الحقيقة ما كنت اود التطرق لما يجري للاخوة الفلسطينيين سواء في الارض المحتلة او خارجها.. سواء من المحتل الاسرائيلي أو من الاخوة الفلسطينيين انفسهم. ولكن الذي دفعني إلي تناول هذا الموضوع هو الهجوم والبذاءات التي يوجهما الحاقدون علي الدولة المصرية من آن لآخر كلما حانت لهم الفرصة أو مناسبة وكأن حياتهم وصحوتهم وانتعاشهم مرتبط بالهجوم علي الدولة المصرية وزعمائها. ولعل الاحداث الاخيرة التي تلت الهجوم الاسرائيلي علي ما سمي قافلة الحرية أو اسطول الحرية- واستشهاد واصابة اكثر من مائة شخص علي متن هذه القافلة.. اتاحت الفرصة لهؤلاء للهجوم علي مصر وتحميلها مسئولية استشهاد واصابة هؤلاء نظرا لعدم فتحها لمعبر رفح لفك الحصار عن قطاع غزة. وحقيقة الامر ان الدولة المصرية اتخذت موقفا حاسما من الاعتداء الاسرائيلي علي القافلة وادانته إدانة بالغة- حملت الجانب الاسرائيلي توابعه واصدر الرئيس مبارك قراراً بفتح معبر رفح بصفة دائمة لعبور المعونات الانسانية والطبية والغذائية والحالات المرضية التي تحتاج للعلاج في مصر او خارجها- بالاضافة للمعتمرين... فوجئنا للاسف الشديد بشلة الحاقدين سواء من الاخوة الاعداء أو الفلسطينيين.. ان فتح معبر رفح- مؤامرة علي الفلسطينيين لانه تم بالتنسيق مع اسرائيل لتخفيف حدة الهجوم الدولي علي جرائمها- وانه لا بد من إعادة إغلاق المعبر حتي يظل العالم يشيد بصمود اهل غزة علي الحصار ولا يفقدوا العطف الدولي.. حقيقة انني حينما سمعت هذا الهراء من بعض القيادات الفلسطينية وبعض قادة الدول التي لاهم لها الا الهجوم علي سيادة الدولة المصرية سواء حقدا أو جهلا تذكرت مؤتمر القمة العربي بالرباط سنة 5791 والذي بيعت فيه القضية الفلسطينية- بتحميل مسئولية القضية إلي منظمة التحرير الفلسطينية بتوجيه امريكي.. واخراج مصر والاردن من تحملهما لمسئولية استعادة قطاع غزة والضفة الغربية.. واعتراض جلالة الملك حسين رحمه الله علي هذا القرار والرئيس الراحل السادات ولكن كانت المؤامرة اكبر منهما واضطرا للقبول بالقرار الذي لاقي ترحيبها فلسطينيا في الاراضي المحتلة وخارجها تلك كانت بداية النهاية للقضية الفلسطينية وانتقل ملف القضية من المسئولية المباشرة لمصر والاردن- إلي المنظمات الفلسطينية التي تتلاعب بها الحكومات العربية وفقا لمذاهبها واهوائها. لذا فإنني اطالب الجميع باعادة قراءة التاريخ فمصر دخلت اربعة حروب 8491، 6591، 7691، 3791 فقدت فيها مئات الآلاف من الشهداء والمصابين واقتطعت من ارزاق ابنائها عشرات المليارات من الجنيهات في سبيل القضية .. وللاسف نري الحقد والجهل.. والإجحاف لدور مصر التاريخي والمستقبلي لحماية ما تبقي من فلول القضية. إننا نناشد الاخوة العرب والاخوة الفلسطينيين وبعض الموتورين في مصر ان يتقوا الله في وطنهم مصر. كما انه من العبث مقارنة الدور التركي أو الدور الايراني بالدور المصري.. فلا وجه للمقارنة علي الاطلاق.. وليعلم الجميع ان ما تحقق للفلسطينيين حتي الآن من انسحاب إسرائيلي من قطاع غزة ومن معظم مدن الضفة الغربية.. ولم يتم لسواد عيون الفلسطينيين.. ولكن بحكمة السياسة العاقلة للقيادة المصرية وجهودها الدورية ومسئوليتها التاريخية عن القضية. ومصر ترحب بأي دور عربي او ايراني أو تركي للمساهمة في حل القضية.. ولكن ليس من خلال العشوائية والعنتريات التي عفا عليها الزمن. انني من هذا المنبر العظيم لصحيفة الاخبار كأحد الذين قاتلوا في حرب اكتوبر المجيدة .. جيل اكتوبر الذي حمل علي اكتافه نصرة الامة العربية واسترداد كرامتها.. فلو لم تكن حرب اكتوبر 3791 لظل اكثر من ثلاثة ملايين فلسطيني في الضفة والقطاع يقطنون الخيام ويتضورون ويسألون العطف والشفقة. اليوم في الضفة والقطاع حكومتان احداهما شرعية والاخري غير شرعية.. مصر تتعامل معهما وتدعمهما رغم الشقاق والعداء المقيت بينهما لذا فإنني اهيب بالاخوة الفلسطينيين في الضفة والقطاع عدم اللعب بالنار وتوقيع ورقة المصالحة المصرية- وكفي اضاعة للوقت والا سوف يصبح الملف الفلسطيني علي باب الله .. وينتظر إلي ما شاء الله.