من حق مصر أن تفتخر بأن لديها متحفين من متاحف الألفية الجديدة هما متحف الحضارة بالفسطاط ومتحف مصر الكبير بأول طريق القاهرةالإسكندرية الصحراوي.. كل متحف له رسالة تختلف عن الآخر فمتحف الحضارة يحكي قصة الحضارة والبشر علي أرض مصر منذ عصور ما قبل التاريخ حتي اليوم أما متحف مصر الكبير فسيحكي قصة الحضارة الفرعونية فقط. تفقد فاروق حسني وزير الثقافة أمس مشروع إنشاء متحف الحضارة بالفسطاط بجوار بحيرة عين الصيرة.. شهد الجولة فاروق عبدالسلام المشرف العام علي المشروع وم. محمد أبوسعده مدير صندوق التنمية الثقافية. وقال الوزير ان العمل في المتحف يسير بأفضل من المعدلات المطلوبة، وأنه سيتم افتتاحه في احتفالية ثقافية عالمية في يوليو 1102. وقال الوزير ان المتحف منذ ان كان فكرة وحتي اليوم يحظي بالدعم الفني والاستشاري الذي تقدمه منظمة اليونسكو، لكن التمويل يتم بأموال مصرية خالصة. وأكد الوزير في تصريحاته عقب الجولة ان المتحف سيكون بمثابة منشأة ثقافية علي أعلي مستوي وهو ما سيجعل متحف الحضارة أحد أهم متاحف الحضارة علي مستوي العالم. من جانبه أشار فاروق عبدالسلام المشرف العام علي المشروع ان المتحف استلزم جهدا كبيرا لضخامة حجمه وكبر إنشاءاته، إضافة إلي ضخامة معروضاته وتنوعها لأنه يحكي تاريخ مصر منذ عصور ما قبل التاريخ إلي اليوم مرورا بالعصر العتيق، والفرعوني واليوناني والروماني والقبطي والإسلامي. وقال ان إنشاءات المتحف انتهت بالكامل، ويتم الآن الاستقرار علي صورة سيناريو العرض المتحفي، مشيرا إلي انه سيتم تقسيم الزيارة للمتحف إلي ستة موضوعات رئيسية. وأضاف عبدالسلام ان الموضوع الأول هو فجر الحضارة ويعطي للزائر فكرة تفصيلية عن قيام الحضارة المصرية في عصورها المبكرة، والتحول الكبير الذي طرأ علي مظاهر حياة الإنسان المصري منذ أن عرف الاستقرار وتعلم الزراعة. وقال المشرف العام علي المشروع ان النيل يمثل المحور الثاني للموضوعات التي تشكل سيناريو العرض المتحفي، ويتناول قصة نشأة النهر وكيف مثل العمود الفقري للحضارة المصرية. وأضاف المهندس محمد أبوسعدة مدير صندوق التنمية الثقافية ان هناك محورا خاصا بالكتابة والعلوم والثقافة المادية كالعمارة وتطورها منذ عصور ما قبل التاريخ إلي اليوم ويتناول المحور الخامس بالشرح والتحليل نظام الحكم المصري وتعايشه مع المجتمع، حيث أثبتت كل الشواهد أن أقدم حكومة مركزية في العالم تعود لأقدم دولة وهي مصر. وتم تخصيص الموضوع السادس لمناقشة أهم المعتقدات المصرية، وكيف أن المصريين كانوا علي مر التاريخ أكثر شعوب الأرض إيمانا وتسامحا مع العقائد الأخري. وأضاف أبوسعدة ان زيارة لب المتحف ستتيح للزائر التعرف علي ملوك وملكات مصر منذ القدم باستخدام أحدث تقنيات العصر، وبايحاء فرعوني. جدير بالذكر ان السيدة الفاضلة سوزان مبارك كانت قد وضعت حجر الأساس عام 2002، وتبلغ مساحة المشروع الإجمالية 33 فدانا بجوار بحيرة عين الصيرة التي أضيفت إلي بانوراما المتحف لتكون أحد مفرداته.