قلبي مع العاملين في السياحة بالغردقة وشرم الشيخ وكل المناطق السياحية في مصر خلال شهر رمضان، كلهم جميعا صائمون عن الطعام، وزبائنهم (السياح) صائمون عن"الهدوم". هناك لاينفع غض البصر ولا حتي عمي البصر فلو أغلقت عينيك فسوف تسمع القهقهات والضحكات وتشم البرفانات وكلها تنقض صيام من كان في قلبه مرض او حتي دعامة.فهل يمكن لهؤلاء العاملين ان يراعوا لقمة عيشهم وقبلها يراعوا ربهم؟ الحقيقة تقول صعب، لكن التجربة تشير ممكن. في مدخل قرية سياحية بالغردقة نهار احد أيام الجمعة قبل رمضان.رأيت الموظف المسئول عن حجز الرحلات البحرية التي ينظمها الفندق يجلس وبجواره المصحف وعدد من السائحات اللائي يرتدين الحد الادني من الهدوم،يجلس في هدوء تام وعينه في الدفاتر التي أمامه ينهي الحجز للسائحات وفي هدوء ايضا يعود للقراءة في المصحف. أما الريس محمود مصلح ، احد البحارة المهرة في الغردقة، فقد حل هذه المعضلة بطريقته الخاصة وبشكل لا تستطيعه الغالبية، فهو ريس علي مركب سياحي يملكه ، لذا فهو يعطي نفسه أجازة طوال شهر رمضان، يتفرغ فيها للعبادة، ويكلف آخر بالعمل بدلا منه . وهو لا يلتزم بأوامر الشرع فقط في العبادات بل يغضب جدا ممن يكونون ابو بكر في المسجد وأبو جهل في السوق.أي من يسيرون بنظام النقرات ، العبادات نقرة والمعاملات أخري ، فهذا منطق لا يصلح إلا لطبال. يعدل الريس محمود بين عماله، لايغش السائحين في طعام او شراب اوخدمة او زمن رحلة تعهد بأن يقوم بها . معايير السلامة والامان علي مركبة علي أكمل وجه. فلسفة الريس محمود في رمضان بسيطة:11 شهر لهمك وشهر واحد لربك. لكن هذا الحل (الاجازة) لا تستطيعه الغالبية العظمي من العاملين في السياحة وإلا تحولت حملة"مصر روحها في رمضان "إلي" مصر طلعت روحها في رمضان"، لذلك يجب ان يقنع كل موظف وعامل في مجال السياحة ان القابض علي رمضانه علي الشواطيء والقري السياحية كالقابض علي الجمر، كما ان المسلم الحق الذي يسعي للرزق الحلال ويكون ابتلاؤه في هذا الرزق، أعتقد ان ثوابه عند الله أكبر وأعلي. خير البر عاجله البطن والعين هما كل مايجري الاهتمام به خلال شهر رمضان، دون باقي الحواس الاخري ومعها الجوارح او مايسميه المحدثون الوجدان فهي معطلة طوال 30 يوما في الوقت الذي يجب ان تكون فيه في أعلي إتقادها قربي لله تعالي. تسقط علينا أخبار التموين: طرح 250 مليون رغيف يوميا في شهر الصيام، 2مليون فرخة، 23 مليون انبوبة بوتاجاز طوال رمضان، 100 مليون بيضة وغيرها. ولا ينقطع التنويه لحظة عن دراما تكلفت نصف مليار جنيه في رمضان. وكأننا احد إثنين إما أمة من المفاجيع او عالم من الروشين الذين يتمسمرون بجوار السفرة ويلتصقون بشاشة التليفزيون ولو إخترع احد العلماء تليفزيونا بالسفرة او سفرة بتليفزيونها لاكتسح السوق الان.. الان مين السبب في إفساد صيام المصريين: البطن ولا العين؟ لقد حولنا رمضان من شهر حصد جبال الحسنات إلي شهر حصر البحلقة في الحسناوات. كان الصحابة علي عهد الرسول (صلي الله عليه وسلم) يبتهلون الي الله قبل رمضان بستة أشهر: اللهم بلغنا رمضان.الناس الفافي الان يدعون: اللهم بلغنا "قناة" رمضان.