«الجزارين عارفين الكلام ده».. نقيب الفلاحين: سعر كيلو اللحمة الحية لا يزيد عن 165 جنيهًا    معلق مباراة برشلونة وليفانتي في الدوري الإسباني    «جمارك القاهرة» تحبط محاولات تهريب عملات أثرية ومخدرات وزمرد وشهادات مزورة    جمهور ويجز يتوافد لحضور حفله في مهرجان العلمين الجديدة (صور)    قفزا في الترعة.. ضبط متهمين بسرقة الدراجات البخارية وتجارة المخدرات بسوهاج    بطولة وفداء.. عامل مزلقان للسكة الحديد ببني سويف ينقذ حياة شاب من الموت المحقق تحت قضبان قطار    ترامب: نفعل ما بوسعنا للإفراج عن الرهائن بغزة    اليوم الأول بدوري القسم الثاني.. تعادل كفر الزيات والسكة الحديد والإنتاج يحسمها بثنائية    السفير حسام زكي: التحركات الإسرائيلية في غزة مرفوضة وتعيدنا إلى ما قبل 2005    بالمجاميع.. مواعيد اختبارات الهيئة والقبول بمدارس التمريض في مطروح (تفاصيل)    تطور جديد في مستقبل دوناروما.. وكيله يظهر في مانشستر سيتي    رابطة الأندية تعلن تعديل مواعيد وملاعب 7 مباريات في الدوري    رضوى الشربيني تعلق على عودة حسام حبيب ل شيرين عبدالوهاب: «يا ألف خسارة»    منها الإقلاع عن التدخين.. 10 نصائح للحفاظ على صحة عينيك مع تقدمك فى العمر (تعرف عليها)    الخارجية الفلسطينية: استباحة الاحتلال والمستوطنين للضفة الغربية انتهاك صارخ وتكريس لمخططات التهويد والضم    ترامب يعلن موعد قرعة كأس العالم 2026 في أمريكا    ترامب: الوضع الراهن في غزة يجب أن ينتهي    عميد تجارة القاهرة الأسبق: الجامعات الحكومية ما زالت الأفضل    كندا تتراجع عن الرسوم الجمركية العقابية على السلع الأمريكية    ثورة جديدة بتطوير المناهج «2»    موعد إجازة المولد النبوي 2025 للقطاعين الحكومي والخاص (رسميًا)    رواية مختلقة.. وزارة الداخلية تكشف حقيقة تعدي شخص على جارته    الإيجار القديم والبكالوريا والأحزاب.. وزير الشؤون النيابية يوضح مواقف الحكومة    مدرب توتنهام: لا مكان لمن لا يريد ارتداء شعارنا    خسارة سيدات الطائرة أمام صاحب الأرض ببطولة العالم بتايلاند    الوادي الجديد تطلق منصة إلكترونية للترويج السياحي والحرف اليدوية    صراع الخير والشر في عرض مدينة الأحلام بالمهرجان الختامي لشرائح ونوادي مسرح الطفل    هل يجوز شرعًا معاقبة تارك صلاة الجمعة بالسجن؟.. أحمد كريمة يجيب    هل إفشاء السر بدون قصد خيانة أمانة وما حكمه؟ أمين الفتوى يجيب    خدعوك فقالوا: «الرزق مال»    إسلام عفيفى يكتب: الصفقات المرفوضة وتحالفات الضرورة    لغة لا تساوى وزنها علفًا    «التنظيم والإدارة» يعلن توقف الامتحانات بمركز تقييم القدرات.. لهذا السبب    شنوان.. القرية التي جعلت من القلقاس جواز سفر إلى العالم| صور    بعد مداهمة وكر التسول.. حملات مكثفة لغلق فتحات الكباري بالجيزة| صور    محمود فوزي: الحكومة جادة في تطبيق قانون الإيجار القديم وحماية الفئات الضعيفة    المجاعة تهدد نصف مليون في غزة.. كيف يضغط المجتمع الدولي على إسرائيل؟    خطيب الجامع الأزهر: أعداء الأمة يحاولون تزييف التاريخ ونشر اليأس    حماس: تصريحات كاتس «اعتراف بجرم يرقى للتطهير العرقي»    نجاح عملية دقيقة لاستئصال ورم بالمخ وقاع الجمجمة بمستشفى العامرية العام بالإسكندرية    عميد طب القصر العيني يتابع جاهزية البنية التحتية استعدادًا لانطلاق العام الدراسي    لمرضى السكري - اعتاد على تناول زبدة الفول السوداني في هذا التوقيت    محافظ مطروح ورئيس جامعة الأزهر يفتتحان كلية البنات الأزهرية بالمحافظة    "درويش" يحقق قفزة كبيرة ويتخطى 20 مليون جنيه في 9 أيام    الكشف الطبى على 276 مريضا من أهالى قرى البنجر فى قافلة مجانية بالإسكندرية    بالأرقام.. الأمن الاقتصادي يضبط آلاف القضايا خلال 24 ساعة    إمام مسجد بكفر الشيخ: لابد أن نقتدى بالرسول بلغة الحوار والتفكير المنضبط.. فيديو    بنسبة تخفيض تصل 30%.. افتتاح سوق اليوم الواحد فى مدينة دهب    مصلحة الضرائب تنفي وجود خلاف بين الحكومة وشركات البترول حول ضريبة القيمة المضافة    وزير الثقافة يستقبل وفد الموهوبين ببرنامج «اكتشاف الأبطال» من قرى «حياة كريمة»    وزارة التخطيط ووكالة جايكا تطلقان تقريرا مشتركا حول 70 عاما من الصداقة والثقة المصرية اليابانية    رابطة الصحفيين أبناء الدقهلية تؤكد انحيازها التام لحرية الإعلام    الاقتصاد المصرى يتعافى    الداخلية تكشف تفاصيل اقتحام منزل والتعدي على أسرة بالغربية    محافظ أسيوط يسلم جهاز عروسة لابنة إحدى المستفيدات من مشروعات تمكين المرأة    سعر طن الحديد الاستثماري وعز والأسمنت بسوق مواد البناء اليوم الجمعة 22 أغسطس 2025    أزمة وتعدى.. صابر الرباعى يوجه رسالة لأنغام عبر تليفزيون اليوم السابع    نجم الأهلي السابق: أفضل تواجد عبد الله السعيد على مقاعد البدلاء ومشاركته في آخر نصف ساعة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



شهادة رئيس: دوري ليلة الحركة!
نشر في الأخبار يوم 08 - 08 - 2010

ما حقيقة دور الرئيس محمد نجيب ليلة 23 يوليو عندما تولي قيادة حركة الجيش؟ وماذا دار في اللقاء الأول والأخير بينه وبين الملك فاروق علي ظهر المحروسة؟
لا يمكن لأحد أن ينكر دور محمد نجيب ليلة 32 يوليو 25 وفي حركة الجيش.. ولا يمكن لأحد أن يتنكر لوجود الرجل علي رأس قيادة ضباط الحركة وشجاعته في هذا الموقف الذي كان من المستحيل لضابط كبير يحمل رتبة اللواء القيام بذلك.. ولا يمكن لأحد أن ينكر أن ظهور اللواء نجيب في الشوارع كقائد لحركة الجيش ضد الملك فاروق قد أعطي الثقة للشعب في هذه المجموعة من الضباط صغار السن الذين تحركوا وأمسكوا بزمام الأمور.. وفي ذات الوقت لا يمكن لأحد أن ينكر ان جمال عبدالناصر هو زعيم الحركة ورأس التنظيم الذي قام بالثورة.. ولولا ظهور اللواء نجيب صباح 32 يوليو في الصورة بين البكباشية والصاغات لكان من الصعب علي ضباط الحركة مواجهة الملك فاروق وقيادات الجيش الموالية له من أصحاب الرتب الكبيرة! لان الرجل عرف عنه مواقفه الوطنية - ضد أعوان الملك مثل اللواء حسين سري عامر - في انتخابات نادي الضباط والتحدي المعلن من جانبه باعتباره يمثل الضباط الأحرار، ولم يتوان نجيب عن القيام بدوره عندما عرض جمال عبدالناصر وعبدالحكيم عامر تولي القيادة، وبينما كان يعلم أنه لو فشلت الحركة فسوف يقدم إلي المحاكمة مع الضباط الآخرين بتهمة الخيانة العظمي!.
ومعني ذلك أنه كان هناك توزيع أدوار بين محمد نجيب والضباط الذين قاموا بالحركة بدليل أن زكريا محيي الدين وضع خطة تحرك الوحدات المشاركة وخروجها من الثكنات إلي المواقع المحددة.. ولو أن القائمقام يوسف صديق لم يتصرف منفردا قبل ساعة الصفر وتحرك بقواته وقام باقتحام القيادة العامة في كوبري القبة واعتقل اللواء حسين فريد رئيس الأركان اثناء اجتماعه مع كبار القادة - لمواجهة تحرك بعض الوحدات- واستدعي البكباشي عبدالناصر لدخول مبني القيادة بعد تأمينه والاستيلاء عليه، لكي يدير الاتصالات وتحركات القوات المشتركة في الانقلاب.. لكان قد تم القبض علي قيادة حركة الجيش من الضباط الاحرار.. فقد كان هناك كشف باسماء قيادة تنظيم الضباط الأحرار قد وصل إلي رئاسة الأركان والقصر ولذلك قرر عبدالناصر تقديم موعد الحركة إلي ليلة 32 يوليو في الواحدة صباحا..!
وأتوقف امام شهادة اللواء محمد نجيب نفسه ويروي فيها: علمت من شقيقي اللواء علي نجيب أن مؤتمرا سوف يعقد في القيادة العامة ويحضره اللواء حسين فريد وقادة الأسلحة والخدمات في الساعة العاشرة مساء 22 يوليو 25 فأبلغت هذا الخبر إلي الصاغ عبدالحكيم عامر الذي كانت اتصالاته بي لا تثير الشبهات لأنه من أركان الحرب السابقين معي، وقررت أن يتم اعتقالهم أثناء وجودهم في المؤتمر وأعطيت تعليمات بذلك إلي عامر.. وكانت خطة العمليات تقضي بأن أبقي في المنزل حتي تتم التحركات العسكرية ثم أذهب إلي رئاسة الأركان لتولي القيادة لأن اعتقالي أو إثارة الشبهات حولي يفسد الخطة.. وبقيت ساهرا مع زوجتي لأضلل المراقبين وكان منزلي في الزيتون بعيدا عن طريق تحركات القوات باعثا علي قلقي ورغبتي في متابعة الموقف.. وعند منتصف الليل اتصلت بنا زوجة شقيقي اللواء علي نجيب تسأل عنه لأنه ليس من عادته التأخر دون إبلاغها، وطمأنتها بأنني سأبحث عنه!.
ولم يكن علي يعرف شيئا عن الحركة ولم أحدثه عنها رغم ثقتي به- باعتباره قائدا لحامية القاهرة- وبعد دقائق طلبني شقيقي علي تليفونيا وكأنما ليستوثق من وجودي أولا: ثم أبلغني أن بعض ضباط البوليس قد أبلغوه بأن قوات من الجيش تتحرك إلي قصر عابدين ولكنني طمأنته وكنت اعرف ان قصر عابدين كان خارج خطة التحركات في هذه الليلة! ودق الرنين ورفعت السماعة وكان المتحدث مرتضي المراغي وزير الداخلية وفريد علول وزير الدولة وقالا لي: إن بعض أولادك قائمون باضطراب في كوبري القبة ونرجوا أن تمنعهم.. وقلت لهما: أنني لا أعرف شيئا، ووعدتهم خيرا.. ولم تمض دقائق حتي دق جرس التليفون وجاءني صوت الصاغ جمال حماد وهو يهنئني بنجاح المرحلة الأولي للخطة وإتمام احتلال القيادة العامة - وهو الذي كتب بيان الثورة- وقال لي إنه سيرسل ثلاث عربات مدرعة لاحضاري من المنزل، ولكنني ركبت سيارتي الأوبل الصغيرة!
وصلت كوبري القبة وهناك تلقاني بعض الضباط وانتقلت إلي عربة جيب عسكرية دخلت بها مركز القيادة ولم أجد حسين فريد في مكتبه، وإنما وجدت ضباط الحركة ينصتون للقائمقام يوسف صديق الذي تحركت قواته من الهايكستب واستولت علي القيادة.. والتف حولي الضباط.. كلهم أولادي فقد تجاوزت الخمسين وهم مازالوا في الخامسة والثلاثين وأقل.. وبدأنا نتلقي البلاغات من الوحدات المختلفة وقد نفذت الخطة في القاهرة تماما، واعتقل معظم قادة الأسلحة والخدمات حتي شقيقي علي دخل المعتقل!
وعندما اشرق الصباح تلقيت مكالمة من أحمد نجيب الهلالي رئيس الوزراء يدعوني فيها للذهاب إلي الاسكندرية ولكنني اعتذرت.. ولما استفسر عن طلباتنا أبلغته أننا نطلب: تكليف علي ماهر بتشكيل الوزارة - تعييني قائدا عاما للقوات المسلحة- طرد محمد حسن وحلمي حسين وانطون بوللي من حاشية الملك.. ورأيت تقديم هذه الطلبات إلي الملك حتي إذا رضخ وقبلها عرفنا أنه في مركز ضعف وأنه لا يستند إلي القوات البريطانية التي كانت موجودة في قاعدة القناة.. وانتهت المحادثة لاتلقي مكالمة أخري من مرتضي المراغي وزير الداخلية الذي وصل بالطائرة إلي القاهرة ويدعوني لمقابلته! ولكنني طلبت منه أن يحضر في مقر القيادة.. وبدلا من الحضور عاد علي الطائرة نفسها إلي الاسكندرية!
كان البيان الأول قد أذيع باسمي في الإذاعة- وبصوت أنور السادات- في السابعة صباحا وقررت ان أخرج إلي الشارع لألمس تأثيره، واهتز قلبي فرحا وأنا أرقب جموع الشعب وهي تهتف لحركة الجيش.. وتوجهت بعد ذلك مع أنور السادات إلي منزل علي ماهر في الجيزة وعرضت عليه تولي رئاسة الوزارة- وكنا قد ابلغنا ذلك إلي الطيار مصطفي صادق عم الملكة ناريمان الذي رابط منذ الصباح علي سور القيادة العامة- ووافق علي ماهر بشرط أن يصدر أمر التكليف من الملك صاحب السلطة الشرعية ووافقت فقد كنا حتي هذه اللحظة لم نحدد موقفنا بشكل نهائي من الملك رغم أننا قدرنا احتمال عزله بالقوة إذا اعترض علي مطالبنا.
وعدت إلي القيادة وعلمت أن نجيب الهلالي قدم استقالته ظهر 32 يوليو وأن الملك قبلها، واتصل بي علي ماهر في الثانية والنصف يبلغني ان الملك قد كلفه بتشكيل الوزارة ويطلب مني زيارته.. فتوجهت إلي منزله.. وطمأنته ان الاستجابة لمطالبنا تنهي كل شيء.. وقابلت علي ماهر مرة ثالثة في الصباح الباكر يوم الخميس 42 يوليو قبل سفره إلي الاسكندرية لمقابلة الملك في الظهر وصرح بعد ذلك علي ماهر بأن الملك قبل كل مطالب الجيش.. وكنا قررنا في اجتماع طويل- في القيادة - ليلة 32 - 42 يوليو ان نعزل الملك فاروق.. وفي هذا الاجتماع ايضا قررنا إرسال مدرعات ومدفعية لدعم قواتنا بالاسكندرية استعدادا لعملية عزل الملك!
وسافرت بالطائرة صباح 52 يوليو ومعي يوسف صديق وجمال سالم وأنور السادات وحسين الشافعي وزكريا محيي الدين إلي الاسكندرية- وكانت المدينة في حالة ابتهاج وآثارت تحركاتنا علي الكورنيش إلي ثكنات مصطفي كامل عاصفة من الحماس والتصفيق.. وكانت الخطة معدة للتنفيذ في نفس اليوم ولكن زكريا محيي الدين طلب التأجيل يوما لاعتبارات أن الجنود لم يناموا منذ قامت الحركة وان الطابور المدرع يحتاج تجهيزات!
ويمضي محمد نجيب إلي المشهد الأخير ووداعه الملك ويقول: صعدت السفينة »المحروسة« يتبعني القائمقام أحمد شوقي والبكباشي حسين الشافعي وجمال سالم واليوزباشي اسماعيل فريد.. وكان الملك ينتظرني وفي الخلف بناته ولم تكن ناريمان موجودة.. أديت التحية العسكرية فرد فاروق بنفس الطريقة ثم صافحني بيده، ومضت فترة سكون وأخيرا خاطبته قائلا: »أفندم« وليس »مولانا« ورويت له موقفي يوم 4 فبراير 24 منذ عشر سنوات.. وقال الملك: ان مسئوليتكم كبيرة وإني أوصيك خيرا بالجيش المصري فهو جيش آبائي وأجدادي..! ولاحظ فاروق ان جمال سالم يحمل عصاه فتوقف عن الحديث واشار له قائلا: ارم عصاك! وحاول ان يعترض ولكني منعته من ذلك فألقي عصاه ووقف بلامبالاة، وقال الملك وهو يصافحني مودعا بعد ان أديت له التحية العسكرية وقال: إنتم سبقتوني في اللي عملتوه.. اللي عملتوه دلوقت كنت أنا رايح أعمله! ثم استأذن الملك في تأجيل رحيل المحروسة - من الإسكندرية - نصف ساعة حتي تصل بقية حقائبه.. فوافقت بلا تردد.. ولكن ذلك لم يمنع شعورا بالحزن والأسي تسرب إلي قلبي ونحن نركب اللنش إلي قصر رأس التين!
هي الفوضي المنظمة!
الأربعاء:
لا توجد فوضي تضرب أطنابها وسط البلد مثل »الفوضي المنظمة« في شارع بولاق وفي شارع الجلاء.. فقد قام باعة الملابس في سوق الكانتو في »وكالة البلح« بالزحف خارجها واحتلوا الأرصفة بالحمالات الحديدية لشماعات الملابس ولم يتركوا غير حارة واحدة لمرور السيارات وسدوا المنافذ أمام المارة بأكوام الملابس المستعملة التي تجئ في البالات من بورسعيد.. وقام التجار بشراء معظم المحلات في الشارع لتخزين كميات الملابس واستخدام الأرصفة معرضا لها تحت سمع وبصر شرطة المرافق المحدودة العدد والعاجزة عن فرض الانضباط في شوارع القاهرة الخديوية ويوما بعد يوم تزداد الفوضي والقبح في هذه المنطقة السياحية بمبانيها التاريخية.. وفي ذات الوقت خرج باعة الفاكهة بعرباتهم الكارو كالفئران من حواري بولاق التي ضاقت بهم لكي يحتلوا ما تبقي من شوارع وأرصفة في منطقة الاسعاف ويفرضوا سطوتهم بدورهم ونقلوا سوق الفاكهة إليها..
ولم يعد خافيا أن الملابس المستعملة صارت تجارة رائجة لا تدفع الضرائب ولا تتحمل مصاريف المحلات الكبري وتحولت إلي عبء علي التجارة الداخلية.. ولا أفهم كيف تترك شرطة المرافق هذه الفوضي تتسع إلي هذا الحد الذي يشوه وجه العاصمة.. ولكن هذه الملابس الرخيصة تجتذب الزبائن لأنها تلبي احتياجاتهم بنصف الثمن في المحلات.. ورغم الحملات المحدودة لإزالة الاشغالات من الأرصفة إلا أنها عاجزة عن وضع حد للانتشار الفوضوي والبلطجة لمئات الباعة وسيطرتهم علي الشوارع.. وفي طريقي إلي مكتبي في دار أخبار اليوم أشق زحام عربات اليد بصعوبة بين المواقف العشوائية لسيارات الميكروباص التي تسد منافذ شارع الجلاء إلي بولاق وكوبري مايو وتتسبب في الازدحام البشري والفوضي المرورية في ساعات الذروة، وبينما يجد عساكر المرور أنفسهم تائهين وسط تلك الفوضي السائدة التي تخنق الأنفاس في الحر!
لقد رأيت فترينات وأكشاك باعة الارصفة بجوار المحلات الكبري في باريس- مثل لا فاييت- ولكنها لا تشغل الأرصفة ولها أماكن محددة وتبيع بواقي مصانع الملابس بأسعار مخفضة ويقبل عليها الفرنسيون والسياح الأجانب بعدما ارتفعت الاسعار باليورو في المحلات وصار التسوق أرخص في تلك الأكشاك التي تحمل تراخيص حتي لا تتحول إلي فوضي في الشوارع.. وكذا هناك أسواق خاصة في أطراف باريس- مثل الحي السادس عشر- ومخصصة للبيع بأسعار الجملة فكل المنتجات بما فيها الملابس ذات الماركات الشهيرة.. وكذلك الحال في سوق اليهود في لندن القديمة الذي يفتح يوما السبت والأحد حينما تغلق محلات شارع أكسفورد أبوابها، والسلع معروضة علي الأرصفة..!
ولكن الملابس المضروبة تباع بالكوم علي الأرصفة وسط القاهرة لانها مستعملة وتمثل خطرا علي انتاج المصانع المصرية، ويقدر حجم تجارتها بالألوف ويتحكم »المعلمين« الكبار في وكالة البلح في تلك التجارة »المغشوشة« وحان الوقت لوضع حد لهذه الفوضي المنظمة!
تلامذة أخبار اليوم
الأحد:
في رأيي أنه لا مستقبل للصحافة المكتوبة في مصر بدون تواصل الأجيال الذي يتيح توارث الخبرات وتراكمها.. وفي مواجهة زحف الصحافة الالكترونية بتقنياتها وآفاقها المفتوحة عبر الانترنت وغيره- ولكي تستفيد الأجيال الجديدة من تجارب الرواد الذين حفروا في الصخر لإرساء أصول المهنة وتقاليدها ووسط صعاب وتحديات كانت تعترض طريق الصحافة الحديثة التي انتقلت من عصر المقال إلي عصر الخبر والصورة.. فقد دخل جيلنا بلاط صاحبة الجلالة ولم يكن يملك غير الموهبة والتفاني في العمل ليل نهار.. ولم يكن تحت يديه أدوات الانترنت والكمبيوتر التي تسهل وتختصر الوقت وتوفر تدفق المعلومات ولم يكن الصحفي يعتمد الا علي القلم والورق للتدوين، وعلي سبيل المثال كنا نستعين بالتليفون العادي لاملاء الرسائل والاخبار لأن الفاكس لم يكن متاحا لكي يبث المادة التحريرية في لحظات، وهكذا كانت الصحافة أصعب لعدم توافر التقنيات الحديثة!
وحتي يتم هذا التواصل يجب رعاية البراعم الجديدة والأخذ بيدها ومساعدتها بالخبرات والافكار المبدعة، فإنه لا يوجد نبت قوي بغير جذور.. واري في مشروعات التخرج في أكاديمية أخبار اليوم نماذج لما يجب ان تكون عليه صحافة الغد من فكر وإخراج مواكب لروح العصر.. وأمامي واحد منها والذي اشرف عليه الزميل محمد عبدالحافظ واعطاه من الجهد والوقت مع سبعة من خريجي الأكاديمية النابهين الذين وضعوا رؤيتهم للعمل الصحفي من خلال نبض شاب وهي تجربة ميدانية ناجحة لتخريج أجيال من الصحفيين الشباب الواعدين.. ومشروع التخرج اسمه »البلد« والغلاف في حد ذاته يحدد ملامح المجلة ويعبر عن موضوع الساعة وهو »النيل« الذي يشغل المصريين، وصورة الغلاف للفنان محمد منير ابن النوبة وهو جالس في حضن النيل وأخبرني محمد عبدالحافظ ان اللقطة اختيرت من 003 صورة في الفيديو كليب »والموضوع الرئيسي حديث مع الدكتور نصر علام وزير الموارد المائية والري عن قضية مياه النيل ويحدد ان نصيب مصر خط أحمر، وانها تعتمد علي مياه النيل بنسبة 59 في المائة لتغطية احتياجاتها ووضع الطلاب الأسئلة بأنفسهم ولم يتدخل عبدالحافظ الا بالاختيار، انها مدرسة أخبار اليوم التي يتخرج منها الصحفيون الذين شاركوا في اصدار صحف عديدة في الدول العربية، وهم يحافظون علي أسلوبها المتميز في الايقاع السريع، ويمضي تواصل الأجيال بعدها إلي أكاديمية أخبار اليوم التي يرأس مجلس ادارتها الدكتور محمد عهدي فضلي ويعمل علي تطويرها وتوفير أحدث التقنيات لابنائها وتدعيمها بأساتذة الصحافة المتخصصين وفي مقدمتهم الدكتور عبدالحي عبيد عميد الأكاديمية والدكتور محمد عبدالحميد رئيس قسم الصحافة وهكذا تطورت مسيرة مدرسة أخبار اليوم.. وأعود إلي مشروع التخرج: الموضوعات جذابة والأفكار مبتكرة من واقع الحياة.. ومازال تفريخ الأجيال مستمرا في مدرسة أخبار اليوم!


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.