يمكن اختزال رحلة الحياة في بحث الانسان عن السعادة.. البعض يجدها في النجاح المهني أو البحث الاكاديمي، آخرون يسعدهم جمع المال، وهناك من يراها في الرضا أو راحة البال و.. و.. والناس فيما يسعدهم مذاهب واتجاهات، ربما بلا حصر! المصريون شأن كل البشر يبحثون عن السعادة، لكن مؤسسة جالوب للاستطلاعات تري انهم ضلوا الطريق، فمصر تحتل المركز ال511 علي قائمة الدول السعيدة، والمفارقة اننا تقاسمنا مع اخواننا السوريين نسبة نجاح بلغت 01٪ في مواجهة ضغوط الحياة(!) ولعل ذلك يؤكد علي نحو ما وجود قواسم مشتركة بين شعبين قامت علي أرضيهما أول وحدة عربية في العصر الحديث، وبصدق كنت اتمني ان يجمع بيننا قدر أكبر من السعادة! المثير في نتائج الاستطلاع الدولي أن مصر احتلت المركز ال51 عربيا، والاثارة تكمن في ان فلسطين والعراق سجلتا المركزين 31 و41 علي التوالي، بكل معاناته من جراء الاحتلال وويلاته، وهي مفارقة تمثل فزورة يستعصي عليّ حل ألغازها، فهل يملك قارئي العزيز تفسيراً؟! وجود دول تملك النفط في صدارة الاكثر سعادة عربيا يعني أن المال يصنع السعادة، ولكن احتلال الاردن للمركز الخامس، وهي التي تعاني من ضعف الموارد، ولبنان في المركز الثامن رغم مشاكلها المتعددة، أو حلول اليمن في المركز ال21 مع معاناته الامنية والاقتصادية، تلك النماذج التي سبقت مصر علي سلم السعادة، وجاءت تالية لدول غنية يعني ان اسباب السعادة والعوامل التي تصنعها اكثر تعقيدا وتركيبا مما يتصوره البعض حين يراها في المال أو القناعة أو.. أو.. أو في اعتمادها علي ركيزة واحدة فقط. سنظل نبحث عن السعادة، وقد يمضي قطار العمر دون أن يصل الي محطة السعادة المؤكدة، وربما يكتشف من يتصور انها بين يديه انه لا يقبض إلا علي الريح ولا يري إلا سرابا! علاء عبدالوهاب