأثير القهوة والشاي على الجهاز التنفسي    إيداع أسباب طعن هدير عبدالرازق في قضية التعدي على القيم الأسرية    محمد معيط: المواطن سيشعر بفروق حقيقية في دخله عندما يصل التضخم ل 5% وتزيد الأجور 13%    خبير اقتصادي يكشف توقعاته لأسعار الدولار والذهب والفائدة في 2026    عمرو أديب يتحدث عن حياته الشخصية بعد انفصاله عن لميس ويسأل خبيرة تاروت: أنا معمولي سحر ولا لأ (فيديو)    حمو بيكا خارج محبسه.. أول صور بعد الإفراج عنه ونهاية أزمة السلاح الأبيض    كيف يؤثر التمر على الهضم والسكر ؟    وزير الصحة يكرم مسئولة الملف الصحي ب"فيتو" خلال احتفالية يوم الوفاء بأبطال الصحة    محافظ قنا يوقف تنفيذ قرار إزالة ويُحيل المتورطين للنيابة الإدارية    رابطة تجار السيارات عن إغلاق معارض بمدينة نصر: رئيس الحي خد دور البطولة وشمّع المرخص وغير المرخص    سيف زاهر: هناك عقوبات مالية كبيرة على لاعبى الأهلى عقب توديع كأس مصر    طه إسماعيل: هناك لاعبون انتهت صلاحيتهم فى الأهلى وعفا عليهم الزمن    اليوم.. أولى جلسات محاكمة المتهم في واقعة أطفال اللبيني    نجوم الفن ينعون المخرج داوود عبد السيد بكلمات مؤثرة    الإفتاء توضح حكم التعويض عند الخطأ الطبي    أخبار × 24 ساعة.. التموين: تخفيض زمن أداء الخدمة بالمكاتب بعد التحول الرقمى    سوريا تدين بشدة الاعتراف الإسرائيلي ب«أرض الصومال»    القوات الروسية ترفع العلم الروسي فوق دميتروف في دونيتسك الشعبية    المكسرات.. كنز غذائي لصحة أفضل    أخبار مصر اليوم: انتظام التصويت باليوم الأول لجولة الإعادة دون مخالفات مؤثرة، تطوير 1255 مشروعًا خلال 10 سنوات، الذهب مرشح لتجاوز 5 آلاف دولار للأوقية في 2026    محافظ الجيزة يتابع أعمال غلق لجان انتخابات مجلس النواب في اليوم الأول لجولة الإعادة    حزم بالجمارك والضرائب العقارية قريبًا لتخفيف الأعباء على المستثمرين والمواطنين    آية عبدالرحمن: كلية القرآن الكريم بطنطا محراب علم ونور    كواليس الاجتماعات السرية قبل النكسة.. قنديل: عبد الناصر حدد موعد الضربة وعامر رد بهو كان نبي؟    معهد بحوث البترول وجامعة بورسعيد يوقعان اتفاقية تعاون استراتيجية لدعم التنمية والابتكار    هل يجوز المسح على الخُفِّ خشية برد الشتاء؟ وما كيفية ذلك ومدته؟.. الإفتاء تجيب    المستشار حامد شعبان سليم يكتب عن : المطلوب " انابة " بحكم " المنتهى " !?    المستشفيات الجامعية تقدم خدمات طبية ل 32 مليون مواطن خلال 2025    أخبار × 24 ساعة.. موعد استطلاع هلال شعبان 1447 هجريا وأول أيامه فلكيا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الرحلات المدرسية‏..‏ تجربة أتلفها البيزنس
نشر في الأهرام المسائي يوم 30 - 12 - 2010

الانسان الذي لم ير الشجرة‏,‏ يسمع كلمة شجرة ولا تثير في نفسه اي اثر‏,‏ واذا رآها‏,‏ ثم سمع الكلمة‏,‏ فإنها تحيله مباشرة الي مدلول يتكون من صورة ذهنية لكيان اخضر ذي ساق واغصان واوراق وعشش لطيور تغرد وازهار‏
والتلميذ الذي لم ير معالم بلاده‏.‏ يصعب ان ينتمي الي اجداد عظام شيدوا هذه المعالم‏,‏ وتركوها تتحدي الزمن لتصل الي احفاد غير بررة‏,‏ استبدلوا بالرحلات المدرسية الي المتاحف والاماكن الاثرية والتاريخية رحلات الي محال الوجبات السريعة والاماكن الترفيهية التي تتشابه في اي مكان من العالم‏..‏كانت الرحلات المدرسية الاثرية جزءا من المناهج التربوية‏,‏ ثم اصبحت ذات طابع ترفيهي‏,‏ وتدار من خلال بيزنس لاصحاب المدارس الذين لايبالون بدور هذه الرحلات‏,‏ حتي اصبحت الاماكن التاريخية للاجانب فقط‏,‏ ويدخل التلميذ المدرسة ويتخرج دون ان يزور معالم بلده ولا يري سوي صورها في الكتب المدرسية‏.‏يؤكد اولياء الامور ان الرحلات المدرسية تمثل عبئا اضافيا علي الميزانية
نتيجة ارتفاع رسومها وان اغلبها للترفيه فقط وطالبوا باشراف وزارة التربية والتعليم عليها فيري حسن عبد الحي اب لثلاثة اطفال في مراحل عمرية مختلفة بمدرسة خاصة ان مشكلة الرحلات المدرسية قام بطرحها اكثر من مرة بمجلس الاباء بالمدرسة‏,‏ ولكن هناك اصرار من جانب مديري المدارس علي الرحلات الترفيهية لما تدره من ربح عليهم‏,‏ويري ان الحل في ان تقوم وزراة التربية والتعليم بالزام الادارات التعليمية بألا تقتصر الرحلات المدرسية علي الترفيه وان تراقب وزارة التربية والتعليم المدارس الحكومية والخاصة حتي لا تتجاوز المدارس في فرض رسوم زائدة علي اولياء الامور لانها تمثل عبئا علي ميزانية الاسرة
ميزانية إضافية
ويتفق معه شكري حسن ولي امر لأربعة اطفال في ان الرحلات الترفيهية اصبحت تمثل ميزانية اضافية علي رب الاسرة طوال العام وذلك رغم ما تحصله المدارس الخاصة من مصاريف زائدة كل عام‏.‏ ويخاطب وزارة التربية والتعليم ان تضع حدا اقصي لسعر الرحلة المدرسية حتي لا يستنزفوا ولي الامر اكثر من ذلك‏.‏
ويقول شوقي فاخر ولي امر ان المدارس الخاصة تهدف فقط الي الحصول علي قيمة الرحلة اما مكان الرحلة فهو في الغالب لا يناسب الفئة العمرية للطلبة ولا يهدف برنامج الرحلة الي الارتقاء بتفكير الطالب فلابد من تحديد برنامج الرحلة ليكون شاملا للانشطة الثقافية والاجتماعية والرياضية والفنية للحصول علي المتعة والفائدة للطالب‏,‏ كما يجب ان يكون البرنامج في خدمة المادة الدراسية واصدار النشرات عن الاماكن التي يمكن زيارتها‏.‏
وتري سلوي حامد ولية امر لطفلين ان الرحلات تستهدف الان الترفيه فقط ويتناسي المشرفون عليها انها جزء اساسي من العملية التعليمية كما كان في السابق‏,‏ ويطغي الترفيه علي الهدف الاساسي والمتمثل في تعريف التلاميذ بحضارة بلدهم وتاريخهم‏,‏ الامر الذي يزيد ارتباطهم بالوطن ويوفر لهم خبرات تعليمية يصعب الحصول عليها في الحصص النظرية‏.‏
وتؤكد علية محمد مدرسة بالصف الابتدائي ان رحلات المدرسة تخضع الي الانشطة الاجتماعية ويصعب ان يطالب كل مدرس بتنظيمها بما يتوافق مع منهجه لذلك يجب ان تكون اجبارية من جانب ادارة المدرسة نفسها بوضعها طبقا للخطة الزمنية والمالية وان يقوم المشرفون بتوعية الطلاب اثناء الرحلة بتقديم تفاصيل مبسطة يسهل تدوينها‏.‏
وتضيف انه يجب ان تقدم مجالس الاباء اهم الاماكن التي يمكن زيارتها في كل سنة وان تتناسب مع المرحلة العمرية للطلاب وان تتضمن الخطة زيارة كل الاماكن التاريخية والعلمية في نهاية جميع المراحل التعليمية‏.‏
ويؤكد سليمان محمود مدرس تاريخ ان الرحلات المدرسية والجامعية تهدف في النهاية الي زيادة ارتباط الفرد بوطنه من خلال التعرف علي مناطق مختلفة وما تتضمنه من اثار ومواقع سياحية ومنشآت اقتصادية ويجب ان تهدف الي التركيز علي المعارف الجغرافية للتلاميذ في مرحلة مبكرة لتكون مرجعا للطلاب‏.‏ ولكن اغلب المدارس لا تنظم رحلات علمية او تعليمية وتقتصر علي الحدائق واماكن التسلية‏.‏
الخاصة والحكومية‏..‏ لا فرق
وقد اختلفت اراء الطلاب في الرحلات المدرسية حسب مراحلهم العمرية
فيقول عمر محمد طالب بالصف الثالث الثانوي انه قضي مرحلة الاعدادية والابتدائية بمدرسة خاصة وانه لم يزر اي مكان تاريخي او متحف عن طريق مدرسته وكانت اغلب الرحلات للمدن الترفيهية المعروفة وتكرر كل شهر تقريبا وعندما ذهب الي مدرسته الحكومية وجد الحال كما هو عليه‏.‏
ويقول احمد فوزي طالب بالصف الثاني الثانوي انه يسمع عن متحف الشمع والمتحف المصري ولكنه لم يزر ايا منهما‏,‏ ويتمني ان توفر المدارس فرصة الذهاب الي هذه الاماكن بدلا من مشاهدة صورها في الكتب الدراسية‏,‏ خاصة ان المواد النظرية مثل التاريخ والجغرافيا مواد جافة تحتاج الي وسائل مساعدة لتشجع الطلاب علي دراستها‏.‏
ويقول محمد علي طالب بكلية الآداب انه طوال دراسته بالمدرسة لم تعلن عن اي رحلات تعليمية‏,‏ وحتي بالجامعة ايضا لم توفر لهم فرصة الاطلاع علي هذه الاماكن التاريخية الا كليات الارشاد السياحي مثلا‏,‏ كما ان وقت الدراسة فرصة جيدة لزيارة هذه الاماكن والتعرف عليها‏,‏ خاصة انه بعد التخرج تكون فرصة الزيارة شبه منعدمة نتيجة انشغال الخريجين في البحث عن فرص عمل‏.‏
ضمن التقويم الشامل
خبراء التربية والتعليم يؤكدون ان الرحلات المدرسية نشاط اجتماعي وتعليمي في ذات الوقت‏,‏ ويجب ان تكون في احدي المواد التعليمية ومنهجا اساسيا يحرص جميع القائمين علي تنفيذه من مشرفين ومدرسين‏,‏ فتقول الدكتورة علية سيف استاذة التربية بمركز البحوث التربوية إن الرحلات نشاط اجتماعي مهم للطلاب‏,‏ ومدرج في نظام التقويم الشامل الذي يوزع علي الطلاب والمدرسين‏,‏ ويجب ان تتنوع الزيارات بين رحلات العلمية والترفيهية لما توفره من معلومات‏,‏ وذلك بزيارة احد المصانع للتعرف علي مراحل الانتاج مثلا‏,‏ ثم يطلب من الطلاب كتابة تقرير عن الرحلة‏,‏ بالاضافة الي زيارة الاماكن التاريخية التي توفر للطلاب التعرف علي جانب من تراث وتاريخ بلادهم حيث لا يعلم الطلاب شيئا عن هذه الاماكن‏.‏
وتضيف ان زيارة هذه الاماكن تنمي بداخلهم احساس الانتماء كما تكسبهم مهارات كثيرة‏,‏ وقد تكون وسيلة افضل من حفظ المعلومات‏,‏ واصبح من الملاحظ ان الرحلات التي تنظم حاليا ترفيهية فقط‏,‏ لذلك يجب ان تسلط الاضواء علي اهمية الرحلات المدرسية في تنمية وتوعية فكر الطلاب من خلال وسائل الاعلام لتحث المدارس علي زيارة هذه الاماكن بالاعلان عنها مثل الاماكن الترفيهية‏,‏ ويشرف علي كل رحلة مدرسون ومشرفون اجتماعيون متخصصون يزودون الطلاب بالمعلومات التي يحتاجونها‏,‏ ويقوم المشرف الاجتماعي باعداد برنامج لا يشعر الطلاب بالملل بان تكون الرحلات مقسمة الي جزءين ترفيهي والاخر تعليمي بزيارة متحف الشمع مثلا والحديقة اليابانية معا مشددة علي دور اولياء الامور في المشاركة في مجلس الاباء باقتراح الرحلات الهادفة‏.‏
تدخل الوزارة
ويقول الدكتور محمود محيي استاذ التربية بمركز البحوث التربوية ان نوعية الرحلات المدرسية وتنظيمها لا يتعلق بوزارة التربية والتعليم‏,‏ ولكنه يرجع الي ادارة المدرسة‏,‏ وهناك رحلات يقترحها المدرسون في اطار الدروس التي تدرس ويجب ان تهتم المدارس بتحديد معالم كل محافظة واماكنها التاريخية وما بها من معارض ومكتبات ثقافية وتدرجها بجدول الحصص في نوع من التدريب العملي ولكن المدارس الخاصة استغلت الرحلات وحولتها الي تجارة وسمسرة لتحقيق ربح وهذا يدعو وزارة التربية والتعليم للتدخل و الاشراف عليها بالزام المدارس بتنفيذها لان هذه الرحلات تساعد علي توسيع مدارك الطلاب والمدرسين ايضا وان يصاحبهم اخصائي اجتماعي ومدرس متخصص لشرح المواد العلمية‏.‏
ويضيف ان بعض المدارس الاجنبية تهتم بالزيارات الميدانية وهذا يفسر مالدي طلابها من وعي وثقافة‏,‏ بعيدا عن تحول المواد العلمية الي مجرد مواد يحفظها الطالب ليجتاز الامتحان‏.‏
ويقول الدكتور احمد العروسي استاذ التربية بمركز البحوث التربوية ان السبب في قصور الرحلات هو سوء التنسيق في ادارة المناهج وعدم تحديدها وفقا للموضوعات التي تدرس في كل مرحلة تعليمية وتحولت المواد الي مجرد مادة للامتحان لذلك يجب ادراجها في دليل المعلم الخاص‏,‏ لتكون جزءا مكملا للمادة الدراسية بالاضافة الي توفير شرائط علمية وفيديوهات عملية مع زيارة الاماكن السياحية والمستشفيات والحقول الزراعية والاماكن التاريخية‏,‏ وهذا لا يعني ان الرحلات الترفيهية ليست مهمة للترويح عن الطلبة لكن يلاحظ ارتفاع تكلفتها‏,‏ ويتحملها ولي الامر بالكامل رغم ما تحصل عليه المدارس من مصاريف مرتفعة كل عام‏..‏
رحلات عشوائية
ويقول الدكتور يسري عفيفي الخبير التربوي بمركز البحوث التربوية ان الرحلات المدرسية لا تنظم بشكل مدروس‏,‏ وتتم بشكل عشوائي دون اي خطة واضحة من ادارة المدارس وتمثل مصدرا يدر علي اصحاب المدارس ربحا سريعا‏,‏ خاصة مع اقبال الاطفال عليها‏.‏
ويطالب بان ترتبط الرحلات بالمواد الدراسية بحيث تحدد الاهداف من كل مادة وتنسيقها مع المادة العلمية لتتحقق الجوانب المعرفية والوجدانية بزيارة الاماكن التي تتناسب مع المادة النظرية‏,‏ والعمل علي تطوير المناهج لتشمل الجزء العملي بان تجعل الرحلات شرطا اساسيا في المادة الدراسية‏,‏ ويكون هناك بروتكول واضح بين وزارة التربية والتعليم والمتاحف والاماكن التاريخية بان تكون مجانية‏,‏ خاصة ان المدراس الخاصة تقوم بتحصيلها مع مصاريف المدرسة مع بداية كل عام كما ان المدارس اصبحت تمتلك اتوبيسات خاصة بها‏,‏ لذلك يمكن ان تقدم الرحلة مجانية او بسعر رمزي للطلبة وتكون في اطار مسئولية وزارة التربية والتعليم‏.‏
ويقول الدكتور ناصر علي البرقي استاذ التربية بمركز البحوث التربوية ان بعض المدارس جمدت انشطتها الاجتماعية تماما ولا تلتزم ببرنامج للرحلات وهناك مدارس اخري تركز علي الرحلات الترفيهية المرتفعة الثمن ويصل سعرها الي‏100‏ جنيه بعكس الرحلات العلمية المنخفضة السعر مؤكدا اهميتها بان يحرص الطلاب خلالها علي اصطحاب ورقة وقلم لكتابة تعليقات ويكتب عن الرحلة تقريرا وما تعليقه عن الاماكن التي زارها‏.‏
وتؤكد الدكتورة وفاء الصديق مديرة المتحف المصري ان عدد الرحلات التي تأتي الي المتحف من المدارس يعتبر مناسبا كميا حيث تصل الي‏20‏ رحلة يوميا وتتضاعف يومي الخميس والجمعة واغلبها من مدارس المحافظات ويقضون تقريبا نصف اليوم في المتحف‏,‏ ولكن ينقصها بالفعل نوع من التواصل مع الادارات التعليمية بالمدارس ومع وزارة التربية والتعليم حتي يتم الاعداد للزيارة لتقوم ادارة المتحف بالتجهيز للزيارة‏,‏ وهناك قسم يطلق عليه قسم التربية المتحفية يتم بتجهيز ورش عمل يحرص علي ان يقوم الاطفال بعمل مصنوعات بانفسهم من الفخار مثلا حتي تكون الزيارة ناجحة بالنسبة لهم‏,‏ وليتم توصيل المعلومة لتحقيق التواصل وينعكس نجاح الرحلة في ان يحرص الطالب علي زيارة المتحف مرة اخري مصطحبا عائلته‏,‏ ولكن المشكلة ان الرحلات تأتي دون سابق اتفاق وهو ما يربك الرحلات ولكن بمجرد الابلاغ عن رحلة من عند باب المتحف تحرص ادارة المتحف علي تنظيمها‏,‏ لذلك يجب ان يراعي اخذ موافقة الجهة المزارة ويتم التنسيق في تحديد برنامج الزيارة من بدايتها حتي نهايتها‏,‏ وذلك بالتعرف علي جميع اماكن الجهة المزارة واقسامها مما يكون له الاثر الكبير في زيادة معرفة الطلاب‏.‏
الأجانب أكثر تنظيما
وتوضح ان المدارس الاجنبية فقط تحرص علي ابلاغ ادارة المتحف وتكون اكثر تنظيما وانها خاطبت المسئولين اكثر من مرة للتنسيق مع ادراة المتاحف‏,‏ وحتي لا يحدث تخبط بين الرحلات والاجانب وضرورة ان يسجل المشرفون انطباعات الطلاب وموافاة ادارة المتاحف بها للتعرف علي ما يحتاجونه ويرغبونه من الرحلة وكيف تكون بعيدة عن الشكل التقليدي الذي ينفر الطلاب ليشعروا بجو الالفة للتاريخ والحضارة‏.‏
ويؤكد الدكتور الحسين عبد البصير عضو المجلس الاعلي للاثار ان المجلس يسعي حاليا لتنشيط الرحلات المدرسية بالتنسيق مع ادارات المدارس وهذا نوع من تنشيط السياحة الداخلية لانها تسهم في تنمية الحس الاثري والثقافي لدي اطفالنا موضحا ان الاطفال الاجانب بالفعل لديهم وعي اكبر بالثقافة المصرية نتيجة حرصهم علي زيارة الاماكن التاريخية‏.‏
ويؤكد الدكتور محمود فكري استاذ علم النفس اهمية الرحلات المدرسية وما يترتب عليها من تأثير نفسي ايجابي للطلاب حيث تؤدي الرحلات و الزيارات التي تنظمها المدارس الي تنمية النواحي العقلية والعلمية والاجتماعية والوجدانية عن طريق الاستكشاف والاطلاع علي الاماكن المختلفة‏,‏ كما ان المعلومات ترسخ في ذهن الطلاب اكثر عندما يكتشفون الحقيقة بانفسهم بدلا من التلقين والحفظ من الكتاب‏,‏ وتعلمهم الكثير من الجوانب المعرفية الاخري‏,‏ لذلك يجب ان يكون المشرف علي الرحلة مكتبة متحركة مزودة بالمعلومات التي تجيب عن اسئلتهم‏.‏
ويوضح انه يفترض العمل علي تأمين زيارة الاطفال الي جميع المناطق في مختلف المحافظات من خلال وضع خطط منظمة لدي وزارة التربية تسمح باقامة رحلات ناجحة لاكثر من يوم او يومين يمكن خلالها زيارة المعالم علي مستوي المحافظات لما تمثله من وسيلة لتعلم الكثير من السلوكيات من خلال مصاحبة المعلمين مثل التعاون والانتماء وتنمية روح العمل الجماعي وتحمل المسئولية وحب الاستطلاع كما انها توجد جوا ترفيهيا بين الطلاب وتعزز قدرات الطالب التعليمية والثقافية اضافة الي الثقة بالنفس والانفتاح علي العالم‏.‏


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.