ليلة رؤية هلال شهر رمضان الكريم كانت تحتفظ بالكثير من المراسم والعادات المرتبطة بها علي مر الزمن، فقد كانت الاحتفالات تبدأ بموكب الرؤية في عهد الدولة الفاطمية، حيث كان القضاة يستطلعون رؤية الهلال من فوق جبل المقطم، وفي عصر المماليك كانت مئذنة مسجد السلطان بن قلاوون اشهر مرصد لرؤية الهلال وكان قاضي القضاة يخرج مع رؤساء الطوائف في احتفال ديني كبير منادين ببدء الصوم. وفي عهد محمد علي وابنائه تناول هذه المناسبة باهتمام كبير حيث كانت تنظم المواكب الصاخبة بمصاحبة مشايخ الحرف والجند في صفوف منظمة تصاحبهم الفرق الموسيقية.. ثم ادخل الخديو اسماعيل تطورا في مظاهر الاحتفال تمثل في المدافع التي كانت تنطلق من القلعة للاعلان عن قدوم رمضان، اما السلطانة ملك ارملة السلطان حسين كامل فكانت تخرج في موكب لتوزيع نقود ذهبية علي الاطفال. وحتي فترة الخمسينيات كانت ليلة الرؤية لها طقوسها الخاصة التي كانت الناس تمارسها وتعيشها في احتفالات اختفت مظاهرها واصبحت تقتصر حاليا علي احتفال بسيط يحضره بعض المسئولين والوزراء. يعلن فيه مفتي الديار المصرية نتيجة الرؤية وينتهي عند هذا الحد، ولكن في كل الاحوال لاتزال تعلق الزينة في الشوارع والمنازل والمساجد وتقاد الانوار والفوانيس للتعبير عن الفرحة بقدوم شهر رمضان المعظم الذي نشعر في ظل وجوده بحالة لا يمكن وصفها من حب للطاعة والعبادة والسعي وراء نفحات الله سبحانه وتعالي. يوسف يوسف محمد جمعة المحامي بالنقض ببورسعيد