· المصيف حلال طالما أن الفرد الصائم يجاهد نفسه ليحافظ علي صيامه أثر شهر رمضان الكريم علي السياحة الداخلية في مصر وخصوصاً سياحة المصايف التي تأثرت ببداية رمضان هذا العام في الأسبوع الثالث من أغسطس، مما أدي إلي قصر الموسم الصيفي بالنسبة للمسلمين علي وجه الخصوص واختزاله إلي شهر ونصف كما أن دخول المدارس يأتي بعد رمضان والعيد مباشرة، لتنتهي الأجازة والموسم الصيفي بدون الترفيه السنوي الذي يعتاد عليه المصريون. ولأن شهر رمضان سيتزامن مع شهور الصيف خلال السنوات القادمة فهل سيمتنع المسلمون عن المصايف أم أنهم سيصيفون في رمضان باعتباره حلالاً؟! أجاب عن هذا السؤال الدكتور صلاح زيدان أستاذ الحديث بجامعة الأزهر قائلاً أن المصيف في رمضان حلال أو بمعني أدق غير حرام.. إذا كان يعمل فيه الصائم بصيامه ويكون الهدف من المصيف هو الراحة والاستجمام دون ارتكاب المعاصي والذنوب. بمعني إيه إذا كان المرء هدفه الراحة والاستمتاع بالجو الجميل فقط فهذا ليس حرام لأن رؤية المناظر الطبيعية الخلابة يبعث السرور علي النفس والتفكر من أعظم العبادات التي تثبت اليقين في القلوب، فيكون المصيف هنا وسيلة للراحة من المتاعب وراحة البال وإذا أحب المصيف نزول المياه «البحر» فلابد أن يرتدي ملابس تغطي عورته ليحافظ علي صيامه، وبالنسبة للنساء فيجب أن تحرص علي ارتداء الملابس التي لا تصف جسدها ولا تبين منها إلا وجهها وكفيها وأيضاً مرتدية الحجاب. أما إذا دخلت المياه في جوف المرء أثناء نزوله البحر أو العوم فهذا يفسد صيامه، إلا إذا دخلت في فمه وقام بطردها فيكمل صيامه وله أجر الصائم عند الله بإذن الله. ويقول الشيخ جمال قطب إن الذهاب والعوم إلي المصايف لا يفسد الصيام في رمضان، وإنما لا يستحب للصائم أن يقضي النهار كله للراحة والنوم وغير ذلك، فيجب أن يكون الصائم منتجاً يقضي وقته في العمل والعبادة، ويمكنه أن يذهب البحر بعد الافطار، وهذا بسبب ما يتعرض له المسلم الصائم من فتن أثناء الصيام، ولأن الصيام اختبار من الله عز وجل علي قدرة التحمل ومجاهدة النفس وتزكيتها من الشهوات فيجب أن يمتنع الصائم عن الغفلة ونسيان الله عز وجل. فيفعل الناس في المصيف كل ما يحلو لهم، ونسوا أن الله عز وجل رقيب عليهم وأنهم سيحاسبون علي كل أفعالهم فقد أمر الله عز وجل المؤمنين والمؤمنات بغض البصر، فنقول للصائم الذي يخاف أن يعرض نفسه للفتن لأن حدود الله واضحة، فحافظ علي صيامك واستمتع بوقتك وصيفك بما لا يؤخذ عليك عند الله. فالمصيف حلال طالما أن الفرد الصائم يجاهد نفسه ليحافظ علي صيامه. أما الدكتور محمد رأفت عثمان المفكر الإسلامي قال إن المصايف لم تكن موجودة أيام الرسول صلي الله عليه وسلم، وأن الرسول صلي الله عليه وسلم كان يعيش في بيئة بدائية صحراوية، فأدوات وآليات الترفيهه كانت تقتصر علي جلسات السمر. أما بالنسبة للمصيف فهو ليس بحرام ولكن مع عدم الامتناع أو الانقطاع عن العبادة ولا يظهر منه ما هو مخالف لدينه أو لصيامه. فإذا كان المصيف لن يحدث فيه نظر الشخص إلي الأجسام العارية التي تكشف أجزاء من الجسم التي لا يبيح بها الشرع فلا يوجد في الشرع ما يمنع ذلك وإنما هو يقترب إلي النزهة في مكان نظيف بعيداً عن الحرارة ويتمتع بالمنظر الجميل. كما يجوز للصائم نزوله البحر وهو صائم بشرط الا تظهر النساء أجسامهن أمام الرجال فعليها نزول البحر كالمنقبة التي لا يظهر شئ.